النباء اليقين

أحقا ابن سلمان يُعد حجر اساس استقرار المنطقة؟!

الهدهد / عربي دولي

اکتمل الیوم دعم ترامب الواسع لبن سلمان في قضية مقتل خاشقجي بعد التأکيدات التي صدرت عنه في حديثه لماکرون ومفادها ان السعودية هي الحجر الاساس للاستقرار في المنطقة ومن هنا يجب الحفاظ عليها وصيانتها.

التحليل:

عند ترامب ان توفير مصالح اميرکا يرادف تحقيق الاستقرار في المنطقة وفق المنهج السلماني. ووفق هذا المنطق يعتبر الحفاظ علی سوق النفط من الاضطراب وعقد صفقات الاسلحة الباهظة مع اميرکا رکنا اساسيا لهذا الاستقرار. والان و في ظل الدعم الاميرکي لبن سلمان في قضية خاشقجي فان توفير هذا الاستقرار قد حظي بضمان مضاعف.   

في الحقيقة ان هناك ثمة رابحين اصليين من مقتل خاشقجي، الاول ابن سلمان الذي نجح في ان يقذف الرعب الشديد في قلوب معارضيه من جراء هذا القتل الشنيع وان ياخذ بهذا القتل اهانات اميرکا لحکومة بن سلمان الی الهامش والظل وان يقدم اميرکا للعالم کحليف استراتيجي له و ان یعطي ضمانا تنفيذيا لمستقبل حکومته. وان اضطر الی ان يودّع في هذه القضية مقولة باسم الشرعية وان يجلب انتباه الرأي العام العالمي الی دکتاتوريته ویصير الشعبَ السعودي خجلين منکسي الرؤوس من ولي عهد مثله.   

واما الرابح الثاني فهو ترامب. اذ انه تمکن من ان یجعل قضية التطبيع مع اسرائيل امرا مکشوفا  و أن يُحلّ ايرانَ محل اسرائيل الی حد ما باعتبارها العدو المشترك لبعض بلدان المنطقة(أي حلفاء السعودية) و أن يؤمّن الی حد ما سوق شراء الاسلحة للسعودية، الی جانب توفير ما تحتاجه بلاده من النفط. مع هذا کله فهو ما زال قلقا علی مستقبل سوق النفط في المنطقة وبعد ذلك هو قلقه الناتج عن الدعم الکبير الذي قدمه لولي العهد السعودي خلافا للرأي العام العالمي.

ويعد ابن سلمان الحجر الاساس للاستقرار في المنطقة علی ان يحقق المطالب الاميرکية والا سيشمله هو ايضا تاريخ الصلاحية الذي اعلنه ترامب من قبل وهو لا یتجاوز اسبوعين علی الحد الاقصی.

ويستفاد مما تقدم ونظرا لاننا علی اعتاب فصل الشتاء- وفيه تتعاظم الحاجة الی النفط- و أيضا  بسبب الکشف عن سر التسجيلات الصوتية عن مقتل خاشقجي من قبل ترکيا- والتي استمعت اليها الدول الغربية- و… يجب علينا ان ننتظر لنری ان هذا الحجر الاساس للاستقرار الی متی یتمکن من توفير الامن والاستقرار من النوع الاميرکي للمنطقة.