النباء اليقين

غريفيث و الجيش اليمني يدخلان العدوان بدوامة مميتة!

قطع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الجدل الذي حاولت قوى العدوان ومرتزقته إشاعته حول من يتسلم مهام إدارة الحديدة، وأكد أن الاتفاق تم بالسويد على أن تتسلم السلطة المحلية القائمة حاليا إدارة المدينة، مزيلاً بذلك عصي المماطلة التي درج على تسويقها العدوان لعرقلة اتفاق الحديدة. هذا وردا على خروقات العدوان المستمرة شنّ سلاح المسير اليمني هجوما مميتا على قاعدة العند الجوية في لحج.

وقال غريفيث في كلمة له في مجلس الأمن الدولي: إن الأطراف اليمنية أحرزت تقدماً في تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة، مشيراً بأن الطرفين اليمنيين التزما إلى حد كبير بشأن وقف إطلاق النار، وانخفاض الأعمال العدائية في الفترة الأخيرة رغم وجود أعمال عنف في الحديدة.

واعتبر بأن الأيام المقبلة محفوفة بالتحديات وعلى الامم المتحدة والاطراف اليمنية إحراز تقدم على طريق الحل.

من المؤكد ان تحذير غريفيث موجّه لقوى تحالف العدوان على اليمن.. بمعنى اياك اعني واسمعي يا جارة.. فتحالف العدوان كما كان متوقعاً منه لم يلتزم بالتفاهمات التي أسفرت عنها مشاورات السويد، وعاد القصف الجوي والمدفعي، بهدف إجهاض ما تم التوصل إليه من تفاهمات تفضي إلى تهيئة الأجواء أمام جولة المفاوضات القادمة التي من المتوقع أن تشمل الإطار السياسي الذي من شأن التوافق عليه ووضع الخطوة الأولى على طريق حل الأزمة اليمنية.

وكادت سلسلة من الخروقات المتعمدة من قبل قوى العدوان ان تدخل اليمن في منعطف جديد، ما يؤشر ان قوى التحالف بعيدة كل البعد عن الدخول في جدية المفاوضات القادمة ومحاولة التنصل بتحقيق الخروقات في الحديدة والتصعيد على مختلف الجبهات.

ويمكن الإشارة إلى أن انقلاب قوى العدوان على اتفاق الحديدة بدأ منذ اللحظات الأولى لتطبيق الاتفاق في 18 ديسمبر الماضي فلم تلتزم بوقف إطلاق النار بشكل كامل، وتمارس عشرات الخروقات اليومية ضمن نطاق اتفاق محافظة الحديدة، كما وصلتها تعزيزات ضخمة من السلاح عبر ميناء المخا، وهو مؤشر جلي يكشف النوايا الحقيقية والمبيتة لقوى العدوان ورغبة إماراتية في احتلال ميناء لضمه إلى قوائم الموانئ اليمنية التي تحتلها وتعطلها الإمارات.

فبعد الاحصائيات الأخيرة للخروقات في الحديدة منذ اعلان التهدئة والتي جاءت على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة يحيى سريع، بان اجمالي خروقات قوى العدوان في الحديدة لوقف اطلاق النار بلغت 1924 خرقا متعددا ومتنوعا بين قصف مدفعي وصاروخي واعيرة رشاشة استهدفت مناطق سكنية وممتلكات المواطنين.

وحسب معلومات أدلت بها بعض التقارير تشير الى أن ما حصل في السويد لم يكن مجرد إكرام أو ترضية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي استحصل موافقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من خلال الاتصال الهاتفي بينهما عشية التوقيع على الاتفاق.

بل هو يعكس بوضوح هشاشة منظومة العدوان بقيادة السعودية والإمارات، ويحمل دلالات عميقة كونه يأتي بعد فشل السياسات المتهوّرة التي أدارتها كل من الرياض وأبو ظبي في الإقليم.

ضربة مميتة تدخل معسكر العند بحالة ذهول!!

يؤشر هجوم الطائرة المسيرة اليمنية على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج إلى أن استراتيجية الانتقال من الدفاع إلى الهجوم التي توعد بها اليمنيون دخلت عمليا خارطة العمليات القتالية على الأرض للجيش واللجان الشعبية في تغيير الموازين، فمن حيث لا يحتسب تلقى العدوان ومرتزقته ضربة مميتة ومؤلمة للغاية عسكريا وسياسيا.

وحينما علم الاعلام الاماراتي-السعودي انه لا مجال للانكار لفداحة عظيم المقتلة، فاعترف بمصرع ضابط اماراتي ومرتزقة وكبار مسؤولين عسكريين بقوات هادي ومسؤولين بحكومته المستقيلة في هجوم الطائرة المسيرة على قاعدة العند، ما ادخل معسكر العدوان في حالة ذهول.

وانطلاقاً من ذلك، يمكن القول إن المعادلة الجديدة، هي بيد القوة اليمنية المتمثلة في الجيش واللجان الشعبية، وفي قدرات القوة الصاروخية والجوية التي مكّنت الأخير من تطوير منظومات تضاهي المنظومات الأمريكية البريطانية التي يستخدمها دول العدوان وفشلت وتكرر فشلها أمام القدرات اليمنية.

وهذه القدرات التي تم الحديث عنها هي وليدة أربع سنوات من العدوان المستمر، ولكن السؤال الذي يطرح على الساحة.. هل يحمل هذا العام مفاجآت جديدة من قبل القوة اليمنية الجوية بعد مرور العام البالستي؟.

*اقبال عبد الرسول عباس

 

المصدر: العالم