النباء اليقين

معركة التحرير لم تبدأ بعد

الهدهد / مقالات

بقلم /  زيد البعوه.

ما ينبغي ان يدركه الجميع الشعب اليمني ودول العدوان هو أننا اليوم نخوض معركة الدفاع عن أنفسنا وعن وطننا وعن وجودنا من زمرة الشر الطاغوتية التي تريد ان تحتل اليمن وتسيطر عليه وتنهب ثرواته وتستعبد أهله لهذا مهما طال أمد المعركة ومهما تقدم العدوان في بعض المناطق فهذا لا يعني أن الشعب اليمني أصبح ضعيفاً وانه خسر المعركة أبدا فالمعركة لا تزال مستمرة ولا نزال اليوم في معركة الدفاع ولم تبدأ معركة التحرير بعد..

وعلى دول العدوان أن لا تفرح كثيراً إذا سيطرت على بعض المناطق اليمنية مثل المحافظات الجنوبية وغيرها فالشعب اليمني اليوم يخوض معركة كبيرة جداً كانت تهدف إلى احتلال وطنه بشكل كامل في بضع شهور وأيام إلا أن ذلك لم يحصل نتيجة صمود شعبنا وتضحياته وجهاد أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية ..

في سوريا ست سنوات حرب تمكنت فيها داعش والجماعات الإرهابية من السيطرة على اغلب المدن لم يستسلم السوريون ولم ييأسوا بل تحركوا وانطلقوا ويوماً بعد يوم وهم يعلنون عن تحرير عدد من المناطق والقرى بل وصل بهم الحال إلى تحرير اكبر المدن السورية حلب كذلك بالنسبة للعراقيين الذين كانت داعش قد سيطرت على عدد من المدن وحين جمعوا أمرهم وقرروا تحرير بلادهم كل يوم نسمع خبراً عن تحرير منطقة ومدينة وقرية ومطار وميناء وهكذا ..

وكما هو معروف عبر التاريخ العالمي والإسلامي أن أي مستعمر واي محتل لوطن غير وطنه لا يدوم طويلاً ما دامت هناك إرادة شعبية ووطنية للتحرير ودحر وطرد المستعمر وللسعودية والإمارات وأمريكا عبره في المستعمر العثماني واالبريطاني الدولتين اللتين كانتا أقوى إمبراطوريات في عصرهما واحتلتا الكثير من البلدان لكنهما في الأخير انكمشتا وهزمتا واندحرتا بفضل ثورات الشعوب وصحوتها وتحركها الجهادي والتحرري ..

وما دام الشعب اليمني بهذه الروحية الجهادية وعلى هذه الوتيرة العالية من الصمود ولديه الإرادة والعزيمة في مواصلة خوض غمار المعركة مع العدو في إطار الدفاع عن كيانه ووجوده وما تبقى من أراضيه فهو كذلك قادر وسيعمل على تحرير كل شبر من أرضه مهما طال الزمان فنحن أصحاب الأرض وسكانها الأصليون وأصحاب القضية المحقة والعادلة وقد أصبح الجهاد عملا من أعمالنا اليومية والدائمة بعزيمة وثبات وصمود أسطوري يجعل العدو يصاب بالإحباط والهزيمة النفسية والمعنوية ..

ومع استمرار المعركة الدفاعية والتي أثبتت جدواها وجدارتها وألحقت بالمعتدين اشد النكيات والخسائر في العدة والعتاد في صفوف العدو على مدى أكثر من 3 أعوام هذا يعتبر شيئا إيجابياً يؤهل مجتمعنا لهزيمة العدوان والانتقال إلى مرحلة التحرير والتي لن تكون اشد خطورة من معركة الدفاع بل ستكون قوية وسهلة على شعبنا وشديدة وقاصمة على المستعمر كما هو معروف عن معركة التحرير في كل زمان ومكان فهناك الكثير من مقومات القوه والانتصار مع شعبنا أهمها معية الله وأحقية القضية وملكية الأرض والكيان اليمني الأصيل المتمثل بالمجتمع والإرادة الصلبة والروح الجهادية والثورية وبكل هذه المقومات سنستطيع بإذن الله أن نحرر كل شبر دنسته أقدام المستعمرين والأيام القادمة ستثبت ذلك.