النباء اليقين

ليش الصرخة.. (معركة الوعي)

الهدهد / مقالات

عبدُالغني علي الزبيدي

(1)

تقولوا ليش بنزعل من الصرخة حتى (تبتسق) عروقنا..؟

كنت يوم الجمعة، الماضية في أحد المساجد وشاهدت واحد ملتحٍ ذقنتُه حمراءُ (فاقعٌ لونها) (تسُرُّ الناظرين) بمُـجَـرّد إطلاق الصرخة رأيتَه يضعُ إصبعَيه على أذنيه واحمرَّ وجهُه ولا أدري كم كانت نبضات قلبه.

قلت في نفسي لماذا يحدُثُ للبعض كُـــلُّ هذا الجنون..؟ أيش المشكلة..؟

هل نحن من المستكبرين..؟ هل نحن من الصهاينة.. هل نحن من الأمريكيين..؟

سيروا اسألوا أَي واحد.. ليش بتكره الصرخة..؟.. ليش ما بتحب سماعها..؟ لن تجدوا جواباً مقنعاً أَو مفهوماً رغم محاولة البعض إيجاد مبرّرات هي غالباً (لواكة) وسخافة.. يحاول هذا المتفلسف أن يقنعك بها.

بل إن كَثيراً من المرضى وهم مثقفون وإعلاميون وسياسيّون يستكثرون على رجال الله في معارك الدفاعَ عن أرضنا وعرضنا ويقلك ليش بيطلقوا الصرخة بعد كُـــلّ عملية بطولية يقومون بها ضد المعتدين وعملائهم الذين يعتبرون أيادي أمريكا وإسرائيل في العدوان علينا.

(2)

لو سألتَ أَي مفعوص أَو مهفوف: هل أمريكا عَـدُوٌّ للعرب والمسلمين؟.. سيقول: نعم.. ويمكن يضيف الله يلعنها، هي السبب في هذه الحرب التي يشنها وكلاؤها من آل سعود..

تقله طيب الصرخة حَــقّ هؤلاء.. الجن هي تقصد الموت لهذا الاستكبار والتدخل في قتلنا.. فيصمت حتى تراه وكأنه أصم.

ولو سألت مثقفاً انتهازياً أَو ناشطاً سياسيًّا: هل الخراب والدمار الذي لحق بالعراق وسوريا وليبيا واليمن وقبلها فلسطين.. وراه اليهودي برنارد ليفي؟.. سيجيبك: نعم الله يلعن اليهود هم وراء كُـــلّ هذه المصائب.

تقله يا مثقف يا محترم يا فيلسوف.. أليست الصرخة تعبيرا فعليا تجاه الجرائم التي تدبرها وتديرها هذه العصابات اليهودية مباشرة أَو عبر وكلائها؟!

ولأنه أناني ومغرور بل ومريض.. يصمت صمت الذي أغمي عليه.

(انتبهوا.. المنشور للمزايدة.. ) فقط تابعوا.. القراءة.

(3)

العالم كله ومنذ زمن كان يصرُخُ ويلعن أمريكا واليهود وكل واحد على طريقته.

الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليون أبيدوا وقُتلوا وشُردوا على يد الأمريكيين الجدد ومن بقي منهم كان يصرخ الموت (للكابوي) وهم الغزاة الذين كانوا يرتدون البنطلونات الجينز من الأمريكيين الذين يمثلون الاستكبار والهيمنة ضد أصحاب الأرض الحقيقين.

الألمان وبعد الحرب العالمية الأولى لعنوا اليهود وكانوا يتمنون موتهم؛ لأَنَّهم كانوا السبب في هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.

ولما جاء هتلر حوّل الصرخة الألمانية إلى فعل وقام بتلك المحارق ضد اليهود.

تجدُ معظمَ الأوربيين يصرخون ضد أمريكا واليهود ولو بطريقتهم..؛ وذلك لأَنَّهم يعرفون حجمَ وفداحةَ وفحشَ ما تفعله أمريكا واليهود في حَــقّ البشرية.

بل إنك تجدُ معظمَ دول العالم يتمنون زوالَ ونهاية الاستكبار والهيمنة التي تُـمَـثِّـلُها أمريكا وإسرائيل.. (عودوا إلى الكثير من الكتب التي ألّفها كُتَّابٌ أمريكيون.. ومنها كتاب لماذا يكرهوننا؟)..

(4)

في خُطُبِ الجمعة عند المسلمين.. (إلا في السعوديّة).. يدعو الخطيب: اللهم دمّــر أمريكا وإسرائيل ويكرّرها ثلاثاً.. ونحن نقول: آمين.. ونتمنى ما نخرج من الجمعة إلّا وقد غرقوا.. وصارت تلك ثقافةً بل وقناعةً وذلك لحجم وبشاعة ما تقوم به أمريكا وإسرائيل تجاه المسلمين بل وتجاه العالم.

طيب أنصار الله لم يخرجوا عن ذلك إلا بالشعار والمجاهرة فيه قولا وفعلا وتجسيدا لثقافة وتراث اليمنيين الذين يرفضون الهيمنة والاستكبار.

فلماذا هذا الخوف والهلع والتذمر من الصرخة ومن الاحتفال بها بل ومن المشاركة فيها طالما وقد وجدنا فعلَها وتأثيرَها في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيو سعوديّ خلال فترة العدوان؟!

طيب.. خلوني استمر في (مجابرة) هؤلاء المفقعسين.. دعوكم من صرخة أنصار الله.. أطلقوا لكن صرخة وشعار ضد العدوان وضد المستكبرين من الأمريكان ومن اليهود ومن أدواتهم في المنطقة.. شعار خاص بكم وحدكم.. بس تجسدوه فعلا في ميادين القتال وجبهات الشموخ؛ دِفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة ورفض الهيمنة.. (هاااه أتحداكم تفعلوها).. تعرفوا ليش اتحداكم؛ لأَنَّكم أوغاد.. وبس.

الخلاصة.. سلام الله على من رفع الشعار ومن دعا إليه ومن مارسه في حياته أينما كان..

خلاصةُ الخلاصة..

 

اصرخُوا فقد بلغ قولُكم وفعلُكم الآفاق..

اصرخوا طالما والصرخة تزعجُ الخونة والعُمَــلَاء، وتزلزلُ الطغاةَ والمستكبرين.