النباء اليقين

معجزات النصر تصنع على أيدي نساء اليمن

 

 

تقرير | يحيى سهيل

 

أبهرت المرأة اليمنية العالم بصمودها على مدى ثلاثة أعوام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في موقف سيسجله التاريخ في أنصع صفحاته حيث شكلت حجر الزاوية داخل أسرتها ووطنها بما قدمته من دور فاعل في عملية الصمود والتصدي للعدوان وأكدت لكل العالم أنها قادرة على القيام بمسؤولياتها في أحلك الظروف فكانت المخلصة في كل الميادين.

ففي الجبهة العسكرية  برز دور المرأة في ذلك بكل قوة فهيا من تدفع الرجل بالتوجه نحو الجبهات وحثه على التصدي للعدوان ومواجهته سواء كانت أماً أم زوجة ، والتي لا تمثل عائقاً بوجه الرجل من أداء واجبه الجهادي تجاه دينه ووطنه.

ولا يخفى على أحد قيامهن أيضا بدعوة ومناشدة الشباب والرجال على الانخراط في صفوف الجيش واللجان الشعبية لملاقاة أعداء الله وأعداء اليمن وأن ينفروا خفافا وثقالا إلى ميادين العزة والكرامة.

إلى ذلك ، أكد المحلل السياسي الدكتور محمد الحميري بالقول أن دورهن الأكبر شأنا فهو افتخارهن وصبرهن على فقدان فلذات اكبادهن الذين يستشهدون في الجبهات

ويقول الحميري : يحتسبن ذلك بكل صبر وإيمان بدرجة يكاد يعود لها الفضل الأول والأكثر شأنا في كل ما نشهده من مواقف يمنية مشرفة في رفد جبهات العزة والجهاد بآلاف الشباب الذين لولا ثقتهم بأن أمهاتهم ليسوا أقل من آبائهم في تشجيع الأبناء على الانخراط في صفوف المجاهدين دفاعا عن الوطن لما وجدنا هذا الزخم المتنامي في الانضمام المشرف للشباب من مختلف شرائح المجتمع إلى مواقع البطولة والجهاد ومواجهة أعداء الوطن في الجبهات القتالية العديدة والمنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية

 فقد أثبتت المرأة اليمنية أنها ليست فقط ممن يصبر ويحتسب الأجر والثواب عند الله حينما يبلغها نبأ استشهاد أو جرح إبنها أو زوجها أو أخيها في معارك الدفاع عن الوطن وعن سيادته وحريته واستقلاله، بل لقد رأيناها تستقبل الشهيد بالاستبشار والزغاريد بل واستغلالها لكل مناسبة كهذه في أظهار اعتزازهن بتلك النتائج المشرفة التي يحققها الأبطال والشهداء والجرحى في ساحات المنازلة مع الأعداء .

 

وعلى صعيد متصل فالمرأة اليمنية كانت هيا السند الأقوى للرجل للتغلب على الظروف الاقتصادية في ضل الحصار المفروض من قبل التحالف كما أنها تعتبر من الداعمين الأساسيين لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في ميادين العزة والكرامة ولكم شاهدنا بأم أعيننا المرأة اليمنية وهي تتبرع بأغلى ما لديها من حلي ومقتنيات ثمينة وأراضي وعقارات وأموال نقدية وتبذلها رخيصة في سبيل الله وفي سبيل رفد الجبهات وتعزيز صمود الشعب والدولة في مواجهة هذا التحالف العدواني الظالم على بلادنا.

كما لعبت الدور ذاته في التكافل الاجتماعي بمساعدة الفقراء والمحتاجين والنازحين، واُسر الشهداء، وفي حملة التضامن ودعم البنك المركزي كان لها الدور المتميز أيضاً.

وإلى الجبهة السياسية ساهمت المرأة اليمنية في صنع القرار في الحرب والسلم عكس المرأة في الخليج التي تستبعد من مواطن صنع القرار إلى درجة أن تمنع المرأة الخليجية من قيادة السيارة كما أن وجود المرأة اليمنية في أماكن صنع القرار السياسي أزعج الأنظمة الخليجية.

في السياق ، أكد الرئيس صالح الصماد ، الاسبوع الماضي ، أن قيام المرأة اليمنية بكل أدوارها إلى جانب أخيها الرجل أزعج كل أعداء اليمن لوجود مثل هذا النموذج الديمقراطي في المنطقة، بعكس أنظمة الخليج التي يتباهون حاليا بالسماح للمرأة الخليجية بقيادة السيارة، في حين أن المرأة اليمنية تجاوزت قيادة السياسية إلى قيادة الأمة.

 

وأكد الرئيس الصماد ، خلال اجتماعه مع عدد من القيادات النسوية ، معتبراً أن المرأة اليمنية أثبتت أنها الأنموذج الأرقى والأنصع على مستوى تاريخ البشرية في ثباتها وصمودها وعزتها وإبائها في مواجهة العدوان ولا ينكر هذا الدور إلا جاحد.

وأشاد الرئيس الصماد بدور المرأة في استمرار عملية التعليم في الكثير من المؤسسات التعليمية جراء غياب الدعم وانقطاع الرواتب والذي نعمل كل ما بوسعنا من أجل توفير الحد الأدنى منه وأيضا من أجل الوصول إلى السلام .

من جانبها ، أكدت وزيرة الدولة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة رضية عبدالله ، أن المرأة كان لها نصيب كبير في تجاوز الصعاب التي خلفها العدوان وتداعياته, وأنها تجاوزت خلال العدوان امتحانا صعبا ونجحت وكان لها إسهاما كبيرا في تعزيز الجبهات لمواجهة العدوان.

من جانبها ، أوضحت ليلى الثور من حزب الربيع العربي  أن المرأة اليمنية كان لها دور فاعل في السعي لصناعة السلام وإطلاق الحوار بين الأطراف اليمنية  وقالت ” عملنا في الفترة السابقة علی التوصل مع الجهات لتبادل الأسری والمعتقلين، فالمرأة قادرة علی أن تصبح وسيطا يذلل العقبات للوصول إلی حوارات جادة.

وإلى الجبهة الثقافية والإعلامية كان حضور المرأة مشهوداً على كافة وسائل الإعلام والمشاركات الثقافية, حيث برزت أسماء عديدٍ من النساء ككاتبات بوعي سياسي عالٍ, كما كوّنت المرأة اليمنية جبهة ثقافية توعوية لمواجهة آلة الحرب الإعلامية للعدوان الهادفة إلى إضعاف الروح المعنوية وتمزيق وحدة الصف والنسيج الاجتماعي وزعزعة الأمن والسكينة العامة.

من جانبها ،  الإعلامية شفاء عبدالله أن المرأة اليمنية  على مدار ثلاثة أعوام من العدوان على اليمن خلقت جواً ايجابياُ عملياً ووقفت مع القضية والوطن بقوة الفارس المضحي المستبسل والواعي بواقع عدوه وبذلك استطاعت أن تساند أخيها الرجل وتقف أمام العدوان بصورة مشرفة وفاعله.

وأن المرأة اليمنية أدركت أنه لا مجال للوقوف والاكتفاء بالتفرج على ما يجري فتحركت سريعاً لتغطي مكاناً عظيماً في ساحات العمل.

وفي الجبهة التعليمية عملت المرأة في ظروف بالغة التعقيد من خلال تأدية رسالتها في مجال التعليم لإخراج جيل متسلح بالعلم رغم الصعوبة التي خلفها العدوان وقصفه المباشر للمدارس والمنشآت التعليمية,

كما يشيد المراقبون بالدور العظيم الذي تقدمه نساء اليمن ومدى الصبر والصمود والتحمل في مواجهة التحديات الجسام حيث يقول البرلماني يحي الشرفي بالتأكيد أن وراء كل رجل عظيم امرأة فالمرأة اليمنية هي مصنع الرجال الأبطال وهي مدرسة الإعداد والتربية والتأهيل الأولى وهي إلى جانب أخيها وابنها وزوجها الرجل تشكل جبهة صمود في وجه دول تحالف العدوان بقيادة مملكة آل سعود.