النباء اليقين

قاتل وستصبح ثريًا.. ألف دولار تدفعها الرياض لـ”رجال” للقتال نيابة عن جنودها بالحديدة!

سلط تقرير لموقع “ميدل ايست آي” البريطاني، الضوء على معاناة أهالي الحديدة واستغلال بؤس رجالها من أجل دفعهم للقتال بمعركة الحديدة مقابل الأموال، استعرض خلاله نماذج حية.

 

وكان فؤاد قادرًا على سماع صوت إقلاع الطائرات من المطار القريب من منزله في حي الربصة بالحديدة، لكن هدير محركات الطائرات النفاثة تجاوز دوي الحرب. في مارس (آذار) 2018 بدأت معركة الحديدة. إذ هاجمت القوات التي يقودها السعوديون وحلفاؤهم الميناء اليمني، الذي يمثل بوابة المعونات والواردات بالبلاد.

 

وفي أواخر يونيو (حزيران) باع فؤاد (الذي طلب عدم استخدام اسمه الحقيقي لأسباب تتعلق بالسلامة) دراجته النارية التي كان يعمل عليها بالتوصيل، ثم فر هو وأسرته مع العائلات التي نزحت خلال الأشهر الأربعة الماضية والبالغ عددها 35 ألف أسرة وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة. توجهوا أولًا إلى محافظة إب، في رحلة بالحافلة تقطع 225 كم في ست ساعات إلى منطقة أكثر أمنًا تحت سيطرة الحوثيين، وفق ترجمة موقع “ساسة بوست”.

قاتل وستصبح ثريًا

يقول فؤاد، البالغ من العمر 39 عامًا: «بقينا داخل مخيم مؤقت في محافظة إب لمدة أسبوعين، ولم يكن هناك أي مساعدة من المنظمات»، وأضاف: «كان هناك بعض الأشخاص الذين قدموا لنا بعض الطعام. شعرت بأنني صغير القيمة، أعتمد على الناس لمساعدتي، ثم بدأت في البحث عن العمل». الوظيفة التي وجدها فؤاد ستعيده في النهاية إلى بلدته، ولكن هذه المرة بدون عائلته.

انتشرت في المدينة، أعشاش القناصة والخنادق وحواجز الطرق. يوجد الآن هدوء نسبي في القتال، لكن طرفي النزاع مستمران في إرسال تعزيزات إلى المنطقة.

القوات الموالية عبد ربه منصور هادي بحاجة إلى مقاتلين يعرفون شوارع المدينة وضواحيها والمطارات والطرق. هل يوجد أفضل من الرجال الذين غادروا المدينة مؤخرًا؟

عَلم فؤاد من أحد أصدقائه عن وجود مخيم يمكث فيه النساء والأطفال، على بعد 180 كيلومترًا جنوبًا في محافظة لحج، التي تسيطر عليها قوات مؤيدة لهادي في حين يعود الرجال إلى الحديدة للقتال من أجل الرواتب العالية، التي تدفعها الرياض بالريال السعودي (الأكثر استقرارًا من العملة اليمنية المتدنية).

وقال فؤاد: «بعض أصدقائي انضموا بالفعل للقوات الموالية لهادي في معركة الحديدة، ويتلقون 4 آلاف ريال سعودي (1065 دولارًا) في الشهر». قارن ذلك بمبلغ 120 دولارًا الذي اعتاد فؤاد أن يحصل عليه من عمله في التوصيل أو بمبلغ 60 دولارًا الذي يحصل عليه العمال في الحديدة.