النباء اليقين

الجنوب السوري إلى أين؟

يعيش الجنوب السوري، الغائب حالياً عن مسرح العمليات العسكرية للجيش السوري، حالة تخبط واضطراب بسبب خضوع الفصائل المسلحة المنتشرة هناك لأوامر غرف الداعمين من جهة وبين الضغط الشعبي الرافض لسياسة هذه الفصائل من جهة أخرى.

 

فبعد الأنباء التي تحدثت عن توجه وفد من أبناء الحارة إلى السويداء من أجل وضع بنود اتفاق لعودة المنطقة إلى حضن الوطن وإعادة الخدمات الحكومية من مؤسسات ومخافر وفتح طرق وعودة الأمور لما كانت عليه من أمن واستقرار وإلغاء جميع المظاهر المسلحة، وسط ترحيب شعبي واسع لذلك؛ تفاجأ أبناء المنطقة بعد أيام بتشكيل مجلس عسكري موحد لما يسمى (الجيش الحر) يضم الفصائل المسلحة المنتشرة هناك تحت مسمى (تحالف بركان الحارة) بقيادة “أبوشكيب” القائد العام ونائبه “يوسف فروخ” القائد العسكري.

ومن الفصائل الإرهابية المنضمة لهذا التحالف المدعوم من غرفة الموك المتواجدة في الأردن “فصيل فرسان الحق” بقيادة أبو متعب وفصيل (أنصار الحق) بقيادة “باسل الزرقان” وكتيبة (المجاهدين) بقيادة “صهيب القواريط”.

والهدف من هذا التحالف حسب ما صدر في بيان التأسيس هو مواجهة الجيش السوري ورفض الانصياع للدولة السورية بإلقاء السلاح.

والغريب في الأمر أنه بالرغم من هذا التحالف مازالت عمليات الاغتيال موجودة بين عناصر هذه المجموعات عن طريق زرع عبوات ناسفة أو كمائن في الطرق التي يسلكها عناصر وقادة الفصيل الآخر.

وفي الجانب المخالف تماماً لما يحدث قد علمنا حسب مصادرنا الخاصة عن اتصالات يجريها بعض مشايخ المنطقة المشاركين في وفد المصالحة الذي زار السويداء مؤخراً مع الحكومة السورية؛ مؤكدين رفضهم لما يحدث بين الفصائل المسلحة وتمسكهم بخيار السلم والوحدة الوطنية.

وتبقى الآمال في درعا معلّقة على جهود الأهالي للانتفاصة على السلاح الذي يرهق حياتهم ويبعدهم عن الأمان في كنف دولتهم والعمل على تحكيم العقل وتنبيه قادة المجموعات المسلحة للاستفادة من الدروس السابقة لما حصل مع مسلحي الغوطة الشرقية وريف حمص حيث خرجوا بالباصات الخضراء نحو محافظة إدلب ليعيشوا الذل هناك ويراقبوا الصراع الدموي الملتهب بين المجموعات المسلحة.

ليبقى السؤال هنا؛ هل يكون تحالف (بركان الحارة) سنداً للجيش السوري وداعماً له ضد جماعة (داعش) الارهابية في منطقة حوض اليرموك أو يكون سبباً في المزيد من هدر الدماء ليلقى أخيراً مصير من سبقه إلى الباصات الخضراء؟

* عماد الشامي