النباء اليقين

هل اتفاق السويد على طريق “الوداع”؟

كشفت مصادر منخرطة في مفاوضات السلام اليمنية إن تنفيذ اتفاق السلام في مدينة الحديدة توقف مجددا فيما كان قد قال القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم إن وفد الرياض يريد أن ينقلب على اتفاق السويد عبر إرسال كتائب عسكرية لاستلام الموانئ.

رغم اهميه الاتفاق وتاثيره على الوضع الانساني الذي يعاني منه اليمن كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن البلد يعاني من أسوأ كارثة إنسانية شهدها التاريخ، وأن هناك أكثر من 80 ألف طفل يمنى معرضون للوفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية.

تأجل امس تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إعادة الانتشار بمدينة الحديدة اليمنية بسبب تعنت تحالف العدوان السعودي ومرتزقته، حيث صعدوا بشن زحوفات عشية تنفيذ الاتفاق واستهداف المدنيين بعدد من القذائف، الامر الذي اضطرت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة الى عقد اجتماع طارئ لبحث التداعيات.

وفي اطار السعي الحثيث لتنفيذ هذا الاتفاق اعلن غوتيريش اليوم الثلاثاء إن مسؤولى الإغاثة بالمنظمة الدولية تمكنوا من الوصول إلى شركة مطاحن البحر الأحمر فى ميناء الحديدة اليمنى للمرة الأولى منذ 6 أشهر، ما يظهر قدرا من التقدم البطيء فى الجهود الرامية لتجنب حدوث مجاعة.

وذلك خلال كلمة له أمام مؤتمر للأمم المتحدة فى جنيف يهدف لحشد مساعدات إنسانية لليمن هذا العام قيمتها 4 مليارات دولار.

وقال غوتيريش “تلقيت لتوى نبأ مهما. للمرة الأولى منذ 6 أشهر تمكننا من الوصول إلى شركة مطاحن البحر الأحمر التى تمثل بنية أساسية مهمة فيما يتعلق بتوزيع الغذاء الضرورى وغيره من المواد”.مضيفا “وهكذا يتم على الأقل إحراز بعض التقدم البطيء”.

وأوضح أن التوصل لحل الأزمة اليمنية يواجه العديد من التحديات، لافتا إلى أنه بالرغم من تصاعد المشاكل فى اليمن التى أدت إلى الحرب إلا أنه لابد أن نعلن التزامنا بتنفيذ كافة الاتفاقيات الخاصة بميناء الصليف وتعز، ودفع الآلية الخاصة بتحرير السجناء.

ليعقب ذلك لقاء جمع وزير الخارجية اليمني المهندس هشام شرف عبدالله اليوم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، لاستعراض الجهود والمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة لتنفيذ وتطبيق اتفاق ستوكهولم.

وفي اللقاء أكد الوزير شرف، أن القيادة الوطنية في صنعاء حريصة كل الحرص على التنفيذ والتطبيق الفوري للاتفاق وقدمت العديد من الأفكار والمقترحات الرامية ضمان نجاح الاتفاق، إلا أن الأيام أثبتت عدم جدية الطرف الأخر في الالتزام بما تم الاتفاق عليه، ولا يبالي بعملية السلام برمتها كونه سيخسر مصالح مالية فردية وشخصية.

من جانبه، أوضح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن أن فرص السلام وإنهاء العمليات العسكرية ورفع الحصار ما تزال مرتفعة ويجب الاستفادة من الزخم الدولي الرامي لمعالجة الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن.. مؤكدا أن الحل السياسي السلمي في اليمن هو مفتاح هذه المعالجة.

ورغم ما قاله مراسل العالم في اليمن الذي نقل الخبر ان القوات التابعة للجيش واللجان الشعبية فتحت الطريق امام الفريق في مناطق تمركزها لتسهل مهمة وصوله للمطاحن استجابة لطلب رئيس بعثة التنسيق الاممي مايكل لوليسغارد.

ونقل مراسل العالم عن الوفد الوطني بشأن هذه الخطوة تأكيده ان : الاستجابة لطلب رئيس بعثة التنسيق لفتح الطريق للمطاحن امام منظمات الامم المتحدة تأتي في سياق التجاوب مع كل ما يخفف من حدة المعاناة الانسانية لليمنيين.

ورغم الجهود الأممية واليمنية لإنقاذ الاتفاق الذي يمهد لإجراء مفاوضات أوسع لكن توقف تنفيذ اتفاق السلام في مدينة الحديدة، حسب وكالة رويترز.

حيث صرح مصدر لرويترز “ليس واضحا تماما لماذا ألغوا الانسحاب رغم أن قائد بانصار الله قال إنهم على استعداد لسحب القوات من جانب واحد”.

وذكرت مصادر أخرى أن انعدام الثقة بين الجانبين لا يزال يمثل العقبة الرئيسية أمام تشكيل سلطة محلية لإدارة المدينة والموانئ، وفقا لاتفاق الهدنة الذي جرى التوصل إليه أثناء محادثات السلام بقيادة الأمم المتحدة في ديسمبر 2018.

تعنت وفد الرياض وعدم اكتراثه للوضع الانساني الذي يعيشه الشعب اليمني وتسببه في اسوء كارثه انسانية لم يكن رادعا له لتسهيل تطبيق هذا الاتفاق وقد يعول البعض على زيارة غريفيث ان تكون سببا في عودة تفعيل الاتفاق مرة اخرى وهذا ما ستكشفه الايام.