النباء اليقين

رغم مساعي التهدئة.. عملية عسكرية اسرائيلية في غزة

استشهد سبعة فلسطينيين، أحدهم قيادي بارز في كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، وأصيب 7 آخرون جراء اشتباكات وقصف الإحنلال الإسرائيلي شرق مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، واعترف جيش الاحتلال بمقتل ضابط وجرح آخر في المواجهات بغزة.

وقالت كتائب القسام إن قوة إسرائيلية خاصة تسللت مساء أمس في سيارة مدنية إلى المنطقة الحدودية شرق خان يونس بعمق ثلاثة كيلومترات، واغتالت القائد القسامي نور بركة.

تفاصيل إغتيال نور بركة

وقالت المصادر، بشأن عملية الاغتيال التي جرت في خانيونس مساء امس ، إن سيارة من نوع “فولكس فاجن” توقفت أمام منزل القائد في كتائب القسام نور بركة في منطقة بني سهيلة لعدة دقائق، الأمر الذي أثار الشبهات حولها، ودفع بالقيادي بركة لملاحقتها برفقة عدد من المقاومين.

وأوضحت المصادر أن المقاومين تمكنوا من عرقلة طريق السيارة وإيقافها بالقرب من روضة السندباد في عبسان الكبرى، ومن ثم طلب المقاومون من ركابها إبراز هوياتهم الشخصية، وهو ما حدث بالفعل، قبل أن يفتح عناصر القوات الخاصة في المقاعد الخلفية النار باتجاه المقاومين.

وأشارت المصادر إلى أن جزءا من عناصر القوات الخاصة تخفوا بزي نساء، وهم الذين فتحوا النار باتجاه المقاومين.

وقالت المصادر إن الشهيد نور بركة استشهد على الفور، وتمكن بعض المصابين من عناصر المقاومة الذين كانوا برفقة بركة من إجراء اتصالات مع وحدات المقاومة المختلفة، والتي لاحقت بدورها السيارة التي تقل عناصر القوات الخاصة.

وأكدت المصادر أن القصف الإسرائيلي استهدف كل من لاحق السيارة، مشيرة إلى أن السيارة اصطدمت في جدار أسمنتي، قبل أن تتجه باتجاه السلك الفاصل.

وذكرت القناة العاشرة التابعة للعدو الصهيوني، أن القوة الإسرائيلية حاولت اختطاف القيادي بكتائب القسام نور بركة قبل قتله.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن ستة مواطنين استشهدوا وأصيب سبعة آخرون بجراح مختلفة جراء استهداف قوات الاحتلال مجموعة شرق خان يونس، وأضاف البيان أن الشهداء تتراوح أعمارهم بين 24 و37 عاما.

من هو القائد المجاهد “بركة”؟

بركة البالغ (37 عامًا) ترعرع منذ صباه على المقاومة في أسرة معروفة بجهادها وتضحياتها وحبها للعلم، شقيقه البروفيسور عالم الفلك سليمان بركة، والشهيد نور درس الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة الماجستير في الفقه المقارن في رسالة عنونها بـ”الإهمال في العمل الجهادي”.

جمع المجاهد بركة الذي عُرف إمامًا في مساجد محافظة خانيونس بالقراءات العشر المتواترة، وهو أول من حصل على إجازة القراءات العشر من الشيخ القارئ هاني العلي الحاصل على أعلى سند متصل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في القطاع.

تتميز أسرة الشهيد نور الملقبة باسم “المحرّث” بسمعتها الطيبة وهيبتها بين أهالي المنطقة الشرقية لخانيونس، وكان الشهيد كما إخوانه الأربعة يرفض الظهور إعلاميًا، ويواظب على عمله الجهادي والدعوي سرًا.

التحق نور وهو متزوج وأب لستة أطفال بكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل بلوغه الـ18 من عمره، وكان مرافقًا لأبرز قيادات الحركة، قبل أن يصبح في رتبة عسكرية رفيعة.

قاد بركة عمليات المقاومة في التصدي للاجتياحات البرية لجيش الاحتلال خلال حروبه على القطاع عامي 2008 و2014، واستهدف الاحتلال منزل أسرته في عدوان2008 ما أدى لاستشهاد ابن شقيقه إبراهيم سليمان بركة (12 عامًا)، وهو ابن عالم الفلك سليمان بركة، الذي كان يتواجد في الخارج أثناء استشهاد نجله ولم يستطع العودة في حينها، بالإضافة إلى إصابة عدد من أفراد أسرته بينهم والدة الشهيد وابن شقيقته الذي بُترت قدماه بالقصف.

ردود المقاومة

قال القيادي في حماس عزت الرشق إن “عين المقاومة لا تنام وبوركت السواعد القسامية التي تصدت للقوة الصهيونية المباغتة، وكل التحية لهذه المقاومة المقتدرة واليقظة، التي أفشلت مخطط العدو”.

كما وجه مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داوود شهاب التحية للمجاهدين الأبطال، مؤكداً بأن المقاومة في صف واحد في هذه المواجهة والمقاومة في حالة جهوزية عالية واستنفار تام.

وقالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -في بيان- إن الجريمة النكراء بحق المقاومين الأبطال تؤكد من جديد أن العدو لا يعرف إلا لغة القتل والدماء.

وأجمع محللون فلسطينيون، على أن يقظة المقاومة الفلسطينية أفشلت عملية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدنية خان يونس جنوب قطاع غزة.

الخبير في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، يعتقد أن “كل المؤشرات تدل على أن جيش الاحتلال خطط لتنفيذ عملية التوغل، وتنفيذ الاغتيال جنوب شرق القطاع، دون ترك آثار تدل على مسؤولية الجانب الصهيوني، بحيث يمكن للصهاينة أن ينسبوا الحادث إلى نزاعات فلسطينية داخلية”، لافتا إلى أن “يقظة المقاومة نسفت الحسابات”.

أما المحلل السياسي، حسن لافي يرى أن عملية خانيونس كانت في اطار القرارات التكتيكية الميدانية ولم يتم اتخاذ قرار بها على مستوى الكابينت الاستراتيجي.

و يضيف بأن قطع نتنياهو لزيارته وعودته الليلة لدولة الاحتلال لكي يوقف تفرد ليبرمان بإدارة الامور خاصة انه الوحيد الذي لديه مصلحة في توتير الاجواء مع غزة وذلك لأغراض انتخابية حزبية.

و يشير الى ان العملية الخاصة لم تكن تستهدف الاغتيال, ولكن اهداف اخرى..

ومن ناحية أخرى، دعت العديد من فصائل المقاومة بغزة إلى اجتماع غرفة العمليات المشتركة للفصائل لبحث التصعيد الإسرائيلي، وطبيعة وتوقيت الرد عليه.

ومن جهته، اعترف الناطق باسم جيش الاحتلال بمقتل ضابط وإصابة آخر بجراح خطيرة في عملية غزة، وقال الجيش الإسرائيلي إن تبادلا لإطلاق النار حصل الأحد إثر تنفيذه عملية عسكرية في القطاع.

وعقب العملية الأمنية والاشتباكات في غزة، دوّت صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة عدة مرات، وهو ما يعني أن فصائل المقاومة أطلقت صواريخ باتجاه تلك البلدات، وقال جيش الاحتلال إن عشرة صواريخ أطلقت على البلدات المحاذية للقطاع، وإدعى المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا من غزة.

نتنياهو يقطع زيارته إلى باريس..

وفي سياق متصل، قرّر رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليل الأحد قطع زيارة قصيرة يقوم بها إلى باريس والعودة إلى تل أبيب، كما أعلن مكتبه.

وقطع نتانياهو زيارته إلى باريس ذلك إثر اندلاع اشتباكات وقعت ليل الاحد بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية في جنوب قطاع غزة.

كما قال مكتب وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن الوزير ترأس اجتماعا أمنيا لبحث هذه التطورات.

وأمرت الجبهة الداخلية بجيش الاحتلال جميع سكان غلاف قطاع غزة بالبقاء في المناطق المحمية والملاجئ، وقررت الجبهة تعطيل الدراسة اليوم الاثنين.

اتصالات مصرية لوقف التصعيد في قطاع غزة

من ناحية أخرى، قالت مصادر في حركة حماس إن المخابرات المصرية بدأت مباحثات مع قيادات في حركتي حماس والجهاد من جهة، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، لمنع الانزلاق نحو مواجهة عسكريّة جديدة في قطاع غزّة، بعد اغتيال الاحتلال للقيادي في كتائب عزّ الدين القسّام، نور بركة، وستّة آخرين، وتصدي المقاومة لفريق الاغتيال وقتل ضابط إسرائيلي.

بالمرصاد.. تفاعل كبير في مواقع التواصل مع عملية خان يونس

أوضح ناشطون أن استشهاد المقاومين القساميين يعد ردا على الاتهامات التي بدأت وسائل إعلام خليجية بتسويقها، بأن المقاومة في غزة “تخلت عن القضية”.

وتفاعل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، مع عملية خان يونس البطولية.

وأطلق مغردون هاشتاغ “بالمرصاد”، قائلين إنه يعبر على الاستعداد الدائم للمقاومة في غزة، التي أفشلت خطة إسرائيلية لاختطاف القيادي نور بركة.

وقال ناشطون إن المقاومة التي قدمت سبعة من رجالاتها في سويعات، تبعث برسائل إلى الأمتين العربية والإسلامية بأنها “لا تزال على العهد”.

ودعا ناشطون إلى تجديد التحذير من التطبيع مع “إسرائيل” بعد عملية خان يونس، لا سيما أن دولا خليجية سارعت إلى التطبيع العلني مع تل أبيب خلال الأسابيع الماضية.