النباء اليقين

الدعوات الغربية لوقف الحرب في اليمن.. حقيقية أم شكلية؟!

في ظل الدعوات الأخيرة الغربية للاستئناف الفوري للعملية السياسية والتدابير للتوصل لوقف الحرب المدمرة في اليمن، هناك سؤال يطرح نفسه…، هل الغرب صادق في مطالبته بوقف العدوان السعودي والإماراتي ضد الشعب اليمني الأعزل؟

وفي أحدث التطورات، أعربت رئيسة وزراء البريطانية تيريزا ماي عن دعمها لدعوة واشنطن إلى وقف القتال في حرب اليمن التي أودت بحياة ما لا يقل عن 10 آلاف شخص وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقالت ماي لأعضاء البرلمان ومن دون إشارة الى المجازر التي ارتكبتها السعودية في اليمن الأربعاء: “بالتأكيد… ندعم الدعوة الأمريكية لوقف التصعيد في اليمن… لن يكون لوقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تأثير على الأرض إن لم يرتكز على اتفاق سياسي بين الأطراف المتحاربة”.

وفي الوقت ذاته قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في جلسة للبرلمان، إن بريطانيا حليفة للسعودية وأحد مصدري الأسلحة لها، ستتوخى الحذر في أي رد على الدور السعودي في الصراع بسبب المصالح التجارية وخشية حدوث “عواقب غير مقصودة”.

وتتعرض ماي لضغوط من أجل وقف مبيعات الأسلحة البريطانية للسعودية لمنع استخدام تلك الأسلحة في الحرب.

أمريكا تدعو لوقف الغارات على اليمن

من جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأربعاء إلى وقف الأعمال القتالية في اليمن وايقاف كل الغارات الجوية للتحالف في المناطق المأهولة.

وقال بومبيو إن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة ينبغي أن تبدأ الشهر المقبل.

واضاف أن على السعودية أن تتوقف عن شن ضربات جوية في كل المناطق المأهولة باليمن.

لكن العدوان السعودي بالرغم من الدعوات الأخيرة لوقف الأعمال العدائية ، جدد غاراته، أمس، على مواقع عدة في محافظات الحديدة والمحويت وصعدة غربي البلاد.

واضافة الى ذلك، دعا ايضا وزير الدفاع الأميركي “جيم ماتيس”، الى وقف لإطلاق النار في اليمن وحضور جميع أطراف النزاع الى طاولة المفاوضات في غضون الثلاثين يوما المقبلة.

واصاف أن وقف المعارك سيتيح لمبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث جمع مختلف الاطراف للحوار.

فرنسا: حان الوقت لوقف الحرب في اليمن

في سياق متصل، إعتبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الثلاثاء أنه “حان الوقت لتتوقف” الحرب في اليمن مكررة “استنكارها” للأزمة الانسانية في هذا البلد.

وصرّحت الوزيرة لقناة “بي إف إم” التلفزيونية وإذاعة “آر إم سي”، “حان الوقت لتتوقف هذه الحرب ومن المهمّ أيضاً وهذه هي الأولوية بالنسبة إلى فرنسا، أن يتحسّن الوضع الانساني وأن يتم تسهيل إيصال المساعدات الانسانية”.

وإدعت و من دون أي إشارة الى الضحية والقاتل في حرب اليمن، “لأننا مصدومون لهذا الوضع، طلب رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) ونظّم في فرنسا، وهي الدولة الوحيدة التي قامت بذلك، مؤتمراً إنسانياً حول اليمن شاركت فيها السعودية والإمارات”.

كما رحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، بالدعوات الأخيرة للاستئناف الفوري للعملية السياسية والتدابير للتوصل لوقف الأعمال العدائية في اليمن.

وحث المبعوث الأممي، في بيان جميع الأطراف المعنية على اغتنام هذه الفرصة للانخراط بشكل بناء مع جهود استئناف المشاورات السياسية على وجه السرعة، من أجل التوصل لاتفاق على إطار للمفاوضات السياسية وعلى تدابير لبناء الثقة، التي تتضمن على وجه الخصوص تعزيز قدرات البنك المركزي اليمني وتبادل الأسرى وإعادة فتح مطار صنعاء”.

نظرة ايجابية…

في ظل المواقف الأخير للبلدان الغربية تجاه الحرب في اليمن، يرى بعض المراقبون، أن تحديد فترة دقيقة من اجل انطلاق المفاوضات في اليمن والتأكيد على وجوب الوقف المتبادل للغارات الجوية لقوى التحالف واطلاق الصواريخ اليمنية من جانب وزراء خارجية ودفاع الولايات المتحدة بشكل منسق، يكشف عن توجه حقيقي لوقف حرب اليمن، وفي الوقت الذي كانت فيه السعودية (وبقية اعضاء التحالف) في الاغلب هي السبب في وصول المفاوضات اليمنية الى الطريق المسدود.

ويرى الخبراء ان ” هذه المرة وبسبب ارتهان محمد بن سلمان لاميركا بسبب قضية الصحفي جمال خاشقجي، ان مسالة الدخول في المفاوضات هو امر يبدو اكثر واقعية”.

وبحسب الخبراء “تصرفات المسؤولين السعوديين والاماراتيين ولاسيما خلال السنة الماضية وبعد فشل الهجوم على الحديدة كشفت عن رغبتهما في النجاة والخروج باسرع مايمكن من مستنقع اليمن من خلال الوساطات التي تقوم بها المنظمات الدولية مع حفظ ماء الوجه، ولهذا يعتقد انهما سيستفيدان من الظروف التي وفرتها الولايات المتحدة لهما لتحقيق ذلك”.

“أنصارالله” تكشف السر وراء موقف واشنطن الجديد

أما بالمقابل، شكك القيادي في جماعة “أنصار الله” محمد على الحوثي في جدية الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إيقاف الحرب في اليمن.

وقال الحوثي وهو رئيس اللجنة الثورية العليا، في تغريدة على موقع تويتر: “الأمريكيون هم قادة التحالف، لذا فمطالبتهم بإيقاف العدوان يجب أن يترجموها هم، مع حلفائهم من هم تحت إمرتهم ويسيرون وفق الأهداف التي يحددونها لهم، نحن نعتبرها مطالبة شكلية.

وفي ما يتعلق بالدافع الذي يقف وراء هذه المطالبة، اعتبر الحوثي: أنها تمثل: “تنصلا عن مسؤوليتهم، ومحاولة للتخلي عن تصريحاتهم السابقة بعد معرفة العالم بشناعة جرائم عدوانهم”.

وأدى النزاع الدامي في اليمن، حتى اليوم، إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم، وإستشهاد عشرات الألاف من الأبرياء وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة في بعض المناطق، وإلى تدمير كبير في البنية التحتية للبلاد.

محمد حسن القوجاني