النباء اليقين

ماذا جاء يفعل المبعوث الاممي في اليمن؟

زار غريقيث مندوب الامم المتحدة مرة ثانية اليمن وهو يحمل رسالتين الاولى تغطية الهجوم على الساحل الغربي والثاني تهديدية تهويلية بانه ان لم يرضخ اليمنيون للشروط الاستسلامية لدول العدوان ومن خلفها اميركا والكيان الصهيوني، فان هذا الهجوم سيفعّل اكثر بدعم اميركي.

اواخر اذار مارس الماضي، استقبل قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي، المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث. قلنا يومها، لو لم يحمل الرجل رسالة استثنائية لما التقاه السيد بل كان التقاه اي مسؤول اخر في الحركة، نظرا للاعتبارات الامنية المشددة والمخاطر التي تحيط بالسيد الحوثي، وخمنا يومها ايضا، انه ربما ايضا هناك رسالة هامة يريد السيد ايصالها للمجتمع الدولي عبر غريفيث لذا قبل السيد باللقاء.

سبق تلك الزيارة ورافقها، ارتكاب دول العدوان مجازر متنقلة وشبه يومية بحق مدنيي اليمن باطفالهم ونسائهم فضلا عن استمرار الحصار والتجويع.

منذ اذار مارس وحتى اليوم، لم نسمع، ان غريفيث عرض مبادرة بناء على نتائج جولته تلك التي طالت ايضا اطراف النزاع الاخرين في السعودية وغيرها، رغم مرور اكثر من شهرين عليها..

لم يكن بالامكان انذاك الا ابداء حسن الظن باعتبار ان الرجل يزور اليمن للمرة الاولى بعد تعيينه في منصب مبعوث، الا ان خبث الظن لا بد ان يقودنا الى انه كان يغطي سياسيا، تلك المجازر التي كان ترتكبها الات دول العدوان باشكال مختلفة..

الان كرر غريفيث جولته على اطراف النزاع، ثم غادر صنعاء خاتما بلقاء مع السيد الحوثي ايضا.

فماذا حمل؟ وماذا ابلغ؟

هل ابلغ المعنيين بمبادرة تنفيذية؟ او طرح اقتراحا لوقف العدوان للبدء بالتفاوض؟ لم يعلن عن ذلك …

اذا ما ربطنا ظروف جولة اليوم بظروف جولة الامس.. نجدها قريبة جدا…فالمجازر كانت بالامس واليوم هناك هجوم عنيف على الساحل الغربي لليمن يستهدف الحديدة وميناءها..

ما يمكن استنتاجه، هو ان غريفيث جاء يحمل رسالتين، الاولى تغطية الهجوم على الساحل الغربي والثاني تهديدية تهويلية بانه ان لم يرضخ اليمنيون للشروط الاستسلامية لدول العدوان ومن خلفها امريكا والكيان الصهيوني، فان هذا الهجوم سيفعّل اكثر بدعم امريكي. لان الامر مرتبط بحركة الملاحة في البحر وما يعني ذلك من اهمية للاسرائيليين.

لذا فان واشنطن والامم المتحدة بعثتا برسالة علنية في هذ ا لاطار، تدعيان فيها انهما حذرتا الامارات، من الهجوم على الحديدة ومينائها، لان ذلك سيتسبب بــ”كارثة نسانية”. اي انه ان لم تصل الامور الى حلول، فاننا نهددكم بكارثة انسانية.. مع العلم ان واشنطن تطلب وتأمر الامارات، ولا تحذرها، وهذا يعرفه القاصي والداني.

ما يمكن استخلاصه، من هذه الاجواء، هو ان الهجوم على الساحل الغربي فشل .. بالعديد من الادلة..

1- المتحدث باسم تحالف العدوان تركي المالكي سئل عن اسباب عدم السيطرة على الحديدة حتى الان، فادعى، “ان التقدم لم يتباطأ في الأيام الاخيرة، لكن القوات الموالية للحكومة “تستقدم تعزيزات (…) وتزيل ألغاما (…) استعدادا لعمليات لاحقة”. وهذا يشير الى امرين الاول، ان هذه القوات دخلت المعركة دون تخطيط او تقدير لحاجاتها العسكرية البشرية والالية وهذا يعني فشل وعار على جيش يدخل معركة دون تخطيط، والثاني ان هذه القوات خططت ولكنها فشلت ميدانية وهزمت، وهذا الرأي الارجح، اذا ما ربطناه بحقائق الواقع الميداني.

ايضا من الادلة، ان قوات المالكي قالت انها على بعد تسعة كليومترات عن الحديدة، ثم في اليوم التالي قالت انها على بعد ثلاثة عشر كليومترا، واليوم لم نعد نعلم اين اصبحت، اهي تتقدم ام تتراجع .

غير ان المالكي وبعد ان برر عدم بانتظار الاتيان بتعززيات عسكرية، عاد ليبرر بان عدم السيطرة على الحديدة هو انساني، وهدفه “المحافظة على أرواح المدنيين”، وكأن من ارتكب المجازر البشعة ضد مدنيي اليمن على مدى اكثر من ثلاث سنوات، هم اناس اتوا من المريخ وايدي السعوديين والاماراتيين بيضاء لا تقطر دما ابدا.

ومتى ستستأنف القوات المعادية الهجوم في الساحل الغربي، يجب المالكي، “عندما تستَوفى كافة المعايير سوف تتقدم القوات لتحرير الحديدة”…

اذا كان الجانب الانسانية في القضية لم يتغير، واستقدمت التعزيزات، فهل سيبدأ المالكي بالتقدم ميدانيا حتى لو قبلنا بادعاء استقدام التعزيزات العسكرية؟ الكل يعلم ان دول العدوان لن تتوانى عن الهجوم لحظة اذا ضمنت نجاحه حتى لو كان على حساب سحق كل اليمنيين.

اذا من مهمة المبعوث الاممي الاهم وذات الاولوية في هذه الجولة، هي انقاذ وحفظ ماء وجه دول العدوان بعد هزيمة الساحل والبحث عن مخرج لها.

2- اعادة طرح غريفيث مبادرة وضع ميناء الحديدة تحت الاشراف الاممي هدفها الاطباق بشكل كامل على اخر شريان حياة لليمن. مع الاشارة الى ان هذه هي مبادرة مربع الشر (الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي)، ويهدف الى تحقيق ما عجز عنه هذا المربع بالميدان، عن طريق سياسة التهديد.

3 – كيف يمكن تصديق واشنطن، وهي اليوم تحذر الامارات من شن هجوم على الحديدة وبالامس كانت تبحث في توسيع المساعدات للامارات للسيطرة على ميناء الحديدة. حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية عن اَن ادارة ترامب تنظر في توسيعِ مساعداتها العسكرية للامارات للسيطرة على ميناء الحديدة، وان الادارة لم تتخذ قرارا نهائيا بعد في هذا الشأن، مضيفة نقلا عن مسؤول اميركي ان شكوكا لا تزال موجودة حول العملية العسكريةِ في الحديدة وحولَ قدرةِ التحالف السعودي على انهائها دونَ وقوعِ اي حادث كارثي بحسب الصحيفة. وهذا بحد ذاته اعتراف امريكي بصعوبة معركة العدوان في الساحل، لا سيما وان السعودية والامارات كانتا طلبتا من واشنطن المساعدةَ في شن الهجوم للسيطرة على ميناءِ الحديدة، ما يعني انهما بمفردهما، ودون المساعدة الامريكية، عاجزتين عن السيطرة عليه.

4- لو كان المبعوث الاممي ومعه المجتمع الدولي صادقان في البحث عن حل سياسي للازمة اليمنية، فعل الاقل عليهما وقف العدوان كبادرة حسنية، ومن ثم الدخول في مفاوضات.

لا يمكن الاعتقاد بان مهمة غريفيث كانت شريفة، بل اهدافها تتخطى المصلحة اليمنية الى مصلحة دول العدوان وداعميها. ما يعني ان جولته الثانية هذه لن تأتي بنتائج.

ما يمكن قوله ان قرار اليمنيين بايديهم، اما قرار دول العدوان فبيد غيرها. وبالتالي اليمنيون ابلغوا المبعوث الاممي ان ايديهم ممدودة للسلام كما هي على الزناد، وفقا لما قاله الرئيس مهدي المشاط، ولا ندري ما كان جواب المبعوث بالوكالة عن هذا الموقف.

د حكم امهز