النباء اليقين

4 سنوات من العدوان على اليمن.. صمود الشعب واستنزاف قوى الشر

يكتمل نصاب أربعة أعوام على بدء العدوان السعودي ــ الاماراتي على اليمن، يوم 26آذار/ مارس 2015، والعديد من دول العالم يدعم أو يسكت على ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات خطيرة، ارتكبتها قوات التحالف السعودي، المدعومة أمريكيا وصهيونيا، والتي تعدّ في أصغر اعتداءاتها جرائم حرب، حسب القانون الدولي الذي اعتمدته الامم المتحدة ومجلس الأمن.

ومنذ ذلك اليوم كان اليمن مليئا بالأحداث التي كشفت كل الأقنعة عن وجوه كثير من الدول والمنظمات الدولية وغيرها لتكشف أن الشعب اليمني يواجه عدوناً كونياً شاركت فيه دول على رأسها الأمريكي والصهيوني والبريطاني والفرنسي والسعودي والاماراتي بما يمتلكون من عصابات وشركات وتنظيمات إجرامية رسمية منها القاعدة وداعش وغيرها.

أربعة أعوام من القصف والقتل والدمار، لم تفرق بين هدف مدني وآخر عسكري، بين رضيع وشيخ، وامرأة، غارات الطائرات المعتدية التي تستهدف كل شيء متحرك وجامد في اليمن، بصواريخها وقنابلها المتعددة، ومنها المحرمة دوليا، تفتك بكل شيء يكون في دائرة انفجاراتها.

فلم يسبق للقانون الدولي الإنساني أن انتهك كما هو حاصل خلال هذه المدة في الوقت الذي تمعن فيه قوى العدوان بارتكاب جرائم ومجازر وحشية بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني، وإظهار ازدرائهم الكامل للقانون الدولي، وضربوا كافة الدعوات الحقوقية لمنظمات حقوق الانسان بوقف جرائمهم ومجازرهم الوحشية في اليمن عرض الحائط، ولا غرابة في ذلك لاسيما وأنهم يتلقون دعم وتسليح أمريكي وأوروبي بل ومشاركة في ارتكاب الجرائم.

فوفق احصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية، .ORG LCRDYE بعد مرور 1400 يوماً على بدء العدوان، ذكرت أن أكثر من (15,185) من المدنيين قتلوا بطائرات تحالف العدوان، بينهم (3527) طفل، و (2277)امرأة، كما أصيب ما لا يقل عن (23.822) مدنيا، بينهم (3526) طفلا، و (2587) امرأة، وأشار التقرير أنّ (23.822) مدني، بينهم (3526) طفل ، و(2587) امرأة، لا زالوا إلى اليوم يعانون من قلة الأدوية، والمستلزمات الطبية، والعلاج النوعي، بسبب الحصار المضروب من طرف قوى العدوان، في ظل صمت مريب لمنظمات الطفولة وحقوق الإنسان.

كما قدر المركز وفاة ما لا يقل عن 160 الف مواطن يمني، من الاطفال والمرضى والجرحى، وأصحاب الامراض المزمنة بالقتل البطيء الصامت، جراء الحصار المفروض على اليمن، الذي نتج عنه انعدام الحاجيات الاساسية والادوية والخدمات الطبية، وكنتيجة أخرى للحصار الظالم على اليمن برا وبحرا وجوا، أحصى وفاة ما يقارب 2200 يمني، بالإصابة بمرض الكوليرا، الذي اجتاح البلاد منذ بداية العام الجاري، وفقا لما اكدته تقارير الصحة العالمية واليونسيف.

كذلك من “منجزات”! العدوان على اليمن انه تم زرع الفقر والبطالة في اليمن بسبب الحصار وبسبب عدم تفعيل المطارات والموانئ ومؤسسات الدولة كما كانت قبل العدوان ، هنا وفي أرض تملؤها الخيرات ظاهرا وباطنا يوجد 18 مليون يمني من اصل 26 مليون يمني لايحصلون على الغداء المناسب ، وذلك بسبب تعنت قوى العدوان الإجرامية وسكوت أممي مطبق لا يحرك ساكنا من أجل أن ينقذ حياة الإنسان في اليمن.

ولم يكتف العدوان خلال هذه الأعوام الاربعة من تشديد الحصار ومنع الأدوية اللازمة من الوصول الى وزارة الصحة، الا انه دمر بطائراته عدداً من مصانع الأدوية في اليمن.

وأكد الأكاديمي الخليجي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، الدكتور محمد صالح المسفر في مقال له، على صحيفة الشرق القطرية، أن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، في مأزق رهيب، مشيرا إلى الإحتجاجات التي تتوسع يوما بعد أخر ضد التحالف.

ودعا المسفر القيادة السعودية، إلى سرعة حسم أمرها، وإنهاء الحرب قبل أن يستفحل الأمر، وخاصة بعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي الحليف الأقوى للسعودية ضد الحرب وقبل أن يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة تصعيدية ضد المملكة السعودية.

كما نقل المسفر عن الشيخ على البجيري (القيادي الجنوبي عضو مؤتمر الحوار الوطني) قوله في مقابلة مع جريدة الشرق 13 مارس الحالي “لقد حاد التحالف العربي في اليمن كليا عن أهدافه التي جاء من أجلها، وغلب عليه (أي التحالف) الطمع والجشع في ثروات ومقدرات اليمن واليمنيين”.

وجاءت مبررات التحالف في حربه تحت غطاء الدّفاع عن “شرعية” انتهت بانتهاء آجالها، في مقابل ثورة شعب، قامت من أجل فك ارتباط اليمن بالسعودية وانهاء سيطرتها على اليمن ومقدّراته، وهذا ما لا يريده الغرب ووكلاؤه في شبه الجزيرة العربية، مهما بلغت وحشية جرائمهم المرتكبة بحق الشعب اليمني.

ويقف الغرب الذي يتشدق بحقوق الانسان والديمقراطية متفرجا و لايعير أي اهتمام لذلك لابل نجده مشاركا بهذه الكوارث على الشعب اليمني أحيانا بصمته و أحيانه بتآمر مباشر لكن بالرغم من ذلك نجد الشعب اليمني متمسكا بأرضه يدافع عنها بل إن الجيش واللجان الشعبية بدأت تهدد قوى العدوان بصواريخ تصل إلى الأراضي السعودية مما بدأ يقلقهم ويضج مضاجعهم.

وكان يعتقد تحالف العدوان أن الشعب اليمني سيستسلم في الأُسبوع الأول أَو الثاني أَو ربما في الشهر الأول أَو الثاني من العـدوان، لكن الشعب اليمني سجل صموداً اسطورياً تجلى، وما يزال، يوماً بعد يوم، ربما هو الأعظم في تأريخه، والذي أذهل العالَم بوقوفه ومواجهته لأكبـر تحالف عـدواني اجمعت فيه أَكثر من ثلاثين دولة، وأثبت طيلة هذه الفترة التي مر بها أنه شعب صامد.

ولم يستطع العدوان التقدم في الأراضي اليمنية حيث كان كل متر يتقدمون به مقبرة لهم وأصبح هذا العدوان حرب استنزاف لقوى الشر. ففي كل يوم هناك أعداد كبيرة من قتلى المرتزقة ومن الجنود السعوديين والإماراتيين و غيرهم.

المصدر: العالم