النباء اليقين

مشاورات السويد فضحت تحالف العدوان

بعد معاناة الشعب اليمني الامرين من العدوان السعودي الذي يمثل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني والدولي، وعقد عدة جولات من المفاوضات لاحلال السلام في اليمن من جنيف الى الكويت اخيرا وبعد اربعة أعوام من صمود  الشعب اليمني و انصار الله وكذلك اسبوع من المفاوضات المضنية ، استطاع وفد صنعاء ان يفرض على ائتلاف العدوان السعودي والمجتمع الدولي بأن الخيار السياسي هو الحل الوحيد لانهاء الازمة في اليمن .

 

الحقيقة التي يعلمها الجميع ان المشاورات اليمنية في السويد كشفت للمجتمع الدولي ان الامارات و السعودية ارادتا التستر على فشلهما في الحرب ضد اليمن لان العدوان لم يكن نزهة كما وصفه النظام السعودي ولم تستطع الامارات احتلال ميناء الحديدة رغم امكانتها المالية والعسكرية.

لهذا كان يري المحللون ان وفد ما يسمى بالشرعية المشارك في المشاورات لم يملك قراره حيث انه ُكلّف من قبل تحالف العدوان السعودي للمشاركة وفق المعايير والأسس ومناقشة النقاط التي يراها التحالف في صالحه لحفظ ما تبقى من ماء الوجه ان وجد اصلا امام المجتمع الدولي ، كما أن كل أعضاء هذا الوفد المزعوم قَدِم صباح الأربعاء الماضي للسويد من فنادق الرياض، ولم يأت أحد منهم من أرض اليمن التي تواجه ويلات الحرب، ووفد هذا حاله لا يهمه كيف تكون نتائج جولة المشاورات، ولا يهمه ما يقترفه التحالف بقيادة السعودية من جرائم حرب في مختلف مناطق ومحافظات اليمن بل فقط شارك للحصول على مايريده سيده.

في المقابل نجد أن وفد صنعاء حقق قبل ذهابه مشاورات السويد بيوم إنجازا حقيقيا وتاريخيا يحسب له وهو أنه أخرج 50 جريحا من أبناء الشعب اليمني إلى مسقط لتلقي العلاج، وهذا يؤكد أن هذا هو “الوفد الوطني” الذي يمثل اليمنيين جميعا وينطلق من معاناتهم ويعتبرها أساسا للتفاوض ومنطلقا لأي مشاورات، ذلك لأن وفد صنعاء انطلق من اليمن وليس من الرياض أو أبو ظبي، انطلق من صنعاء عاصمة الصمود وليس من فنادق الرياض، انطلق وهو يحمل همّ الشعب اليمني وانطلق وهو صاحب القرار وأخذ التفويض الكامل في ذلك من سلطة الأمر الواقع في اليمن وهي المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، أتى السويد ليفاوض وهو يعرف ما يقول، ولا ينتظر ما يُملى له.

وتعليقا على مشاورات السويد قال رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبدالسلام، ان نتائج المشاورات جاءت نتيجة معالجة الوضع الانساني وكسر الحصار المفروض على مدينة الحديدة ومينائها.
ولفت الى ان اهم ما يميز هذه المشاورات عن غيرها هو ان الاقتراحات قدمت على شكل اوراق مكتوبة استطاع الوفد اليمني الوطني المناورة فيها، وتحقيق تقدماً فيها، موضحاً ان الاطار العام كان على شكل ثلاثة اوراق، وتم تقليصها الى ورقة ونصف.

الملاحظة المشهودة في هذه المشاورات ايضا انه في السابق لم يكن ثمة اتفاق حقيقي حول محافظة الحديدة ومينائها، ولكن اصبح الان اتفاقا حولها امام مرأى العالم الذي بدأ يتابع ويراقب ما حصل، كما ان الوفد الوطني خرج بايجابية من مشاورات السويد رغم انها لم تتطرق الى جميع الملفات، لكن تم التوصل فيها الى تحييد الحديدة عن الصراع والحرب، والحؤول دون سيطرة قوات تحالف العدوان عليها، لما لها من خصوصية انسانية كميناء وبضائع تدخل اليمن من دون تفتيش او عوائق من قبل قوى العدوان السعودي الاماراتي ولهذا ستكون السلطات المحلية القائمة حالياً هي السلطات الرسمية في الحديدة بالتنسيق مع الأمم المتحدة وهي من ستشرف على الملف الأمني.

وبناء على هذا فان توقف العمليات العسكرية في الحديدة سيترتب عليه استئناف النشاط في الميناء ودخول المواد الغذائية والادوية وجميع البضائع وهذا يعتبر ايضا نصرا كبيرا لوفد انصار الله و فشل ذريع للسعودية وتحالفها الذي كان في صدد استكمال محاصرة اليمن.

مشاورات السويد فضحت تحالف العدوان

ترحيب عربي ودولي نتائج المشاورات اليمنية في السويد

ولاقى اعلان استكهولهم بين الأطراف اليمنية برعاية أممية حول التهدئة في الحديدة وتعز وإدخال المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة، وكذلك إجراءات بناء الثقة الاقتصادية والتهدئة في محافظة تعز ترحيب اعربيا ودوليا من قبل قطر ومصر وإيران.

وذكرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، أنها ترحّب باتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، وتعدّه “خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب العبثية التي يعاني ويلاتها الشعب اليمني الشقيق”. بدوره رحب المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة بهرام قاسمي بالتوافقات والتفاهمات المبدئیة التي تم التوصل إلیها بین الطرفین الیمنیین في استوكهولم.

ومن جهتها أعربت مصر بحسب بيان لوزارة خارجيتها عن الترحيب بالاتفاقات والتفاهمات التي تم الإعلان عنها الخميس بين الأطراف اليمنية في ختام مشاورات السويد، التي تناولت كل من مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى، وتبادل الأسرى، ومدينة تعز.

لكن السؤوال الذي يطرح نفسه هو لماذا شارك وفد الرياض في مشاورات السويد؟ ان الاجابة على هذا السؤوال لا تعود فقط للفشل العسكري لتحالف العدوان بل ان هناك ضغوطكبيرة يواجها التحالف بسبب ما ارتكبه من جرائمه الوحشية في حق المدنيين التي تسببت له بفضيحة عالمية هذا الفضيحة التي دفعت الكونغرس الاميركي لوقف الدعم العسكري الامريكري للسعودية

ففي خطوة تحدٍ بارزة ضد سياسات ومطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي باغلبية 56 صوتا مقابل 41 صوتا، على قرار وقف الدعم الأمريكي العسكري لقوات تحالف العدوان على اليمن .

وقدم مشروع القرار لمجلس الشيوخ من قبل السيناتورات بيرني ساندرز ومايك لي، وكريس مورفي.

وقال السيناتور راندرز، في كلمة له بالجمعية العامة لمجلس الشيوخ عقب عملية التصويت: “الولايات المتحدة لن تكون شريكا لتدخل السعودية التي تسببت في اليمن بأسوأ أزمة إنسانية في العالم”، مضيفا: “نقول للنظام الاستبدادي في السعودية إننا لن نكون جزءا من مغامراتهم العسكرية”.

ولم يتم بعد تحديد موعد للتصويت في مجلس النواب على هذا الإجراء الذي يجب على الرئيس دونالد ترامب التوقيع عليه حتى يدخل حيز التنفيذ.

ورغم أن هذا الإجراء سيكون عليه اجتياز عقبات أخرى حتى يصبح قانونا إلا أن التصويت بموافقة 56 واعتراض 41 عضوا يعد أول إجراء من نوعه يؤيد فيه أي من مجلسي الكونجرس خطوة لسحب قوات أمريكية من المشاركة في عمل عسكري أجنبي وفقا لقانون سلطات الحرب.

ومن شأن هذا القانون أن يحد من قدرة الرئيس على إبقاء قوات أمريكية أمام أعمال عدائية محتملة دون موافقة الكونجرس، كما أن من شأنه أيضا التضييق أكثر على سياسات الرئيس ترامب الذي أعلن مؤخرا دعما بارزا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم مطالب داخل الكونغرس بمحاسبة السعودية والحد من سياسة التغطية التي يتبعها ترامب مع ابن سلمان.

في النهاية استطاع الوفد الوطني أن يعري ويفضح دول العدوان ويكشفها على حقيقتها الإجرامية والعدوانية أمام العالم ويكشف أطماعهم الاستعمارية في اليمن ويثبت مدى هشاشتهم وضعفهم العسكري والسياسي والا لما رضي تحالف العدوان اشراك وفده في المشاورات نامل ان يلتزم مرتوقة السعودية باتفاقهم حتى تنهتي معاناة الشعب اليمني المظلوم.