النباء اليقين

اين ربيع قلبونا ؟!

عفاف محمد

ياهذا الربيع المخضر ..اين ربيع قلبي ما عدت ألقاه ؟!

يا هذه الزهرات لما صرتي جامدة وغير بهية انكي اليوم تشبهين نفسي ..

لما وجه الكون كئيب ولون الصبح قاتم مغبر 

لما حتى الجداول تجمدت كتجمد الدماء في عروقي ؟!

اين رونق الحياة الذي كان

انه وجيب قلبي يحدثني ان لا هجوع ولا رجوع لتلك البهجة وذاك الأنسجام مع ترانيم الحياة 

فلا الماء يجري في السواقي ولا أشعة الشمس تبترق ولا القمر يضئ عتمة الليل المفجع 

انه قطار الموت يزحف نحونا على مهل ويجتر خلفه أنفس قد أنهكها الوجع وسرى في عمقها الهلع 

عرفت سر كأبتي وسر جمودي وسر عدم نظارة الأشياء الكونية 

انها البغيضة الممفترشة الجناحين في السماء ..

انها الناعقة كغراب سوء ينذر بالبلاء 

كنت أخالها عصفور طليق يرفرف في السماء ..كنت أخالها حلماً يرجوه كل الطامحين كي يعرفون ما خلف تلك الحدود 

كنا نحلم بأعتلائها وبأن نطالها 

منذ كنت في اليفاع رأيتها حمامة تحمل غصن السلام ..

لكنها فجاءة وفي احدى ليالي آذار تحولت لطير جارح يحتسي لحم البشر ومن بين موجة الأحلام تلك انقضت علينا تلك الطائرة الحائمة في السماء!

وخلفت فواجع رسمت ملامح الذهول والهلع والوجع والبكاء 

لما هي تقصدنا ؟! 

لما هي تحصدنا ؟!

لما هي تنهشنا ؟!

من ذا يعيد لتلك البراءة تلك الصور 

ومن يعيد أحجار منزل بات ركام فوق أكوام البشر 

من ذا يعيد الأشلاء لتعود الدماء تسري بداخلها من جديد 

لما هي وحشية وهمجية 

لما تبدل جمالها قبح 

اصبحنا نكره اسمها وشكلها وبنغض صوتها 

هي من سرقت ارواح عزيزه علينا

سرقت روح الطفل وامه 

رقا الدمع في المأقي وسكن كسكون البحر 

اصبحنا ننزف بدماء وبلا دماء 

ناشدنا أوجه وهمية 

اصبح المشهد اشبه بحفلة تنكرية 

ليل اسود وبرد قارص وعواء ذئاب 

وقصر يعلو قمة جبل 

الأوجه تتشابه ولا تتشابه 

أقنعة تتبدل في خبث

واجمة عابسة قاطبة الحواجب 

ان هي بسمت برزت أنياب كحد السكين وان هي ضحكت تموج الأرض وننبطح 

ويأتي قطار الموت ثانية ليحمل كم اكبر 

من اروح تحتضر 

ويأتي صوت الرعد ويخالطه صوت 

نعيق من السماء 

انها هي تلك نفسها تلك الحائمة 

انها طائرة الشر تعود من جديد 

لها وجه يشبه قطار الموت 

بل ان  نفس الغاية تجمعهم 

تداعي الأرواح 

الموت 

وبعد كل هذا 

هل يسألني احدهم لما تبحثين عن ربيع قلبك ؟!