النباء اليقين

بن سلمان لترامب.. لا شكر على واجب!

 

ولی العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يعيش في وضع لا يحسد عليه بسبب انتفاض العالم غضبا منه بسبب تورطه في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، تلقى الرسالة التي بعثها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، اول امس الثلاثاء، عندما اعتبر الأخير أن مصلحة الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي تجعله يحافظ على علاقته مع السعودية وخاصة الامير الشاب.

 

ولهذا رفعت السعودية بناء على رغبة الرئيس الامريكي إنتاجها من النفط مما تسبب في انخفاض سعره وربما يستطيع ترامب من خلال ذلك إقناع الكونغرس بإخراج محمد بن سلمان من دائرة الاتهام في التورط بقتل خاشقجي.

في المقابل عبّر ترامب عن شكره للسعودية؛ لدورها في خفض أسعار النفط في الآونة الأخيرة، وحث على مزيد من الهبوط في الأسعار.

ووصف انخفاض سعر النفط بأنه خفض ضريبي كبير، وذلك يفيد الاقتصاديين العالمي والأمريكي، وتابع رئيس الولايات المتحدة بقوله: “هنيئا (..)، 54 دولارا، كانت للتو 82 دولارا (..)، شكرا للسعودية، لكن لنخفض أكثر”.

ويرى المحلل السياسي إسماعيل خلف الله أن “ترامب ركز في خطابه اول امس الثلاثاء على أن أمريكا أولا، وهو الآن يستثمر في قضية خاشقجي بكل وقاحة، فهو لا تهمه قضية حقوق الإنسان بقدر ما يُريد إقناع الكونغرس والشعب الأمريكي بأن مصالح أمريكا أولا، ولا يمكن ترك الصفقات الذهبية مع الرياض للصين وروسيا”.

وتابع: “أعتقد أن عملية زيادة السعودية في إنتاجها للنفط لكي تنخفض الأسعار أكثر فأكثر، تدخل ضمن المساومة بإقناع الكونغرس لإيجاد سيناريو لإخراج محمد سلمان من مربع الاتهام، وبكل وضوح ولي العهد يعلم جيدا أن حماية ترامب له مبنية على الصفقات والمليارات، وما كان له أن يُقدم على ما أقدم عليه لولا وجود هذه الحماية”.

بن سلمان لترامب.. لا شكر على واجب!

ويعتبر خبراء ان سعي ترامب لاستغلال موقف ابن سلمان في قضية خاشقجي ليس امرا مخفيا، وهو (الرئيس الامريكي) خلال الفترة التي اغتيل فيها الصحفي السعودي، ووقتها كانت المعلومات غامضة، حافظ على خط واضح، وهو مقايضة السعودية بأمنها وبالسلاح وبالاستثمارات في أمريكا مقابل المال، ودائما اتبع هذا الخط ولم يتغير.

وحول ما إذا كان ولي العهد السعودي يسعى لشراء صمت ترامب عن صلته بمقتل خاشقجي، أوضح المحلل السياسي اسامة أبو ارشيد “أن أبن سلمان لا يستوعب أكثر من هذا الأسلوب، وهو ليس شخصية رزينة أو عميقة، وإنما يحسبها بمنطق التاجر مثل ترامب”.

وأردف: “بالتالي هو يفهم شيئا واحدا، وهو أنني أعطيك مقابل أن تعطيني، ولذلك كل ما نشهده اليوم هي عملية مقايضة من الطرفين، محمد بن سلمان يقايض ثروات بلاده ومواقف السعودية فيما يتعلق بالقضايا الكبرى، كحرب اليمن، أو ما يسمى صفقة القرن، أو قضية التصعيد مع إيران، أو النفط، ويدرك جيدا أن هذا هو المطلوب منه، وهو يقدم التنازلات على حساب مصالح المملكة والمنطقة العربية مقابل محافظته على كرسيه”.

ولكن الحقيقة التي لايجب تجاهلها هو ان هناك أصواتا قوية في الكونغرس تعارض بشدة موقف ترامب إزاء محمد بن سلمان على خلفية مقتل جمال خاشقجي، ولا يعتقد الخبراء أن هؤلاء سيتم شراء صمتهم من خلال زيادة السعودية في إنتاج نفطها، وربما إبرام صفقات كبرى أخرى مع الرياض، وبالتالي ستظل كتلة لا يُستهان بها في الكونغرس الأمريكي تقف أمام سياسة الصمت والحماية لولي العهد السعودي.

ومن هنا قد يفرض الكونجرس عقوبات على السعودية وولي العهد، ولن يستطيع ترامب منعها، ولكنه لن يقبل بأن يُمس تحالفه مع ابن سلمان، واستمرار ولي العهد لا يخضع لقرار الكونجرس، بل لقرار ترامب شخصيا، لكن توقيع عقوبات عليه وعلى السعودية يستطيع الكونجرس أن يمضي بها دون الرئيس، وهذا السيناريو الذي يُرجح حصوله في المستقبل ومن غير الوارد ان يوقف ابن سلمان قرار الكونجرس ولكن قد يساعده ترامب بأن يتم تخفيف حدة هذه العقوبات، بمعنى أن تشمل ولي العهد فقط.

تاثير ارتفاع الانتاج السعودي على اقتصاد البلاد

ان رفع الإنتاج وانخفاض السعر أثر اقتصاديا على المملكة، حيث زاد العجز في الميزانية، وارتفعت معدلات البطالة، وتم تأجيل مشاريع تنموية، واضطرت الحكومة السعودية لاقتراض 11 مليار دولار من بنوك تجارية غربية.

وفي هذا السياق أكد الخبر الاقتصادي نهاد إسماعيل على “أن التأثير السلبي لخفض سعر النفط سيشمل أيضا مشروع نيوم، الذي يوليه ولي العهد السعود جل اهتمامه، والذي تأثر أصلا سلبا؛ بسبب عزوف المستثمرين وخوفهم من تقلبات ابن سلمان، فالاستثمار بحاجة لمناخ مستقر سياسيا وجيوسياسيا، وهو حاليا غير متوفر في ظل قضية مقتل خاشقجي، واحتجاز أمراء وأثرباء في فندق الريتز أواخر “.

دول اوربية تتسابق في اجراء عقوبات على السعودية

هذا واذا كان هناك احتمالا باجراء عقوبات امريكية من قبل الكونغرس فان اوروبا اجرت بالفعل على السعودية التي بدرات بمنع كل من فرنسا والمانيا  بمنع تصدير الاسلحة الى الرياض وها هي الدنمارك لحقت بالركب حيث اعلن وزير خارجية الدنمارك أندرسن سامويلسون اليوم الخميس تعليق بلاده الموافقات على تصدير الأسلحة والعتاد العسكري للسعودية احتجاجا على مقتل “خاشقجي” والحرب في اليمن.

وقال الوزير الدنماركي في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز” إن القرار اتُخذ بعد مباحثات أجراها في الآونة الأخيرة مع نظراء له بالاتحاد الأوروبي.

ووفقا للقرار فإن التعليق أيضا بعض التقنيات ذات الاستخدام المزدوج في إشارة إلى معدات قد تكون لها تطبيقات عسكرية.

ونقلت الوكالة عن “سامويلسن” قوله: “السعودية تلعب دوراً سلبياً، وأعتقد أنه قد حان الوقت لإرسال إشارة تمثل الجانب الأوروبي، وتوضح أن الأمر قد وصل ذروته، متبعا عن أمله في أن تتبع المزيد من الدول الأوروبية موقف الدنمارك.

بن سلمان لترامب.. لا شكر على واجب!

من المؤكد ان محمد بن سلمان يعاني الان من ضغط كبير فهو محل اتهام الكثير من الدول فالسؤوال الذي يطرح نفسه هل ستسمر الرياض في عنادها ام انها ستنقذ ما يمكن انقاذه؟