النباء اليقين

ابن سلمان غارق ولا يعرف ماذا يريد في اليمن

الهدهد / أخبار محلية

نشر مركز “كارنيغي” الأمريكي للسلام الدولي تقريرا سلط فيه الضوء على حرب اليمن التي دخلت عامها الخامس، مشيرا إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أوحل بالمملكة في المستنقع اليمني ولا يعرف ماذا يريد وأن الإمارات تتلاعب به لتحقيق أهدافها الخاصة ومنها السيطرة على الحدود بين المهرة وسلطنة عمان.

 

الباحث البريطاني نيل بارتريك، أكد في مقاله التحليلي الذي نشره المركز أن الاستراتيجية المتخبطة للسعودية سمحت بوجود دولة في حالة انهيار على حدودها الجنوبية مما أثر على الأمن القومي السعودي بطريقة مباشرة.

المقاربة غير المتماسكة التي تعتمدها السعودية في المسألة اليمنية، والتي تعكس استعداداً من جانبها للقبول بأن تكون جارتها الجنوبية ضعيفة، تسمح للإمارات العربية المتحدة بتحريك الرماد وإثارة المشكلات.

واعتبر “بارتريك” أنه بما أن الإمارات لم تتأثر مباشرة سمح هذا الوضع لها بالتلاعب استراتيجيا على كل من السعودية واليمنيين.

وأشار أنه “بدلا من كل هذا الدمار والصواريخ اليمنية داخل العمق السعودي ربما كان أولى للسعودية استخدام سلاحها المعتاد الا وهو الريال والوهابية لكسب ولاء وتعاون القبائل المتقبلة للسلفية” حسب تعبيره.

وفي مقاله الذي عنونه “السعودية لا تعرف ما تريد” قال الكاتب إن السعودية لم تعلم تعرف ماذا تريد في اليمن، فالحرب الدائرة هناك منذ أربعة أعوام شُنَّت لكبح أنصارالله وإعادتهم إلى معاقلهم شمال البلاد، وإعادة تثبيت قيادة يمنية متعاوِنة (عموماً) في صنعاء”، حسب زعمه.

غير أن السعوديين عالقون، بمشاركة الإمارات، في ممارسة مدمّرة وتعود بنتائج عكسية على المستوى السياسي عبر شنّ هجمات جوية مقرونة بالسياسة السعودية الأكثر تقليدية القائمة على دفع الأموال في محاولة لكسب الأصدقاء، لكنهم لم يحققوا سوى نجاحاً متفاوتاً في التأثير في الأشخاص.

وأكد الباحث أن الإمارات تدعم علناً الانفصاليين الجنوبيين وتعارض عدوهم، الرئيس اليمني المستقيل المدعوم من السعودية، عبد ربه منصور هادي.

إضعاف التأثير الذي تمارسه سلطنة عمان

ويذكر الباحث أنه في محافظة المهرة التي تقع في أقصى شرق البلاد، تسعى السعودية والإمارات إلى إضعاف التأثير الذي تمارسه سلطنة عمان وما يُحكى عن تسهيلها لمرور الأسلحة إلى أنصارالله، وذلك عبر دعم عناصر محليين مختلفين. في هذا الإطار، استأنفت السعودية محاولاتها غير المدروسة في مناطق أخرى في البلاد لتشجيع الحماسة الأيديولوجية الوهّابية في ممارسة تسببت بارتدادات عكسية قبل نحو عقدٍ من الزمن في صعدة معقل أنصارالله.

ويشير الكاتب إلى السعوديين، ومنذ ثمانية عشر شهراً، يسعون للسيطرة على الحدود بين المهرة وسلطنة عمان وعلى مطار المحافظة ومنشآت الميناء البحري، فيما تركّز الإمارات على السعي إلى ضم هذه المحافظة المتمايزة جداً والتي تربطها علاقة صداقة نسبياً بسلطنة عمان، إلى خططها الانفصالية في جنوب اليمن.

و يؤكد في الأخير أن غياب التماسك في المقاربة السعودية للمسألة اليمنية مردّه جزئياً إلى التقليد الذي دأبت عليه السعودية التي لا مشكلة لديها في القبول بضعف الدولة اليمنية باعتباره الثمن المقبول حفاظاً على أمن المملكة