النباء اليقين

 نص بيان التظاهرة النسائية الحاشدة بصنعاء تنديدا لجريم الخوخة “

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جبار السموات والأرضين , والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى اله الطاهرين ,ولا عدوان إلا على الظالمين .

ثلاثة أعوام كاملة على أبشع وأعنف عدوان عرفته البشرية قديما وحديثا , عدوان دمر كل مقومات العيش الكريم في البلدة الطيبة ,حول بلاد العرب السعيدة إلى مأساة كبرى , عدوان ساوى بين الجميع ولم يفرق بين الرجل والمرأة والكبير والصغير فالكل كان هدفا والكل في نظر من جاءوا ليدافعوا عن المقدسات الإسلامية تحت راية أمريكا واسرائيل عدو للعروبة والحضارة والرقي حتى إن كان مرتزقا في صف العدوان, عدوان هلل له وكبر شذاذا الآفاق ومعدومي الرجولة والشرف واصطفوا تحت لوائه وتجندوا له وقاتلوا معه فدمروا أرضهم ونكلوا بأبناء شعبهم ظنا منهم أن هذا العدو سيمنحهم الامتيازات والمناصب وهذا ما كان فعلا فالمناطق التي تسمى زورا وبهتانا بالمحررة كانت ساحة الامتياز الأولى للقتل والاغتيالات والانتهاكات , سجون جماعية يؤخذ الناس إليها بالجملة , معتقلات سرية يجري فيها كل أنواع التعذيب , قتل واغتيالات للعلماء والخطباء وأصحاب الرأي , حرمان من أبسط مقومات الحياة الكريمة الماء والكهرباء والراتب 

ليس هذا فقط بل وصل الأمر أن يعتدي المحتل الحقير على النساء ويغتصب العرض بعد أن اغتصب الأرض دون أن يشفع لهؤلاء النسوة أن بعض أهلهن من قيادات المرتزقة, في حادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة مالم يعي كل الحمقى والمرتزقة أن الدائرة ستدور عليهم جميعا مالم يقفوا الموقف الصحيح الذي يرضي الله عنهم ويحفظ  لهم ما تبقى من كرامتهم إن كان ثمة كرامة لديهم أصلا

ولأجل هذه الجريمة النكراء جريمة اغتصاب امرأة في الخوخة خرجنا نحن نساء أمانة العاصمة من مختلف التوجهات السياسية  غضبا لله ولدينه , غضبا لأرضنا ولعرضنا , واستهجانا لكل نبرات الاستسلام والدياثة والانحراف التي يطلقها البعض نكاية في خصومه السياسيين , خرجنا عجبا ممن يحاول أن يصور الموضوع كحادثة عرضية وكيف لا وقد استقدوا شذاذ الآفاق من كل حدب وصوب وهم يعلمون يقينا أنهم لن يفعلوا إلا ما تعودوا عليه 

خرجنا اليوم في وقفتنا الغاضبة لنؤكد على الرسائل الأتية  :
أولا : لرجال الرجال وأرباب العزة والكرامة والشرف كان الله معكم وثبت أقدامكم ونصركم وأعز بكم الدين والمؤمنين فما ننعم به اليوم من الحرية والرفعة إنما هو ثمرة واحدة من ثمار صركم وعزمكم  طالما وأنتم تتلون قوله عز وجل ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )) نشد على أياديكم ونقبل التراب تحت أقدامكم ونسأل الله أن يشفي على أيديكم وببأس سواعدكم وعقولكم غيظ قلوبنا من الجندي السوداني وكل المحتلين الغزاة وكل قوى العدوان إنه على ما يشاء قدير.
ثانيا : لتلك المرأة اليمنية الحرة التي انتهك حرمتها ذلك المرتزق السوداني الحقير نقول لها عرضك اختي لم ينتهك ذلك اليوم بل انتهك حين قبل بعض أهلك للأسف بأن تغتصب الأرض وأن تنتقص السيادة وأن يكونوا مجرد أحذية للمحتلين والطغاة , وأعلمي اختنا يقينا أن الله ناصر المستضعفين ما داموا متمسكين بحبله واثقين بقوته واعلمي أن لله جنودا من أبناء بلدك الطاهر قد سطر بأيديهم أروع أمثلة الشجاعة سيأخذون بثأرك وثأر كل حر وحرة على تراب هذه الأرض الطاهرة .
ثالثا : لأولئك الأنذال المنحرفين الخارجين عن كل فطرة وعقل لأولئك المنبطحين الذين أعلنوا استعدادهم أن يقدموا أخواتهم وزوجاتهم بل حتى أمهاتهم للمحتلين نكاية بهذا أو بذاك اعلموا أن فعلكم غير مستغرب من أمثالكم كيف لا وأنتم مجرد أحذية لا قيمة لها وسرعان ما سيتم استبدالكم , وكيف نستغرب مثل قولكم وأنتم المشكوك في أصلكم وهويتكم وانتمائكم للدين والعروبة , كيف لا وأنتم من طبل للمحتل وصفق له على الرغم من الكم الهائل من الصفعات والركلات التي يتلقاها يوميا من أشباه الرجال , لن نستغرب قولكم وموقفكم ولنا وإياكم يوم ليس ببعيد عندما تجدون أنفسكم تحت أقدام المجاهدين في الدنيا وفي الأخرة في نار السعير .
رابعا : رسالة لكل صامت أو محايد أو جبان متخاذل حتى اليوم لكل أولئك الذين ظنوا أن العدوان بقيادة أمريكا واسرائيل وأدواتهم من العرب وغيرهم هل افقتم من سباتكم حين وصل الأمر إلى الأعراض أم أن غفلتكم مازالت مستمرة 

هل سمعتم عن احتلال يهدف لرفعة الناس , هل سمعتم عن غزاة يصونون الأرض والعرض هل قرأتم قول الباري عز وجل ((وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))

كونوا مع أنفسكم ومع قضيتكم ووحدوا صفكم وصونوا أعراضكم والتحقوا بأبطال اليمن الذين يصونون الجميع في كل جبل وواد غير مكترثين بالطعنات التي يتلقونها يوميا على أيديكم .
خامسا وأخيرا  : نقول لقوى العدوان ومن يقف خلفها ومعها كيدوا كيدكم واسعوا سعيكم وناصبوا جهدكم فوالله لن تنالوا من أهل اليمن مهما حشدتم وأنفقتم , ولن تحققوا أهداف حلفكم المشؤوم , ولن يتنازل رجال الرجال أهل الإيمان والحكمة للأدعياء وأبناء الأدعياء في ركزهم بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ,يقيننا بإن الله عز وجل قد وعد بنصر الحق ونصر أهله ونحن والله على الحق وأنتم على الباطل وأنكم مجرد أدعياء لا تمتون للدين والعروبة بأي صلة .

العار والخزي لكل محتل غازي ولكل عميل منحط

والعزة والكرامة والنصر لليمن وأبنائها الأبرار

والمجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والفكاك للأسرى .
صادر عن الوقفة النسوية الغاضبة احتجاجا على جريمة الخوخة

16 رجب 1439 2 / أبريل 2018