النباء اليقين

أول ظهور لصحفي سعودي معتقل انتقد الفساد في الديوان الملكي

أظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي الكاتب السعودي المعتقل صالح الشيحي من داخل سجن ذهبان، ويبدو على وجهه الشحوب والإرهاق، إلى جانب مجموعة من الصحفيين والإعلاميين المعتقلين تعسفياً.

ونشر حساب “معتقلي الرأي”، الذي يهتم بنشر أخبار المعتقلين في السجون السعودية، المقطع المصور اليوم الخميس، وقال تعليقاً عليه: “أول ظهور للصحفي صالح الشيحي من داخل سجن ذهبان، منذ اعتقاله. يبدو على وجهه الشحوب والإرهاق.. الشيحي انتقد الفساد في الديوان الملكي ولذلك اعتقل وحُكم 5 سنوات بالسجن”، و5 سنوات منع من السفر.

كما نشرت الكاتبة والصحفية السعودية، حليمة مُظفّر، المقطع على حسابها في موقع “تويتر”، وقالت إنها صورته من داخل سجن المباحث العامة التابع لرئاسة أمن الدولة في مدينة جدة.

وقالت في الفيديو الذي يظهر فيه الصحفي الشيحي: “كانت مفاجأة أن ألتقي بالزميل القديم الكاتب صالح الشيحي من داخل سجن المباحث العامة التابع لـرئاسة أمن الدولة بذهبان، وذلك في فعاليات برنامج إدارة الوقت.. هو بخير ولله الحمد، وأسأل الله أن ييسر له أموره”.

وفي ديسمبر من عام 2017 كشف الشيحي، في لقاء تلفزيوني بثته قناة “روتانا خليجية”، الفساد في الديوان الملكي والعاملين فيه، لكن هذه الملفات قادته إلى المعتقل والمنع من الكتابة في صحيفة “الوطن” المحلية.

وانتقد الصحفي الراحل جمال خاشقجي، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر عام 2018، إقدام السلطات السعودية على اعتقال الشيحي، واعتبره “جوهرة الصفحة الأخيرة بالوطن”.

وفي فبراير من العام 2018، قضت المحكمة الجزائية بسجن الشيحي 5 سنوات ومنعه من السفر مدة مماثلة بتهمة “القدح والإساءة إلى الديوان الملكي والعاملين فيه عبر حديثه في لقاء تلفزيوني ووصفه له بأنه أساس وأصل الفساد الإداري”.

وكان الشيحي غادر السجن في يونيو الماضي بشكل مؤقت، مدة 3 أيام لدواعٍ إنسانية، ليكون بجانب والدته المسنة بعد وفاة شقيقتها، وأمضى أيام الإفراج عنه في منزل عائلته بمدينة رفحاء التابعة لمنطقة الحدود الشمالية.

وكشفت منظمة “مراسلون بلا حدود”، خلال انطلاق المؤتمر العالمي لحرية الإعلان في لندن، مطلع الشهر الجاري، أن وفداً منها زار السعودية، في أبريل الماضي، للضغط من أجل إطلاق سراح 30 صحفياً مسجونين، منهم صالح الشيحي، وسط انتقادات غربية مستمرة للرياض في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وبينت المنظمة أن الوفد كان برئاسة الأمين العام كريستوف ديلوار، والتقى خلال الزيارة مسؤولين سعوديين، من بينهم وزيرا العدل والإعلام ووزير الدولة للشؤون الخارجية والنائب العام ورئيس هيئة حقوق الإنسان، دون أن تحقق هذه الزيارات أي تقدم.

ولم تستجب السلطات السعودية لمطالبات الوفد بإطلاق سراح الصحفيين المسجونين في معتقلاتها بسبب الرأي، في دليل على عدم تعاطيها بشكل مسؤول مع وفد المنظمة الحقوقية.

وتعرضت المملكة لانتقادات دولية شديدة بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان بعد مقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله على يد فريق يقوده أحد مرافقي ولي العهد محمد بن سلمان.

وتراجع مركز السعودية على المؤشر العالمي لحرية الصحافة هذا العام، وأصبحت تحتل أحد أسوأ عشرة مراكز، وهي الآن في المركز الـ172 ضمن التصنيف الذي يضم 180 دولة.

وجدير بالذكر أن السلطات السعودية تواصل حملات الاعتقال التي بدأتها منذ صعود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى سدة الحكم في عام 2017.

ومنذ ذلك الحين اعتقلت السعودية آلاف النشطاء والمثقفين ورجال الدين والصحفيين ورجال الأعمال، على مدى عامين ماضيين، في إطار القضاء على أي معارضة محتملة لمحمد بن سلمان.