النباء اليقين

فبراير ثورة شعبية لا حزبية

الهدهد / مقالات

بقلم / علي القحوم

11 فبراير يوم انطلاق شرارة ثورة الشعب كل الشعب ضد نظام الظلم والإجرام والعمالة بشقيه الدعوي والإجرامي الذي مارس القتل والظلم على مدى ثلاثين عاما، وقتل أبناء الشعب في الجنوب والشمال وباع الوطن وفرط في السيادة ورَهَن القرار.

في المقابل تجلت إرادة الشعب اليمني المعطاء والعظيم في تخطي العوائق والمؤامرات التي حيكت لحرف مسار الثورة وركوب الموجة، في الوقت الذي لم يستطع جلاوزة النظام المجرم كبح جماح الثورة، وإسكات هدير الشارع اليمني الهاتف بإسقاط النظام وإغلاق أبواب الوصاية والهيمنة الخارجية.

الجدير بالذكر أن القوى الظلامية المتسلطة عمدت على تسلق جدار الثورة لهدف واضح وهو توفير العيش الرغد مجددا للعملاء والمجرمين وتلبية تطلعاتهم بالالتفات الحزبي على أهداف الثورة والشعب من خلال ممارسة الظلم والقمع والإجرام وفتح الباب من جديد أمام الوصاية والارتزاق ووضع اليمن تحت البند السابع.

وأمام كل هذه التحديات والمؤامرات استمر الشعب اليمني في ثورته المباركة، وفي حراكه الثوري دون كلل أو ملل واقفا كالصخرة الصماء لا تهزه العواصف والرياح، واقفا لمواجهتها في ساحات الثورة بأبنائه الأحرار وقبائله الشرفاء، لا ينحني أمام التحديات حتى اليوم.

وبالتالي شعبنا اليمني العظيم جسّد من خلال تحركه الثوري عظمة النضال والتضحية في سبيل نيل الحرية وإرساء قيم التحرر والاستقلال، وهذه المبادئ والأهداف العظيمة قائمة على تحرير الإرادة وامتلاك القرار، وعلى عشق الأرض وحب الوطن ورفض التبعية والارتهان، وهي أهداف ومبادئ استحقت أن يخوض الشعب اليمني من أجلها الأهوال، وأن يقدم في سبيلها التضحيات فهي صنعت شاهدا أبديا على عظمة الحق وقوة الإرادة وقدرة الشعوب على التحرك والتغيير، وعلى عظمة الحرية وامتلاك الإرادة والقرار، مثلما صنعت منه شاهدا أبديا كذلك على ضعف الباطل وبشاعة ودناءة المجرمين والمحتلين وكذا خطورة وبشاعة التبعية والارتهان.

وفي الأخير لا بد من مواصلة مشوار الثورة حتى يتحقق للشعب اليمني تطلعاته في بناء دولة عادلة تحفظ فيها الحقوق والحريات، وتمتلك السيادة والقرار وتغلق أبواب الهيمنة والوصاية الخارجية، وما علينا إلا تضافر الجهود والتكاتف وتحمل المسؤولية الدينية والوطنية لمواجهة كل الأخطار والتحديات والمؤامرات التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا.