النباء اليقين

اليمن تعيشُ ملحمة كربلاء وتُكمِلُ الحكاية

الهدهد / مقالات

بقلم / أمل المطهر
كُلُّ ثورةٍ لا بُدَّ أن تَكتُبَ بدماءِ شهدائها خطوطاً عريضةً في صفحاتِ التأريخ..
وتضيءُ أحداثُ ملحمتِها بريقاً يرسُمُ ملامحَ انتصارها الأكيد على الظلم والتحرّر من تسلّط الطغيان.
فكيف بثورة هي أُمُّ الثورات وقادها أعظمُ العظماء سيد شباب أهل الجنة وقائد الثوار في كُــلّ الأزمنة وملهم الأَحْــرَار ومُخَلِّصُ الإنْسَـــانية من التسلط والاستكبار؟!.
فمِن الحسين ابتدأت الحكايةُ في اليمن وإليه تمضي جِهاداً ونضالاً وتضحية وانتصاراً.
حكايةُ شعب عظيم كان الحسين ملهمَه وقائدَه وقدوتَه.
فكما رَفض الحسينُ ولايةَ الطاغية يزيد.. رفض أهلُ اليمن ولايةَ أمريكا وأحذيتها من بعران الخليج وقامت عليهم حربٌ كونية ظالمة..
وكما قالها الحسين بكل ثقة وشموخ ووعي: (ومثلي لا يبايع مثله)؛ لمعرفته الكبيرة بمن يكون هو ومن يكون يزيد وماذا سيقع على الأمة من ظلم وهوان إنْ قَبِلَ بمبايعته هو، وهو من يُجَسِّدُ الدينَ والأخلاقَ والمبادئَ والقيم والإنْسَـــانية، ففي هذه الحالة لن تكونَ هناك قضيةٌ او ثورةٌ لن يكون هناك أَحْــرَارٌ وسيسودُ الظلم..
قالها أهل اليمن أَيْضاً ولم يقبلوا بالوصاية عليهم ولا بانتهاك سيادتهم وكرامتهم ولم يبايعوا طغاة العصر وثاروا مع الحسين ثورةً لا تقبَلُ الخضوع ولا تعرف أنصافَ الحلول.
وكما قدّم الحسين في سبيل القضية ومن أجل أنْ لا يموتَ الحَــقّ ويُدفَنَ النهارُ في غياهب الظلمات.. قدّم أهلُ اليمن التضحياتِ الجِسامَ لنفس الهدف ولذات القضية، فهم يسيرون مع الحسين خطوةً بخطوة نحوَ الهدف الأسمى لرقي البشرية جَمْعَاء.
تجسّدت روحيةُ الحسين وروحيةُ أَصْحَــابه في هذا الزمان، فها نحن نرى شخصياتِ كربلاء ماثلةً أمامنا تقدم لنا أروعَ الدروس وتصنع البطولات والملاحم الكبرى التي تجدّد عهودَ الطفّ في أرضِ اليمن، فنرى زُهَيْرَ بن القَين وعليَّ الأكبر وَالحرَّ بن يزيد الرياحي وَالعباس ووهب وأُمَّه ومسلم بن عقيل، ونسمعُ دعاء زينب الكبرى، ونرى بطولاتها وصبرها وإيْمَــانها.
نشهَدُ ملحمةَ كربلاء ونخوضُ غمراتها كما خاضها الحسينُ بثقته وبسالته وعنفوانه..
نحتضنُ عبدَالله الرضيعَ وهو مرملٌ بالدماء..
ونسكِّنُ من رَوْعِ رقية المفجوعة.
نقدِّمُ القرابين في سبيل إحياء الحياة ونروي الأرض بدماء عظمائنا لتزهر نصراً وعزةً..
نمضي في طريق الحسين لنُكمِلَ الحكاية التي لن تنتهيَ إلا بزوال الظلم وشروق الشمس الباهرة النور.
فعشقنا للحسين عشقَ تجسيدٍ للروحية وانتماء للمنهجية وثبات على الدرب السوي.
في اليمن نبكي الحسين ناراً وثبوراً ينزل على رؤوس الظالمين..
نبكيه ضرباتٍ وخطواتٍ جهاديةً في ساحات الوغى بكل قوة وبأس.
لم تكن حكايةُ الحسين مع اليمن كأية حكاية تُكتَبُ وتُروَى ويطوي صفحاتها النسيان ويُهال عليها تراب الأزمنة والحقبات.
حكايةُ اليمن مع الحسين تجسّدت ثورةً تفجرت نوراً وضياءً، وصنعت رجالاً يعشقون الحَــقَّ ويسعون للحرية بلهفة بالغة.
هذا هو الحسينُ يقودُ اليمنَ؛ للخروج من متاهة عصرِ الخضوع والهوان إلى الحرية والعيش الكريم في الدنيا والآخرة..
وهذه اليمن بأرضها وشعبها وسمائها تعيشُ الحسين وتُكمِلُ الحكاية..