النباء اليقين

مجلة “الهدهد(2) “الرد على اغتيال القنطار قادم لا محالة وليقلق الصهاينة في الداخل والخارج

الرد على اغتيال القنطار قادم لا محالة وليقلق الصهاينة في الداخل والخارج

اعتبر سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الرد على اغتيال القنطار قادم لا محالة فانظروا عند الحدود من الناقورة إلى آخر موقع إسرائيلي عند الجولان المحتل، أين هم جنود العدو؟ أليسوا كالجرذان المختبئة في جحورها؟

 

وتابع سماحته في كلمة له على الشاشة خلال ذكرى أسبوع عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار في مجمع شاهد التربوي أنه مهما تكون التبعات والتهديدات التي لا نخافها نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا في أي مكان من هذا العالملافتا إلى أنه يجب على الإسرائيليين أن يقلقوا في الداخل والخارج والتهويل علينا لن يجدي نفعا، وهم من أخطأ بالتقدير وليس نحن.

 

وفي بداية كلمته جدد سماحته باسم الحزب وعائلة الشهيد سمير القنطار الشكر لكل المعزين والمباركين والمتعاطفين مع المقاومة، وتوجه أيضا إلى عوائل شهداء الواجب المقدس بالتبريكات والتعزية،كما توجه بالتعزية إلى إخواننا وأحبائنا في الحزب العربي الديمقراطي برحيل النائب السابق علي عيد وإلى جميع محبيه، وبارك السيد نصرالله تزامن العيدين المباركين الكريمين للمسلمين والمسيحيين عيد ميلاد السيد المسيح وعيد المولد النبوي الشريف، مشيرا إلى أنه كنا نتطلع إلى اليوم الذي يستطيع فيه المسيحيون والمسلمون أن يعيشوا بحق أفراح الأعياد.

 

ولفت السيد نصراللهإلى أننا منذ سنوات ونحن في المنطقة لا نعرف طعم عيد ولا فرح عيد لا سيما في السنوات الأخيرة التي ابتلت فيها منطقتنا بحروب مدمرة تخدم الكيان الصهيوني،ونحاول في كل الأحوال أن نأخذ من العيد ومن كل عيد بركاته ومعناه ونحاول رغم الأحزان أن نزرع الفرح.

 

وشدد السيد نصرالله في هذه المناسبة الجليلة، على إعطاء  الوقت للحديث عن الشهيد القنطار لنعطيه بعضا من حقه ولندخل من بعض الصفات إلى المسؤوليات وهو الذي أضحى مدرسة ورمزا، مشيراًإلى أن من صفات سمير التضحية بلا حدود فالعملية التي قام بها في بداياته هي من النوع الذي ينتهي بالشهادة أو بالأسر، تماما كما يحصل في هذه الأيام في عمليات الطعن في فلسطين،الماضون في هذا النوع من العمليات هم أشبه بالذاهبين إلى العمليات الاستشهادية، وهذه الروح هي التي تمثل جوهر المقاومة، ولا مقاومة بلا تضحية وبلا عطاء بلا حدود، موضحاً أننا نحتاج إلى هذه الروح المسؤولة والجادة التي عبر عنها سمير القنطار منذ التحاقه في المقاومة الفلسطينية حتى شهادته على أرض سورية.

 

واعتبر السيد نصرالله أن هذا يرتب مسؤولية، لأنه منذ عقود هناك برنامج ثقافي وتربوي في إطار الحرب الناعمة من أجل إبعاد شباب أمتنا عن القضايا الكبرى وعن التصرفات الجادة وإغراقهم في شجون وهموم وقضايا وزجهم في مساحات لا تصنع مصيرا ولا مستقبلا.

 

ولفت السيد نصرالله إلى أنه منذ بدايات الشهيد سمير القنطار عندما كان شابا يافعا حمل صفة الشاب الجاد والمسؤول والمؤمن بقضية والذي يحمل هم قضية ويقاتل من أجلها، هذه هي الصفة الأولى وهي البداية التي عرف الناس من خلالها القنطار، سمير كان يستطيع أن يبقى بين أهله وقريته لكنه اختار طريق المقاومة منذ صباه، وهو يعبر عن الكثير من الشباب اللبناني والعربي الذي التحق بالفصائل والمنظمات الفلسطينية، ونحن نذكر الكثير من الشبان العرب الذين جاءوا إلى لبنان والتحقوا بهذه المنظمات، سمير يعبر عن ذلك الجيل المسؤول والواعي الذي آمن بفلسطين وقاتل من أجل فلسطين واستشهد الكثير منهم على طريق فلسطين، موضحاً أن سمير كان مدرسة في طلب العلم والدراسة، في بذل الجهد داخل السجون، وفي المساهمة أقصى ما يمكن أن يفعله أسير في السجن هو أن يخاطب المقاومين ويدعوهم إلى الصبر والصمود ومواصلة الطريق وعدم المساومة وهذا ما فعله طوال سنوات لا سيما في السنوات الأخيرة.

 

ورأى السيد نصرالله أن”هذا الجبل ابن الجبل جبل العزيمة والصمود، رغم قضائه ثلاثين سنة في السجن لا ترى في وجهه إلا الصمود والتحمل والتحدي لا يتراجع ولا يخضع ولا يضعف أمام سجانيه، معتبراً أن عددا من الناس قد يقبل فكرة المقاومة وقضيتها لكن لا يكون مستعدا من أجل التضحية، بل قد يصل إلى التنكر للمقاومة وهو يعرف حقها، في ذكرى القنطار نحن بحاجة إلى استعادة روح التضحية لأن هذا شرط أساسي لقيام شعب واستمرار المقاومة وصنع المستقبل وعزّ الأمة”.

 

وأشار السيد نصرالله في خطابه إلى أنه من أهم صفات المجاهدين التي تمتع بها القنطار هي صفة الإيثار فعندما تدخل الأنانية ويصبح الشخص أولوية في نظر نفسه وفي ترتيبه ونهجه، وعندما تصبح مصالحه وسلامته وعنوانه واسمه هي الأولوية هذا يعني أن هو في خطر وأن المقاومة التي ينتمي اليها في خطر معنوي ووجودي، معتبراً أن سميرا كان ينبض بالحيوية والعمل والنشاط ولم يتكاسل أو يهدأ في يوم من الأيام.

 

وقال السيد نصرالله مؤكدا”إن الموقف الأهم في كل السنوات الماضية الذي ترك في وفي إخواني أثرا عظيما هو عندما كنا نفاوض على المعتقلين  حيث قامت المقاومة بأسر ثلاثة جنود من مزارع شبعا، وبعدها بمدة ضابط ودخلنا في مفاوضات طويلة، ومنذ اليوم الأول حتى آخر يوم، المشكلة الأساسية كانت سمير القنطار، حيث كان يرفض الإسرائيلي إطلاق سراحه، امتدت المفاوضات وقتا طويلاً، وكان واضحا أنه إما أن يطلق سراح هذا العدد من الأسرى ومن بينهم عبيد والديراني وهم كانوا قد مضوا سنوات طويلة في المعتقلات، توقفت العملية هنا وكان لدينا التزام اتجاه كل المعتقلين، هنا أصبحنا أمام إشكال أخلاقي من جهة وواقعي وعملي من جهة أخرى، توقفت العملية إما أن نترك سمير في السجن أو نرفض العملية ويبقى الجميع، الواقع كان صعبا جدا بالنسبة لنا لكن الذي أخرج الموقف هو سمير القنطار من خلال تحمله المسؤولية وأحلنا من هذا الالتزام الأخلاقي، وهو أرسل لنا يؤكد أن لا مشكلة لديه إذا كانت المسألة متوقفة عنده، بالوقت الذي من الممكن فيه أي شخص أن يطلب الضغط أكثر والتفاوض”.

 

وأشار سماحته إلى “أنه بعد خروجه من السجن كان يستطيع أن يقول إني تحملت وقضيت قسطي ولا أحد كان سيعتب عليه وكان من الممكن أن يبقى في هذا الخطر لكن لا يدخل في المجال العسكري الذي يضعه في دائرة الخطر، وأنا طرحت عليه أن لديه رمزية معينة جاءت بعد ثلاثين سنة من السجن، وتستطيع أن تمارس دور استنهاضي كبير جداً، وقال إنه لا مانع لديه لكن قال أريد أن أكون مقاتلاً وجئت من فلسطين كي أعود إلى فلسطين، وهو من طلب الالتحاق بدورات عسكرية”.

 

وأشار السيد نصرالله إلى أن” الإسرائيلي كان يريد القضاء على أي مشروع للمقاومة الشعبية السورية في الجولان ولذلك كان يلاحق كل الأفراد الذين ينتمون إلى هذه المقاومة ومجرد الانتماء كان يعرض الشخص إلى الاعتقال أو القتل، موضحاً أن سميرا هو من كان يريد أن يكون في الخطوط الأمامية وحصلت تطورات سورية وفتح الأفق من أجل أن تكون هناك مقاومة شعبية سورية، وهو وجد أنه يستطيع أن يساعد ويقدم شيئا مميزا هناك، وطلب السماح له الالتحاق بالإخوة المقاومين في سورية”.

 

وأوضح السيد نصرالله في خطابه أن”الصهاينة يتعاطون مع الجولان بهذه الحساسية لأنهم لا يريدون أن يفتح عليهم باب من هذا النوع ليس فقط بسبب الخوف من تحرير الجولان بل لمجرد إعادة الجولان إلى الخارطة السياسية، ولذلك سمير وإخوة سمير كان لهم دور المساعدة ونقل التجربة إلى المقاومة السورية الفتية التي تعلق عليها الآمال ويخشاها العدو، ولذلك نجد مستوى التهديد الإسرائيلي عاليا جدا، وهذا يدل على حساسية هذا الموضوع بالنسبة إلى الإسرائيلي وهو كان يحاول أن يلبس الموضوع لباسا إيرانيا، لأن إسرائيل لا تعترف بالهوية الوطنية، وتعتبر أن من يقاتلها عميلا إيرانيا”.

 

ولفت السيد نصرالله إلى أن عددا من الناس اعتبر أن الإسرائيلي أخطأ في التقدير، لكن في جميع الأحوال هو يتصرف على قاعدة أن هذا الملف حساس جدا ولا يمكن التسامح فيه، مشيراً إلى أن الإسرائيلي كان يريد أن يئد المقاومة السورية ومشروع المقاومة الجديد في مهده، فالإسرائيلي يريد أن يوصلنا إلى انقطاع الأمل وأن الكيان الصهيوني أبدي وقوي ويمتلك رؤوس نووية ويمتلك أقوى جيش في المنطقة وأقوى سلاح جو في المنطقة وتقف خلفه الولايات المتحدة التي ترفض حتى أن يدان على جرائمه وإرهابه وهو يعمل على وعينا وعقلنا وإرادتنا وعزمنا، وهذه هي الحرب الثقافية والفكرية، لأن من يفقد الأمل يخسر كل شيء، وفي أي جبهة تريد أن تلحق الضرر بالعدو يكفي أن تصيب إرادة القتال في هذا الجيش وتنهي أمل الانتصار لينهار أمامك”.

 

وأوضح السيد نصرالله أن مدرسة سمير القنطار والمقاومة تقول إنه لا مكان لليأس، الدولة التي لا تستند إلى قواها الذاتية كإسرائيل لا بد أنها ستزول، مشيراً إلى أننا لا نريد أموال العرب ولا جيوشهم، فقط من يقاتلون في سورية يكفون لإزالة إسرائيل من الوجود، معتبراً أن المقاومة في لبنان وفلسطين وبإمكانات متواضعة استطاعت أن تصنع الانتصارات والصمود في مواجهة العدو الإسرائيلي وهي إمكانات متواضعة فكيف إذا تمت الاستفادة من إمكانات الأمة؟!!!