النباء اليقين

محطات نتنياهو التالية مع استمرار مسلسل التطبيع العلني

يعتزم رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، زيارة المزيد من الدول العربية في المستقبل القريب، كجزء من مخططه في اطار التطبيع العربي – الاسرائيلي، بعد زيارته العلنية الى سلطنة عمان في 26 اكتوبر الماضي. ويعتبر المراقبون استضافة الانظمة العربية والخليجية لرئيس وزراء الاحتلال ليست سوى الاستمرار في مسلسل التطبيع المخجل مع الكيان الاسرائيلي وضربا للقضية الفلسطينية بعرض الحائط.

كشف تقرير إسرائيلي، مساء الأحد، أن المحطة العربية والأفريقية المقبلة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تتمثل في السودان، فيما أعلنت “إسرائيل” رسميا عن مساع لإقامة علاقات مع البحرين.

ويبدو، وفقًا للتقرير الذي أوردته “شركة الأخبار” الإسرائيلية (القناة الثانية سابقًا)، أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع السودان يبدأ بفتح الأجواء السودانية أمام شركات الطيران الإسرائيلية، وعلى وجه الخصوص رحلات الطيران القادمة والمغادرة من البلاد إلى البرازيل.

يأتي ذلك فيما يزور اسرائيل الرئيس التشادي إدريس ديبي إنتو، في أول زيارة علنية لمسؤول تشادي رفيع المستوى، وذلك في إعلان لتجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

واستغل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس التشادي، إدريس دبي، الأحد، ليعلن أنه يعتزم قريباً زيارة دول عربية أخرى لا تقيم “إسرائيل” معها علاقات دبلوماسية. ويؤكد ذلك بحسب نتنياهو “التغييرات الجارية في العالم العربي”.

وفور تصريح نتنياهو، تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الإعلان لتؤكد نقلاً عن مصدر سياسي مسؤول، أن “السودان هي الدولة العربية الأفريقية المقبلة التي يعتزم نتنياهو زيارتها قريبا”.

محطات نتنياهو التالية مع استمرار مسلسل التطبيع العلني

وأشار التلفزيون الرسمي الإسرائيلي (كان)، أن زيارة نتنياهو للدولة العربية الأفريقية المسلمة (لم يسمها)، في إشارة إلى السودان، ستكون في الفترة القريبة المقبلة.

وأكد “كان” أن مسؤولين إسرائيليين زاروا بالفعل، بصورة غير معلنة، هذه الدولة العربية المسلمة، وأشار إلى أن الدولة المذكورة لا تجمعها علاقات دبلوماسية علنية مع “إسرائيل”، وأن الزيارة تأتي في سياق استئناف الحملة التي بدأها نتنياهو في زيارته، مؤخرًا، لسلطنة عُمان.

وأكدت “شركة الأخبار” أن الرقابة سمحت لها بنشر أن هناك مساع إسرائيلية لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية وعلنية مع البحرين، وسط تقارير تفيد بأن المنامة ستكون أول دولة خليجية تعلن عن علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، خاصة أن السلطات البحرينية “لا تعتبرها (إسرائيل) عدوا، وأن ذلك التقارب لن يتعارض مع المبادئ الأساسية للبلاد”.

ونقل المراسل السياسي للقناة العاشرة الإسرائيلية، باراك رافيد، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله إن “إسرائيل” تبذل حاليًا جهودًا لتعزيز إقامة العلاقات الدبلوماسية مع البحرين.

اضافة الى ذلك، تلقى وزير الاقتصاد الإسرائيلي “إيلي كوهين” دعوة رسمية لزيارة البحرين منتصف أبريل/نيسان المقبل للمشاركة في مؤتمر عالمي على مستوى وزراء عن الدول الناشئة الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، وينظمه البنك الدولي.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أمس الأحد أن المؤتمر سيناقش على مدار ثلاثة أيام الأساليب لتحفيز أماكن العمل وتعزيز النمو الاقتصادي بمشاركة صناع قرار ومبادرين ومستثمرين من 170 دولة.

وكان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، “داني دانون” أعلن أخيرا أن نتنياهو أجرى سلسلة لقاءات سرية مع عدد من رؤساء وقادة دول عربية وإسلامية، بحث خلالها مسألة إقامة علاقات رسمية مع “إسرائيل”.

وفي خطوة مفاجئة اربكت العالم الاسلامي، حل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي بعُمان، والتقى بالسلطان قابوس بن سعيد في أول زيارة له إلى بلد عربي لا تربطه علاقات بتل أبيب.

ووفق مكتب نتنياهو، فقد جاءت الزيارة لعمان بعد اتصالات مطولة وحضرها كل من رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات فضلا عن مسؤولين آخرين.

الزيارة حسب البيان المشترك تناولت قضية السلام وشكلت حسب الجانب الاسرائيلي خطوة ملموسة على طريق “تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة” من خلال إبراز خبرات تل أبيب في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد على حد قول البيان.

وأتت الزيارة بعد يوم من إعلان نتنياهو أن العديد من الدول المجاورة تَمد الآن يدها إلى “إسرائيل”.

محطات نتنياهو التالية مع استمرار مسلسل التطبيع العلني

مشاريع اقتصادية مع “اسرائيل”

كشفت دانة فايس، المحللة السياسية للقناة الإسرائيلية 12، لاول مرة عن “مشروع مواصلات جديد عبارة عن خط سكة حديدية صادق عليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، بموجبه يصل بين أوروبا والسعودية من خلال إسرائيل”.

وأضافت أن “المشروع يسمى “قضبان السلام”، يهدف لإيجاد خط تجاري من البحر المتوسط وصولا إلى الخليج الفارسي. وبموجب المشروع، سيمر خط السكة الحديد من “إسرائيل” إلى السعودية، على أن يمر بالحدود الأردنية ومدينة جنين شمال الضفة الغربية”.

الإمارات تمول خط أنابيب غاز من “إسرائيل” إلى أوروبا

“من التطبيع إلى الدعم الاقتصادي” هكذا طورت دولة الإمارات العربية المتحدة علاقتها مع “إسرائيل” حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة. القناة الثانية الإسرائيلية كشفت أن تل أبيب وقعت فعلا اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي يقضي بإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز عبر البحر إلى القارة العجوز في التفاصيل التي أوردتها التلفزة الإسرائيلية أن الإمارات هي من سيمول المشروع الذي سيبدأ العمل على إنشائه خلال الأشهر القليلة المقبلة هذا الاتفاق الذي وصفته القناة الإسرائيلية بالتاريخي أبرم بمبادرة قدمها وزير الطاقة الإسرائيلي إلى الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع احتضنته أبوظبي.

فقد أكد الوزير الإسرائيلي أن الإمارات وافقت على الاستثمار وتمويل المشروع الذي جاء بعد مداولات استمرت عامين بين “إسرائيل” و الإمارات والاتحاد الأوروبي الذي يرعى هذا المشروع خط الغاز البحري الجديد سينطلق من الأراضي المحتلة عبر البحر بطول ألفي كيلو متر وصولا إلى أوروبا حيث سيصل إلى أربع دول أوروبية وسينقل الغاز إلى دول البلقان ووسط أوروبا.

واستنادا إلى وزير الطاقة الإسرائيلي سيرى هذا المشروع النور قريبا على أن يبدأ بالعمل فعلا بعد خمس سنوات دولة الإمارات ساهمت بنحو مائة مليون دولار أميركي من أجل إنشاء هذا الخط يفتح الاتفاق الجديد بين أبو ظبي وتل أبيب الأفق واسعا أمام علاقة مستقبلية تتخطى حدود التطبيع وتفتح الباب واسعا على احتمالات المرحلة المقبلة للعلاقة بين “إسرائيل” ودول عربية فالمشروع الجديد سيساهم في كبح النفوذ العربي في أوروبا بحسب ما قال وزير الطاقة الإسرائيلي دون أن يرد أي تعليق إماراتي على أهداف المشروع وحيثيات دعمه.

محطات نتنياهو التالية مع استمرار مسلسل التطبيع العلني

لماذا تستورد مصر غاز “إسرائيل”؟

استيراد الغاز من “إسرائيل” ثم إعادة تصديره بعد إسالته، هذا ما ستقوم به إحدى شركات الطاقة في مصر وسط تساؤلات عن جدوى تلك الخطوة بالنظر إلى بدء القاهرة في استخراج الغاز من حقل ظُهر الذي يعد الأكبر في البحر المتوسط.

وحسب ما أوردته وكالة رويترز على لسان مصادر بصناعة البترول في مصر، من المخطط أن يبدأ الاستيراد بكميات قليلة ليصل إلى ذروته في سبتمبر/أيلول 2019. أما التصدير من الجانب المصري فسيبدأ في الربع الأول من العام القادم.

وأُبرم الاتفاق بين شركة دولفينوس هولدينغ (شركة مصرية خاصة) وشركتي ديليك دريلينغ ونوبل إينيرجي الإسرائيليتين، في فبراير/شباط الماضي، بحيث يصدر الغاز الإسرائيلي من حقلي تمار ولوثيان البحريين بقيمة 15 مليار دولار. وستصدر “إسرائيل” لمصر كمية إجمالية قدرها 64 مليار متر مكعب من الغاز على مدى عشر سنوات.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاقية تصدير الغاز إلى مصر بـ”يوم العيد”، مضيفا أنها ستعزز الاقتصاد الإسرائيلي وتقوي العلاقات الإقليمية.

تبرير الرئاسة المصرية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فسّر استيراد الغاز من “إسرائيل” بأن بلاده تسعى لأن تصبح مركزا إقليميا للطاقة في منطقة شرق المتوسط، معتبرا توقيع الاتفاقية بمثابة “إحراز هدف”.

وأضاف أن القاهرة تسعى لجذب الغاز الخام المكتشف في قبرص و”إسرائيل” ولبنان ودول المنطقة ومعالجته في منشآتها قبل إعادة تصديره أو استغلاله في الصناعات المصرية.

وكانت مصر تبيع الغاز لـ”إسرائيل” بأسعار أقل من السعر العالمي قبل أن تتوقف عملية التصدير.

ويزعم الخبير الاقتصادي “عبد النبي عبد المطلب” أن الحكومة المصرية ليس لها أي دخل بإتمام صفقة استيراد الغاز من “إسرائيل”، ويوضح أن القطاع الخاص هو من سيستورد الغاز عبر شركة دوليفنوس، مضيفا أنها تحاول منذ عام 2012 الاستفادة من أنابيب الغاز الممتدة بين مصر و”إسرائيل” والمملوكة لها بعيدا عن أي اعتبارات وطنية.

وعقد الصفقة بعيدا عن الحكومة المصرية يبدو منطقيا برأي عبد المطلب، الذي أوضح “نحن حاليا نمر بظروف دولية تحكمها البراغماتية لذا تمكنت دولفينوس وشركاؤها في “إسرائيل “من إقناع المنطقة بالصفقة. ولا ننسى التعاون الاقتصادي القائم بالفعل بين مصر والأردن وإسرائيل عبر اتفاقية الكويز”.

ولكن إذا كان إبرام الصفقة تم عبر القطاع الخاص ولا دخل للحكومات به فلماذا احتفت حكومة “إسرائيل” بهذه الاتفاقية؟ يجيب عبد المطلب “بمجرد الإعلان عن اكتشاف حقل ظُهر انهارت أسهم الشركات الإسرائيلية العاملة في مجال الغاز”.

وقال إنه في نفس الأسبوع أعلنت شركة دولفينوس أنها بصدد عقد صفقة لاستيراد الغاز من “إسرائيل”، وتابع “كان هذا بمثابة قبلة الحياة للشركات الإسرائيلية، لذا اعتبر نتنياهو هذه الاتفاقية مكسبا كبيرا لبلاده”.

ردود افعال فلسطينية

من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تطبيع الدول العربية مع الاحتلال “يمثل طعنة في حق قضية شعبنا العادلة”.

وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع إن “الاحتلال الصهيوني هو العدو الرئيس لشعبنا وأمتنا وزيارات نتنياهو لن تمنحه أي شرعية”، داعيا الدول العربية لوقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال وعزله وفضح جرائمه.

محطات نتنياهو التالية مع استمرار مسلسل التطبيع العلني

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، إنّ الاحتلال الإسرائيلي سيقى هو العدو الوحيد مهما حاول البعض أن يهيّئ له الاندماج.

وأضاف هنية في كلمته بافتتاح مؤتمر الوحدة الإسلامية في دورته الـ32 في العاصمة الإيرانية طهران، إنّه لا مستقبل للاحتلال على أرض فلسطين رغم كل محاولات التطبيع.

واعتبر هنية أنّ قضية فلسطين تجمّع ولا تفرق، ولا ينبغي أن تغيب في ظل الأزمات الداخلية في الدول العربية والإسلامية، ويجب أن تبقى حاضرة.

التطبيع انحراف عن العقيدة وضرر للقضية الفلسطينية

من جهته، انتقد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، “محمود الزهار”، لهث الدول العربية المتواصل لإقامة علاقات رسمية مع “إسرائيل”، وإزالتها لكل الحواجز التي كانت تجرّم وتحرّم في السابق أي علاقات مع “العدو الإسرائيلي”.

واعتبر الزهار ان ما جرى مؤخراً على الساحات العربية من استضافة مسؤولين إسرائيليين في العواصم العربية والتوجه نحو تطبيع علني بأنه “انحراف عن العقيدة الإسلامية، وضرر يصيب القضية الفلسطينية”.

وأكد أن الدول العربية باتت الآن “تنسلخ تدريجياً” عن نهج أجدادها وآبائها في تحديد العلاقات والمعاملات مع “إسرائيل”، رغم ما تقوم به دولة الاحتلال من جرائم وسرقة ليس فقط بحق الفلسطينيين وقضيتهم، بل للدول العربية نفسها التي “تركض خلف وهم دولة الاحتلال”.

وتابع ان “القضية الفلسطينية باتت عائقاً أمام الدول العربية لتحقيق مشاريعها في التطبيع والعلاقات الرسمية والعلنية مع “إسرائيل”، وزيارة رئيس حكومة الاحتلال لسلطنة عُمان تؤكد أن البوصلة العربية قد انحرفت عن قضية فلسطين”.

ولم يستبعد القيادي في حركة “حماس” أن تعترف الدول العربية رسمياً بـ”إسرائيل” كدولة قائمة في المنطقة خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن ذلك “سيكون الخطوة الأخيرة في طريق العلاقات المتصاعدة بين تلك الدول وکیان الاحتلال الذي قرب الوصول لها”.

محطات نتنياهو التالية مع استمرار مسلسل التطبيع العلني

ويزيد: “الدول العربية توقّع الآن الاتفاقيات والمعاهدات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية العلنية والسرية مع “إسرائيل،” وبات الأمر واضحاً أمام الجميع بأن دولة الاحتلال لم تصبح عدواً في المنطقة، بل حليفاً قوياً بقرار من العرب”.

الزهار یحمل السعودية مسؤولية فتح باب التطبيع

وحول ما إذا كانت السعودية من ساهمت بفتح باب التطبيع على مصراعيه مع “إسرائيل”، على ضوء وزنها وتأثيرها في الدول العربية، أجاب الزهار: “هذا شيء واضح للجميع وليس سراً، والدول المركزية هي من فتحت باب التطبيع، وموقفها من إسرائيل تُجمع عليه باقي الدول العربية الأخرى وتتأثر به”.

وذكر الزهار أن من أحد أكبر مخاطر التطبيع على القضية الفلسطينية هو “تأخير مشروع التحرير”، مؤكداً أن الدول العربية قد أعطت الاحتلال شرعية لبقائه في هذه المنطقة رغم جرائمه بحق الفلسطينيين.

وبعد زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان ولقائه بالسلطان قابوس، توقع القيادي في حركة “حماس” أن يزور رئيس الحكومة الإسرائيلية العديد من الدول العربية والإسلامية بصورة علنية وأمام الجميع، للإعلان عن صفحات جديدة من العلاقات.