النباء اليقين

حصاد العار في الحرب على الأنصار

بقلم/فوزي حوامدي

بعد أكثر من 300يوم من العدوان،الذي جندت له السعودية كل قدراتها المادية والبشرية،والمالية،مع دعم أمريكي صهيوني وعربي وصمت عالمي رهيب وتواطؤ أكثر غرابة،ولم يجن هذا العدوان إلا العار لمرتكبيه واللعنة التي ستظل تلاحقهم على مدار السنين .
300يوم استعملت فيها السعودية ومن حالفها من الدول والمنظمات ، القنابل العنقودية والمحرمة وقصفت الأحياء الشعبية والحمامات ومرافق ذوي الاحتياجات الخاصة من مكفوفين ومعاقين ولم تترك أي مرفق أو عمران شاهق في اليمن إلا ووصلته القذائف من طائرات عدوان العار على يمن الأنصار .
اليمنيون،الذين ظلت أبوابهم مفتوحة للحوار،رغم ما صار يدركون بحكم إيمانهم القوي،أن الأمل في نصر من الله وثبات وصمود إلى أن يقتنع المعتدون بالحصيلة المحققة في عدوانهم يكفوا شرهم عنهم،كما يدركون تماما أن مسألة استسلامهم ومنحهم صنعاء والمحافظات التي يسيطرون عنها بعد كل هذه التضحيات هو ضرب من الخيال.
ويرى المراقبون أن اليمنيين ليس فقط ابهروا العالم،بل بدأوا يجبرونه على التكلم وتغيير المواقف،ولو على استحياء،بفضل صمودهم صبرهم،وبسالتهم في الميدان، فهم يقاتلون حفاة، ومعوقين،وبأي وضع كانوا يحاربون ويدافعون عن أرضهم وشرفهم وعزتهم كرامتهم.
ولم يجد الكثير لحد الآن من تفسير،لما يفرضه اليمنيون، من واقع جديد في المواجهة والحروب،وستكون الحرب أو العدوان على اليمن، أحد محاور البحث في كبار المخابر التاريخية خلال المرحلة القادمة،يكون اليمن قبلة بعد انتهاء العدوان عما قريب بحول الله مهزوما مذعورا للمؤرخين والباحثين والمؤلفين،لصياغة تاريخ جديد، فكما قال لهم قائد الثورة والمسيرة القرآنية السيد عبد المالك الحوثي،إن اليمنيين سيغيرون وجه المنطقة والعالم،وهو لحد الآن يسير في سكة النجاح وحسن الإدارة لمعركة غير متكافئة يعرف جيدا فوارقها من حيث القدرات والإمكانيات،ولكن يحسن تسييرها بقدر عزيمة اليمنيين ويستثمر،غباء المعتدين في بعض الأحيان،وهو ما يفعله كل قائد ناجح يعتمد على إمكانياته،و يستغل ثغرات أعدائه في الحروب،غير المتوازنة،كما حال العدوان على اليمن.
وقد فأجا اليمنيون العالم بتطويرهم للقدرات الصاروخية، التي أفزعت السعودية ، وأربكت خطط المرتزقة،وقضت على الكثير من عناصرها في ضربات التوشكا، كما أرعبت الكيان الصهيوني،الذي هرول بخبرائه لأرض الحرمين،لدراسة كيفية ونوعية صواريخ اليمن،ولانقاذ المملكة، بعد أن ادعت في أول أيام الحرب أنها دمرت القدرة القتالية لليمن بنسبة 80بالمائة.
ولم يعد خافيا عن الجميع،التقارب السعودي الإسرائيلي وكل من تحالف مع السعودية،في هذه الحرب مع الكيان الصهيوني،حتى السودان التي قصفتها تل أبيب عدة مرات،دون ترد لا في الزمان ولا في المكان،لوحت بالتطبيع ولا تملك غيره،لتكون النتيجة الوحيدة التي نجحت مملكة الشر في تحقيقها، خلال هذه الحرب هي تغيير بوصلة العدو للأنظمة العربية،والتيارات المرتبطة بالسعودية، من إسرائيل ككيان زرع وسط الأمة،واغتصب أولى القبلتين،إلى إيران التي تصفها بأنها مجوسية رافضة،وغيرها من الأوصاف،رغم النجاحات التي تحققها إيران على الصعيد الدولي،إلى أن أصبحت دولة نووية.
البعض يقول،إن السعودية تصفي حسابها مع إيران في اليمن،وهو خطأ جسيم يقع فيه الكثير من المهتمين العرب،بل السعودية تحارب اليمن من أجل اليمن، وليس من أجل إيران،لأن السعودييو في قلوبهم حقد كبير على اليمنيين منذ القدم،فاليمن بلد التاريخ والحضارات،ولايرمز لتاريخه سروال في متحف،كما حال بعض الدول،والسعودية تريد أن تبقي اليمن تحت هيمنتها تابعا لها،مستعمرا بطريقة حصارية لا سيادة ولا قرار له،كما الحال في السابق،إلا أن الوضع تحمله اليمنيون كثيرا وحان الوقت ليقول للسعودية انتهى زمن الاستغفال،ونحن قادرون على قيادة بلدنا والسيادة في قرارنا،وهو ما سيجنيه اليمنيون بصمودهم وانتصارهم في هذه الحرب العدوانية الغاشمة الظالمة.

موقع(المسيرة نت)