النباء اليقين

حجة: تشييعٌ جماهيريٌ مهيبٌ للشهيد العلامة عبدالرحمن اللاعي

 

 

تقرير:أيوب إدريس

—————–

هم العظماء الأطهار ضحَّـوْا، ومن أجل الله والمستضعفين للغالي والنفيس بذلوا ،وبدمائهم زكَّوْا ولنفوسهم من الله باعوا فنعمَ البائع ونعمَ المشتري .

 

عشق الشهادة فنالها وفي سبيل الله تحرّك ولنداء الله دعى ولبّّى..ومن بين أمّهات الكتب نهض وانطلق ثابتاً واعياً مستبصراً لا يخالجه الشك ،ولا يخالطه الرّيب إلى ميادين الجهاد حيث لا صوت يعلو على صوت الصواريخ وأزيز الرصاص .

 

في تشييعٍ مهيبٍ لم تشهدْه مديريةُ المفتاح شيـَّع أحرار الشـَّرفَيْن (المفتاح والمحابشة) محافظة حجة،جثمان الشهيد العلامة المجاهد عبدالرحمن حزام حزام اللاعي (أبو الفضل)،إلى روضة الشهداء بمديرية المفتاح، والذي لقي الله شهيداً سعيداً في جبهات الدفاع المقدّس ضد قوى البغي والغزو والطغيان .

 

انطلق المئاتُ بموكب العظمة تحفُّهم الملائكة ويباهي بهم رب السماء من المحابشة حتى روضة الشهداء ليودّعوا الشهيد العلامة المجاهد عبدالرحمن اللاعي ،ولعلّه ليس وداعاً بل هو لقاءٌ أبديٌ خالد لن ينقطع أبداً ،والمشيّعون يردّدون في نفوسهم سراً وعلانية (يا ليتنا كنا معك ) .!

 

استقبلت أمُّ الشهيد ولدَها الثالث مخضّباً مضرَّجاً بالدماء الطاهرة الزكيّة الزاكية والطيّبة المطيَّبة لتقبّل جبينه الطاهر الأغرَّ وتقول”هنيئاً لك الشهادة يا ولدي ” ،روح زينب الصِّدّيقة تجلّت هنا وإيمان فاطمة الزهراء بدا وشجاعة علي ظهرت .

 

مشهدٌ مهيبٌ وفخْـمٌ جليلٌ لا يمكن أن يوفيـّه حقَّه ومستحقّه إلا الله بإنْ حَبَا وكرّم هذه الأسرة بهذا الفضل والشرف ،فهي أسرة لا يليق بها إلا هذا الفوز وهذه المكانة العالية الرفيعة .

المشيّعون أكدوا بثبات راسخ وعزم لا يلين وإيمان لا شك فيه أنهم على درب الشهيد وكل الشهداء ماضون وسائرون ،وبمسيرة العلم والجهاد والوعي والبصيرة متمسّكون مستمسكون وعلى النواجذ عاضّون ولقوى الفساد والشر والطاغوت والاستبكار مقارعون فإما نصرٌ أو شهادة والله المستعان .

 

كان الشهيد خيرَ ممثّل لشعار “البصيرة البصيرة ثم الجهاد” ،وأعظمَ مجسِّدٍ للجهاد الحيدري الحسيني الزينبيّ.. أنْ “يارب إن كان هذا يرضيك فخُـذْ حتى ترضى” !

 

انطلقَ العلامة الشاعر المجاهد عبالرحمن اللاعي “أبو الفضل” إلى الجبهة مجاهداً صابرا محتسباً بعد مسيرة علمٍ وعملٍ وتدريسٍ وخطابةٍ ووعظٍ وحبٍ وعشقٍ للقاء الله كاد يُذهِب نفسَه شوقاً .

 

انطلقَ مجسّـِداً ل”تَزُولُ اَلْجِبَالُ وَ لاَ تَزُلْ عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ أَعِرِ اَللَّهَ جُمْجُمَتَكَ تِدْ فِي اَلْأَرْضِ قَدَمَكَ اِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى اَلْقَوْمِ وَ غُضَّ بَصَرَكَ تزول الجبال و لا تزل” .

 

 

لا غرو إذاً ولا عجب أن يرتقي العلامة المجاهد عبدالرحمن اللاعي شهيداً مدافعاً عن الأرض وذائداً عن العرض؛ فهو سليل أسرة المجد والمكارم والفضائل التي قدمت ثلاثة شهداء هو رابعهم ولن يكون آخرَهم كما أكّد أهله واخوانه .

إنها أسرة المرحوم “حزام حزام اللاعي” ..شجرةٌ طيبةٌ مباركة من فروعها وأغصانها من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً .

 

أسرة العلم والكرم ..الشعر والأدب ،التقوى والزهد الإخلاص والجهاد والتضحية والفداء .

 

فالشهيد العلامة عمار حزام اللاعي هو شهيدهم الأول وهو المربي والمعلّم ومن كان له الفضل بعد الله في تنشئتهم والذي طالته أيادي الإجرام في جامع الحشحوش في الجمعة الدامية،ثم المجاهد البطل حازم حزام اللاعي ارتقى شهيدا في جبهات الفداء والعزة والكرامة ،ثم ابن أخيهم المجاهد سمير محمد حزام اللاعي .

 

فهنيئاً لأسرة انجبتك يا أبا الفضل وسلامٌ على أمٍ ولدتك وبلدٍ نشأت فيها وأرض جاهدت فيها واستشهدت مدافعا عنها .

السلام عليك يا شهيدنا العظيم يوم درست وأرشدت وقطعت السهول والجبال والوديان لتنشر دين الله.

والسلام عليك يوم تمنّيت الشهادة ويوم نِلْتَها بجدارة لتلقى الله وتجاور الأحبة في الملكوت الأعلى مع النبيين والصّدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .