النباء اليقين

الرئيس المشاط:اليمن بوحدتها أقوى وبموقعها الجغرافي أشد قوة وستظل محل أطماع قوى الاستكبار 

أكد رئيس «المجلس السياسي الأعلى» ، مهدي المشاط، أن الوحدة اليمنية هي الثابت على مر التاريخ، بينما الانفصال هو المتغير الذي لا يمكث في الأرض.

 

وقال المشاط، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ27 لتحقيق الوحدة اليمنية، في الـ 22 من مايو العام 1990، إن «دول الجوار وفي مقدمتها السعودية، تعاطت مع الوحدة اليمنية كمصدر للخطر على قوتها وموقعها في الإقليم، فأرخت عنانها لتعبث بالوحدة كمبدأ وفكرة، عبر أدواتها المتمثلة في عدد من الأنظمة التي حكمت اليمن، مستغلة الوحدة السياسية لمصالح شخصية، فعمدت تلك الشخصيات إلى تشويه الوحدة سلوكاً وممارسة، لإسقاط المعنى العظيم للوحدة اليمنية، الذي تشربه وترعرع عليه أبناء الشعب اليمني في قلوبهم».

 

وأكد أن «اليمن غنية برجالها وثرواتها، وهي بوحدتها أقوى وبموقعها الجغرافي أشد قوة، ولذلك فقد كانت وستظل محل أطماع قوى الاستكبار والهيمنة بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومن سار في فلكهم»، مشيراً إلى أن «اليمن ستظل قوية ومنيعة ومقبرة تتجدد في وجه الغزاة كما كانت على مر التاريخ، وهيهات لأطماع الغزاة الجدد أن تتحقق وفي اليمن، رجال الرجال أولو القوة والبأس الشديد من رجال الجيش واللجان الشعبية، وكل أبناء اليمن الشرفاء الذين تحطمت على صخرة صمودهم كل المؤامرات، وأجهض وعيهم الثائر محاولات التقسيم والشرذمة لليمن».

 

ولفت المشاط إلى أن انكشاف التحالف العربي بعد ثلاث سنوات من الحرب والحصار، قائلاً «وبعد ثلاث سنوات من الصمود اليمني، انكشفت عورة العدو»، مؤكداً أن «التحالف بدأ بتبجح باحتلاله للأراضي اليمنية»، معتبراً «ما تقوم به الإمارات في سقطرى وعدن احتلال بكل ما تحمله الكلمة من معنى».

 

وأشار رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، إلى أن «ما يحدث الآن سبق التحذير منه من قبل القيادة السياسية منذ بداية العدوان في مارس العام 2015، وأكدنا على أن ما تقوم به دول ما يسمى بالتحالف هو عدوان بيِّن، وهو غزو واحتلال لليمن، فلا ما يسمى بالشرعية، ولا الوحدة اليمنية يعنيها، ولن نجازف بالقول إن هذا الاحتلال بقيادة السعودية والإمارات لن يسمح بالوحدة، ولن يسمح حتى بالانفصال، فضمان بقائه هو عدم استقرار اليمن، واتساع رقعة الخلافات فيه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وليس الواقع الأمني والاقتصادي وحتى السياسي في المناطق التي يسمونها محررة عنكم ببعيد».

 

ودعا المشاط «كل الأحرار والغيارى في مناطق الاحتلال، إلى التحرك الجاد والمسؤول لمواجهة مشاريع الغزو والاحتلال بكل الوسائل، ونشيد بالوعي المتنامي في المناطق المحتلة ضد الاحتلال، وسنهيئ كافة السبل لتعزيز هذا الوعي، والتحرك الوطني المسؤول والجاد، لطرد الاحتلال الجديد الذي تجاوز ممارسات الاستعمار البريطاني البغيض».

 

وأضاف «مما لاشك فيه أن الأرض المباركة التي أنجبت ثوار أكتوبر المجيد، من أمثال البطل راجح لبوزة، كفيلة اليوم بأن تنجب أمثاله، وأن تنتفض في وجه انذل الغزاة والمحتلين، الذين استأجروا المرتزقة من كل أصقاع الأرض لاحتلال اليمن والنيل من أمنه واستقراره وتمكين الإرهاب من أراضيه».

 

وشدد المشاط على تعزيز اللحمة الداخلية وتماسكها، مشيراً إلى أن «الشعب اليمني يخوض أم المعارك في وجه في وجه هذا الاستكبار والتغطرس والعربدة، الذي يمارس ضد بلادنا وشعبنا الشامخ والأبي، في ظل صمت عالمي غير مستغرب، لكنه مدان ومرفوض، وسيظل وصمة عار في جبين كل المؤسسات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وتحافظ على الأمن والسلام الدوليين».

 

وتوجه المشاط إلى كل القوى الوطنية من أحزاب ومكونات سياسية يمنية، داعياً «إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا، والاصطفاف ضمن مشروع بناء الدولة، الذي أطلقه الرئيس الشهيد المجاهد صالح علي الصماد»، مشيراً إلى أن «مشروع بناء الدولة، يعد سفينة النجاة لكل اليمنيين، وهو الكفيل بتجاوز الصراعات والخلافات، وهو المشروع الوطني الجامع الكفيل بتحقيق المصلحة الوطنية العليا، التي دائماً ما تؤكد الأحزاب والمكونات السياسية أنها تناضل من أجلها، فتعالوا جميعاً شمالاً وجنوباً، أحزاباً ومكونات سياسية، لنبني معاً يمناً قوياً يشارك فيه الجميع بشراكة ومسؤولية واقتدار، للعبور باليمن إلى بر السلام المشرف، الذي يحفظ لليمن قوته ووحدته ومنعته وإرادته وسيادته واستقلاله في المنطقة والإقليم والعالم».