النباء اليقين

إحياء الذكرى الثانية لمجزرة العدوان بالصالة الكبرى

أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن فلسفة النظام السعودي تجاه اليمن تقوم على السعي المتواصل لإركاع الشعب اليمني واحتلال أراضيه ومحاولة إذلاله وهو ما لم ولن يتم له.

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور بن حبتور اليوم في فعالية إحياء الذكرى الثانية لجريمة تحالف العدوان السعودي في الصالة الكبرى التي نظمها المجلس السياسي الأعلى وسط مشاركة رسمية وشعبية عبرت عن الألم العميق الذي تسببت فيه هذه المجزرة المروعة في أوساط الشعب اليمني بمختلف شرائحه.

وأشار رئيس الوزراء إلى أهمية استذكار اليمنيين الدائم لجرائم المعتدين والمعاناة التي وصل إليها الشعب اليمني جراء هذا العدوان الذي حاول كسر إرادة اليمنيين .

ونقل رئيس الوزراء في كلمته تحيات رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط للحاضرين في هذه المناسبة بشكل عام وأسرة الرويشان التي طالها الضرر الكبير بعدد وحجم شهدائها وكذلك لأبناء وأسر الشهداء بصورة عامة وتمنياته للجرحى بالشفاء وتجاوز الآثار النفسية التي خلفتها المجزرة.

ولفت إلى الغاية التي سعى لها العدوان من قصفه لهذه الصالة .. وقال ” قصف العدوان هذا المكان وهو يدرك تماما أن فيها أبرز قيادات اليمن العسكرية والأمنية والمدنية والثقافية محاولا بذلك أن يبعث برسالة لكسر الإرادة اليمنية وهو ما لم يتحقق لان الشهداء والجرحى كانوا من كل محافظات الجمهورية وبالتالي ازداد التلاحم والتآزر والمقاومة الداخلية لهذا العدوان الباغي “.

وأضاف ” في مناسبة كهذه ينبغي أن نتذكر جميع الشهداء وأن نستذكر بطولاتهم وأعمالهم وما اجترحوه من إنجازات كبيرة أولا في بناء النظام الجمهوري وثانيا في حماية الوحدة اليمنية المباركة ” .

وأردف قائلا ” من المهم أن يكون لعملنا هذا تأطير مؤسسي نحاول من خلاله أن نجمع مجموعة من الشخصيات التي تهتم بموضوع التوثيق لتوثيق الجريمة بمختلف أبعادها بما في ذلك تاريخ كافة الشخصيات التي استشهدت في هذه القاعة وتوثيق أعمالهم حتى لا يكون هذا العمل عاطفيا فقط لأننا في حالة انفعال وغضب مما جرى لشهدائنا الكرام “.

وبين رئيس الوزراء أن العمل المؤسسي سيؤدي إلى تواصل النشاط ليس فقط لإحياء الذكرى الثانية ولكن لإحياء الذكرى المائة وكذلك الحال لكافة الأعمال الدنيئة التي حاولت دول تحالف العدوان السعودي إرباك الجميع بها بقصفها هنا وهناك وقتلها بعض الشخصيات.

وأفصح عن توجه لتطوير آلية إحياء هذه المناسبة .. وقال ” سنعمل بالتشاور مع المجلس السياسي لتأسيس عمل مؤسسي لشهداء الصالة الكبرى وجرحاها عبر إنشاء إدارة مختصة تعنى بهذا الجانب إما في أمانة العاصمة أو في رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية تختص بجمع ما خلفته من آثار وكذا تطوير آلية إحيائها وتخصيص مركز للدراسات قابل للتطوير يختص بهذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تجاوزت كل الاعتبارات والمنطق وأخلاقيات الحروب ” .

وأضاف” الاهتمام النوعي بجريمة الصالة الكبرى يأتي من زاوية أن من فقدهم الوطن فيها هم كبار وشيوخ وقادة اليمن وليس ناس عاديين، وبهذه الروح المسئولة والتلاحم والرؤية للمستقبل سنكون أمناء مع أرواح الشهداء الذين خسرهم اليمن في هذه الفعل الإجرامي المروع “.

وأكد رئيس الوزراء أن طبيعة العدو تحتم على اليمنيين الاستعداد كثيرا لمعركة طويلة ليست لفترة سنة أو سنتين ولكن لمعركة وجود حقيقي لشعب اليمن الموجود في هذه الجزيرة العربية وحضوره في التاريخ القديم وفي التاريخ الإسلامي والذي يجدد في هذه الفترة المفصلية.

واعتبر ما يقوم به العدوان حاليا من هستيريا وقصف لكل ما يدب في الأرض وكل مقومات الحياة ما هو إلا محاولة لجعل اليمنيين عبارة عن تابعين لمملكة آل سعود.. مؤكداً أن اليمنيين بطبيعتهم أحرار ولن يقبلوا بذلك على الإطلاق وعلى العدو أن يعي هذه الحقيقة جيدا .

وأشار الدكتور بن حبتور، إلى أن غالبية الناس كانوا يعتقدون أن هذه المجزرة ستكون خاتمة لهذا العدوان المتواصل على الشعب اليمني .. وقال ” لكن النظام السعودي لأنه نظام لا يعرف على الإطلاق إلى أين يتجه ولأن لديه المال وغطاء صهيوني أمريكي ويريد الآخرين أن يتبعوه استمر في غيه وفي قتل أطفال ضحيان والحديدة وعمال تعز وكل جريمة يرتكبها وضميره في حالة من الغيبوبة إن لم يكن ميتا “.

وأضاف ” الشعب اليمني جار لجميع الساكنين بجواره ولا يمكن لأحد منهم أن يزيحنا من الخارطة السياسية أو الجغرافية أو حتى التاريخية “.. لافتا إلى أن اليمن كان وسيظل جزء ومكون أصيل من تكوينات الجزيرة العربية وتاريخه الحافل يشهد على ذلك.

وأعرب الدكتور بن حبتور في ختام كلمته عن شكره للمجلس السياسي الأعلى وأمانة العاصمة وكل من ساهم في الإعداد والتنظيم لأحياء هذه المناسبة وللحضور اللافت والنوعي المشارك فيها .. سائلاً المولى سبحانه وتعالى الرحمة والخلود لشهداء اليمن والشفاء للجرحى والنصر كل النصر للجمهورية اليمنية.

وفي الفعالية التي حضرها عدد من أعضاء مجالس النواب والشورى والوزراء والقيادات العسكرية والأمنية والوكلاء والوكلاء المساعدين لأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وأعضاء المجالس المحلية بالأمانة ومدراء وأمناء عموم مديريات الأمانة وممثلي الأحزاب والمنظمات الدولية والمحلية .. أكد أمين العاصمة حمود محمد عُباد أن الذكرى الثانية لمجزرة الصالة الكبرى تأتي في لحظة تاريخية وقد تعددت جرائم العدوان على امتداد الوطن وفي مختلف المناطق.

وقال ” لقد شملت مجازر وجرائم العدوان كل أبناء الوطن رجالاً ونساءً وأطفالاً وشباباً وشيبه في كل المناسبات والتجمعات السكانية والمصانع والمنازل والطرق وصالات الأعراس والعزاء والمساجد “.. لافتا إلى أن جرائم العدوان طالت حتى مخيمات النازحين وشريحة المعاقين ولم تستثن أحداً .

وأضاف ” لقد جسدت مجزرة الصالة الكبرى قبح نوازع العدوان وبشاعة أهدافه والتي راح ضحيتها المئات من أبناء اليمن “.. مؤكداً أن اليمن فقد خيرة رجاله الأبطال والذي منهم الشهيد عبدالقادر على هلال أمين العاصمة السابق.

كما أكد عباد أن هذه الجريمة وكل الجرائم التي أرتكبها العدوان لن تثني الشعب اليمني عن مواصلة ثباته ودفاعه عن سيادة واستقرار وأمن الوطن.

وأشاد بالانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات وعلى كافة الصعد والتي أدهشت العالم مع فارق في موازين التسلح والقوة المادية .

فيما دعت كلمة أبناء وأسر جرحى الصالة الكبرى التي ألقاها وزير شئون الحوار والمصالحة الوطنية أحمد القنع، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية بالضغط على قوى تحالف العدوان بالسماح لعودة الجرحى الذين لا يزالون خارج الوطن وكذا السماح بسفر الجرحى إلى الخارج للعلاج كحق لكل إنسان وجريح كفله القانون الإنساني الدولي وكل الاتفاقيات الدولية.

وأشار إلى أن جرائم العدوان المستمرة كانت وتزال سبب في إحداث جراح ومآس جمة عانى ويعاني منها الشعب اليمني الصامد ولم يشهد لها تاريخ البشرية مثيل وتعد جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية.

وأكد القنع استمرار صمود وثبات الشعب اليمني بمختلف شرائحه وانتماءاته وأحزابه في مواجهة العدوان والتصدي له ومرتزقته والدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره .. لافتا إلى أن دماء اليمنيين كافة امتزجت في الصالة الكبرى وعززت من قناعة اليمنيين بضرورة التوحد والوقوف صفا واحدا في مواجهة العدوان الذي يستهدف الجميع دون استثناء لأحد.

وأشارت كلمة أبناء وأسر الشهداء التي ألقاها مجاهد علي الجائفي، إلى مضي عامين على جريمة يندى لها الجبين وتستنكرها كل الشرائع.

وأكدت أن جريمة استهداف عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى ستظل وصمة عار في جبين مرتكبيها.

ولفت الجائفي إلى أن دماء الشهداء والجرحى والمسعفين والقصف المتكرر على الصالة كشف الحقد الذي يحمله مدبري هذه الجريمة .. وقال ” لقد قضي في هذه الكارثة كوكبة من خيرة رجال اليمن، وتعد أبشع مجزرة من ضمن سلسة مجازر وجرائم قوى العدوان “.

وأوضح أن إحياء هذه الذكرى لاستشهاد هؤلاء الرجال ليس عزاء لأسرهم وذويهم فقط وإنما عزاء للوطن والشعب اليمني الذي يعاني من الظلم والقتل على مدى ما يقارب أربعة أعوام.

وأضاف ” مصابنا ومصاب الوطن في هؤلاء الشهداء هو مصاب جلل ولكننا سنمضي قدما على نفس خطاهم في خدمة الوطن وتقديم الغالي والنفيس في سبيل الله والوطن “.

وأشارت كلمة أبناء الشهداء، إلى أن هذه الذكرى لن تنسى وتمر دون عقاب ومحاسبة مرتكبيها من قوى تحالف العدوان مهما ارتكب العدوان من جرائم.

وأشار بيان صادر عن الذكرى الثانية لمجزرة الصالة الكبرى ألقاه وكيل أمانة العاصمة يحيى جميل، إلى أن مجزرة الصالة الكبرى مثلت جريمة إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية وأظهرت للعالم بأسره هوية ومنبع الإرهاب الحقيقي .

ولفت إلى أن جريمة الصالة الكبرى عكست الحقد الذي يكنه العدوان على اليمن واليمنيين.. مبينا أن هذه الجريمة أخرست المتشدقين بالشرعية والمتاجرين بآمال الشعب اليمني وقضاياه العادلة.

وقال البيان ” ونحن إذ نحيي ذكرى تلك المذبحة الأليمة، فإنما نؤكد بأنها لم تكن الأولى كما لم تكن لأخيرة، بل كانت امتداد لسلسلة الجرائم السعودية بحق وطننا أرضا وإنسانا منذ بدء العدوان البربري في 26 من مارس 2015م “.

و أكد أن كل ما يتعرض له الشعب اليمني من إرهاب وجرائم حرب وإبادة واستهداف لمعالمه الأثرية وبناه التحتية ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال ولم ولن تسقط بالتقادم.

ودعا البيان أبناء الشعب اليمني مواصلة الصمود الأسطوري الذي أربك دول العدوان وأفشل مؤامرتها، وانتصارا للشهداء وتضحياتهم وفي مقدمتهم الشهيد الرئيس صالح علي الصماد.

وأهاب البيان بالمنظمات الدولية والإنسانية ورجال المال والأعمال مضاعفة الجهود للتخفيف من معاناة الشعب اليمني نتيجة الحصار الجائر والعدوان.

ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية وأحرار وشرفاء العالم إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه إرهاب الدولة الذي تمارسه السعودية وحلفائها بحق المدنيين أطفالاً ونساءً وشيوخ.

وطالب البيان المجتمع الدولي بإنهاء العدوان والوقف الفوري للاستهداف الممنهج للمدنيين والبنى التحتية وفقا للقانون الدولي الإنساني، وكذا تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة في جميع الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني ومقاضاة مرتكبيها في المحاكم الدولية.

وكان رئيس الوزراء قد افتتح ومعه نائبه لشئون الأمن والدفاع اللواء جلال الرويشان وأمين العاصمة حمود عُباد، معرض الصور الفوتوغرافية الذي اشتمل على صور شهداء مجزرة الصالة الكبرى ونماذج لنوعية الإصابات التي طالت المعزين علاوة على ما خلفته غارات العدوان من دمار شامل للصالة وملحقاتها.

كما قام رئيس الوزراء ومعه اللواء الرويشان ووزير الثقافة عبدالله الكبسي وأمين العاصمة ورئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام، بوضع إكليل من الزهور على جدار الصالة وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الذين ارتقت أرواحهم بهذا الفعل الإجرامي الجبان وعلى كافة شهداء الوطن الذين استشهدوا جراء قصف العدوان لمنازلهم وقراهم ومصانعهم ومدارسهم وأحياءهم وفي جبهات المواجهة دفاعا عن الأرض والعرض .

تخلل الفعالية عرض عنوان ” سلام الأحرار ” من إعداد مكتب الثقافة بأمانة العاصمة أداء كوكبة من نجوم الفن اليمني.