النباء اليقين

مشروع بناء الدولة

الهدهد / مقالات

بقلم / عبدالفتاح حيدرة

مشروع بناء الدولة اليمنية والجيش اليمني، يشرف على تنفيذه القائد اليمني ويحميه وعي المقاتل اليمني وترعاه قيم الشعب اليمني..

إن أبرز التيارات التي تؤكد على أولوية بناء الدولة وجيش الدولة في تاريخ البشر الفكري والسياسي والعسكري والاجتماعي والحضاري ، هي التيارات التي بنت دول وجيوش وإمبراطوريات أمم وشعوب قادت العالم نحو النور والوعي والقيم والمشروع الإنساني ، وصنعت تاريخ عزتها ومجد كرامتها، وحافظت على شرفها وشرف شعبها وأمتها، لأن هدف البناء للدولة وبناء جيش الدولة بالنسبة لهذه التيارات، هو هدف أصيل وثابت في حد ذاته، يحمل هدفاً لديه تفاصيل تلك الآليات التي تنفذ مشروع بناء الدولة وجيشها، هو الضامن الوحيد لفكر وعقيدة وموقف هذه التيارات لبناء وعي وقيم شعب دولتهم المستقلة والحرة والشريفة، الذي لابد أن يكون لهذا الشعب وهذه الدولة، جيش ومؤسسة عسكرية لحماية وحفظ وصون كرامة وسيادة الدولة وشعب الدولة معا ..

بينما ترى تيارات فلسفية أخرى أن الفرد هو الغاية الأسمى التي على أساس تلك الغاية يتم بناء الدولة، أي يتم بناء الدولة من أجل الفرد أساسا، ولكن هذه التوجهات لهذه التيارات كانت كلها في حالات السلم وبدايات انتشار الوعي ومحاولات تزواج الوعي مع القيم، وليست في حالات الحرب والصراع، وعلى الرغم من ذلك كانت أفكار هذه التيارات وهي في حالات السلم ليست مطلقة، بل كانت مرتبطة بسياقها الزمني والظروف التي دفعت بمفكريها وسياسييها وقادتها لاتخاذ قرار بناء الدولة وجيشها ، سواء بشكل واع أو بشكل لا إرادي ..

في ظل العدوان والحصار والحرب الدائرة على اليمن منذ أربع سنوات، ومع الغزاة والمحتلين والمرتزقة والخونة والعملاء والكيانات الإرهابية من كل حدب وصوب لمحاربة اليمن وشعب اليمن وجيش اليمن ودولة اليمن، برز في مواجهتهم تيار قيادي حر وشريف وحكيم وواعي لديه مشروع يطالب ببناء الدولة اليمنية وبناء الجيش اليمني، ويأتي هذا الطلب في ظل عدوان وغزو واحتلال وتكالب مرتزقة وخونة وعملاء العالم كله ..

وعلى الرغم من ذلك، كل يوم نكتشف ويتضح لنا أن اختيار تيار بناء الدولة اليمنية وبناء جيشها اليمني هو المقدّم الآن في وعي وقيم وحاجة المفكر اليمني والقائد اليمني والجيش اليمني والمواطن اليمني نفسه ، قد يتحجج البعض في وعي وقيم الفرد والمواطن اليمني، نقول لهذا المتحجج، أن مشروع بناء الدولة اليمنية القوية والمهابة وبناء الجيش اليمني، لا يتعارض إطلاقا مع حقه كفرد ومواطن يمني على المدى القريب أو المدى البعيد ، وإن بدا للبعض أو روج البعض أن هذا البناء الآن ضد المواطن والفرد اليمني في الوقت الحالي، فهو ترويج مخادع ومضلل، وترويج من باب مناكفات ومكايدات المصالح الشخصية، وهذا الترويج والمعارضة لبناء الدولة اليمنية وجيشها اليمني، ليس لأن بناء الدولة اليمنية والجيش اليمني ضد المواطن اليمني، بالعكس تماما ان بناء الدولة وجيش الدولة هو ضد المرتزقة والخونة والعملاء فقط، لأنهم سوف يجدون أنفسهم خارج حسابات محاصصة ومشاركة وظائف الدولة العليا ومناصب قيادة الجيش..
أما حجج فقهاء السياسة الملتزمين بالمفاوضات التي تديرها وتحتويها سياسة المجتمع الدولي، فإذا وضعنا في اعتبارنا ان الحرب في اليمن تديرها أصلا التدخلات الخارجية الدولية، فهذا الأمر بكله لم يعد مجرد صراع بين نظام حكم انصارالله (كسلطة أمر واقع) والشعب اليمني كشعب الدولة اليمنية، وانصارالله والشعب اليمني هما وحدهما الآن من يدافع عن الكرامة والشرف والاستقلال والسيادة للدولة اليمنية، ومن يطالبون ببناء جيش الدولة اليمنية ، الأمر ليس بقدر ما أصبحت اليمن (حاكما وشعبا ) تدافع عن سيادتها واستقلالها وحرية وكرامة وشرف شعبها ومواطنيها اليمنيين أمام صراع المكائد والمؤامرات الخارجية، التي يديرها الخونة والعملاء والمرتزقة على الأرض اليمنية كلها..
ان مشروع بناء الدولة اليمنية وأهمية البناء المؤسسي العسكري والإداري المنظم والمرتب للدولة اليمنية، الذي يحمي بناء الدولة اليمنية من جهة، ومن جهة أخرى يحمي شرف وكرامة المواطن اليمني داخل الدولة اليمنية، الدولة اليمنية التي يحكمها (وعي) مقاتل يمني نقي وطاهر وبطل وشجاع، و(قيم) شعب يمني مهاب وقوي وحر وشريف، و(مشروع) قائد يمني حكيم يملك مشروع (يد تبني ويد تحمي)، انه المشروع اليمني الفردي والجماعي والشعبي والوطني والقومي، ان مشروع بناء الدولة اليمنية والجيش اليمني ، هو مشروع المواطن اليمني والمقاتل اليمني والقائد اليمني معا (يدا بيد) ، وتيار المتمسكين بمشروع بناء الدولة اليمنية وجيشها اليمني يصب في صالح الإنسان والمواطن والموظف والجندي والمقاتل والقائد اليمني، على اعتبار أن سقوط أو انهيار الدولة اليمنية أو احتلالها أو تلاشيها أو تفتيتها أو تشطيرها أو أقلمتها، سوف يصيب حرية كل يمني وكرامته وشرفه ووعيه وقيمه ومشروعه في مقتل، وسوف يحول مؤسسة الجيش اليمني مباشرة إلى مرتزقة وإرهابيين ودروع بشرية وحطب لجيوش الغزو والاحتلال ، ضد أهلهم وقبائلهم وشعبهم ووطنهم..

كذلك فإن تيارات المعارضين أو المتشائمين أو المشككين في مشروع بناء الدولة اليمنية والجيش اليمني، سواء كانوا من المتحججين بحرية وديمقراطية المواطن اليمني، او من يتحججون بحق المواطن اليمني الثوري وتضحيته الشعبية ، هؤلاء ليسوا سوى عميان بصر وبصيرة، ولا ينظرون إلا إلى ما بين أقدامهم فقط، ففي حالات مشاريع احتلال وغزو بلدهم وتفتيت بلدهم وتشطير بلدهم وأقلمة بلدهم، وهم يعارضون بناء دولتهم وبناء جيشهم، فإنهم لا يسعون إلا لفرض حالات الفوضى العارمة ، الفوضى التي يحصلون من خلال مفاوضات إيقافها على ضمانات بقائهم ووجودهم في مناصب الدولة العليا، وفي قيادات الجيش، فلا هدف الصنف الأول حرية ديمقراطية المواطن اليمني ، ولا هدف الصنف الثاني ثورية الشعب اليمني، هدفهم هو تجنيد وتحشيد المواطن اليمني والشعب اليمني والجيش اليمني والدولة اليمنية ليكون الكل حطبا لحرب داخلية يمنية يمنية، وبالتالي فإن هذا الأمر يعد تنفيذا ملزما للطرفين لمخطط تحالف العدوان على اليمن، وهو الذهاب باليمن باتجاه (حرب الجميع ضد الجميع)..

 

إن الحرب على اليمن يا سادة، أكثر من مجرد حرب دول وجيوش ومرتزقة عاديين ، او حرب كونية ونظامية وأهلية عادية، إنها حرب تجمع ما بين حروب المرتزقة وحروب العصابات والحروب النظامية على مشروع بناء الدولة اليمنية ومشروع بناء الجيش اليمني، وحرب على وعي المقاتل اليمني وقيم الشعب اليمني ومشروع القائد اليمني ، إنها حرب أوسع من نطاق اليمن الجغرافي والثقافي والعسكري، لكونها تدخل في دائرة تصفية الحسابات الدولية والإقليمية، ضد حسابات وعي وقيم ومشروع الدولة اليمنية ذاتها والجيش اليمني ذاته، والمواطن والشعب اليمني ذاته، ومن يرفع بصره قليلا من بين قدميه سوف يجد نجمة داوود الإسرائيلية هي الراعي الرسمي الذي يقف خلف هذا المسرح، وهي التي تدير كل الأراجوزات السعودية والإماراتية والسودانية واليمنية والممثلين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين..