النباء اليقين

كانوا نمورا ….لكن من ورق!        


بقلم الدكتور/ أحمد عبدالله الصعدي

كل مواطن يمني ، بإستثناء من فقدوا احترامهم لذواتهم الوطنية وانتمائهم لأهلهم وشعبهم ، وجعلوا من أنفسهم قطع اسفنج يمسح بها العدو السعودي الإماراتي ومن يقف خلفه قذاراته وصديد أحقاده ، لا بد أنه شعر بإهانة بالغة وهو يستمع للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر عندما أخذ يشرح الجثة المتعفنة والمتفسخة لنظام الحكم ورموزه قبل سبتمبر 2014 ، وكيف كان صاحب السعادة السفير يصول ويجول في البلاد ، مطلق الصلاحية والنفوذ ، يأمر فيطاع بما في ذلك عندما يأمر القوات الجوية وهي من أخطر فروع القوات المسلحة ، بعيدا عن الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ورغما عنه . وتذكرنا الحقيقة المرة  التي جاءت على لسان السفير بتباكي الرئيس الدمية ومعه طابور طويل من ممتهني الإفك والنفاق ، وشكواه من تعدي (( المليشيات)) على صلاحياته التي كانت في واقع الأمر أضعف وأدنى من صلاحيات السفير السعودي ، ما يعني بوضوح وبالمعنى الحقيقي للشكوى أن تعدي ((المليشيات)) كان على صلاحيات السفير السعودي غير  المحدودة . وهذا ما عبر عنه في حينه الكاتب السعودي المقرب من قيادة المملكة زمن الملك عبدالله جمال خاشقجي ، الذي اعتبر أن ما حدث في 21/سبتمبر/2014 هو أخطر تحول في اليمن يمس المملكة  العربية السعودية مباشرة منذ 1970 و ان المملكة هي أكثر الأطراف تأثرا بهذا الحدث الكبير معتبرا أن من مصلحة السعودية  التكيف مع واقع أنها لن تكون بعد ذلك اليوم اللاعب الوحيد على الساحة اليمنية .

كان علي محسن ، وعلى مدى عقود من الزمن اليد اليمنى لرئيس الجمهورية علي عبدالله صالح ، وكانا شريكين في اهدار السيادة والمصالح الوطنية لإرضاء مملكة بني سعود على وجه الخصوص إلى أن فرقتهما شهوة التوريث ، ومغريات الخلود ، وفي أحيان وأمور معينة كان هو الرئيس الفعلي ، وكان اسمه إذا ذكر كاف لوحده بإثارة هلع المعارضين وخوف الموالين باعتباره رجل الحسم والقسوة الذي لا يبتسم ، وصاحب المقصلة التي لا ترحم .

لقد جاء حديث السفير آل جابر وهو قطرة مما تخفيه المخابرات السعودية من أسرار عن الصور الحقيقية لمن تربعوا على مقاليد حكم اليمن وأهدروا كرامة اليمنيين واستهووا الرقص على رؤوسهم لينكأ الجراح المصحوبة بشعور من الخزي لدى اليمنيين الذين ارتعبوا من أناس جعلت منهم السلطة والنفوذ أساطير و ليبين كم كانت هذه الأساطير ضئيلة القيمة و وضيعة الشأن عند جار السوء .

 كشف حديث السفير السعودي لمن لم يكن يعرف او كان يتعامى هشاشة مؤسسات الدولة ورخاوتها أمام السيد السعودي حتى لو كان بدرجة سفير ناهيك عن ولي العهد او الملك ! وكشف حديث السفير  أن المؤسسات التي كانت تستخدم للفرجة ، والشخصيات المتحكمة بمصير البلاد نمور من ورق . نقول نمور من ورق وفي هذا التشبيه بعض من الاحترام أما في نظر السفير الجابر ومن يمثلهم في مملكة وتحالف الغزو والعدوان فليسو إلا ((ورق تواليت)) ، ورغم كل شيء ما يزالون مخلصين في أداء الأدوار المخزية والإجرامية بخسة ووضاعة لا نظير لهما .
 حقا المرء حيث يضع نفسه و ((ذي ما يريد العز مايستاهلة .. واحنا هدفنا المشتري والا سهيل )) .