النباء اليقين

الكيماوي السوري.. بين الغوطة وخان شيخون

بقلم / عبدالفتاح علي البنوس

تواصل الإدارة الأمريكية حربها النفسية ضد النظام السوري مستخدمة كافة الأساليب القذرة ، يأتي ذلك في الوقت الذي تشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية في العدوان على سوريا القومية والصمود عبر تحالفهم الإجرامي المساند للجماعات والمليشيات الإرهابية الممولة سعوديا والمسنودة أمريكيا والمحاطة بالعناية والرعاية الصهيونية ، هذه المشاركة العلنية التي تفضح دعاوى الأمريكان بمحاربة الإرهاب وتؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك بأن الإرهاب صناعة أمريكية بامتياز ، وأن أمريكا هي حاضنة الجماعات الإرهابية التي فقست وتفرخت من الوهابية السعودية ، وأن الهدف هو تدمير سوريا ، سوريا النظام والدولة والاقتصاد والتنمية والممانعة والمقاومة والشموخ والإباء والعزة والكرامة .

وفي سياق الحرب النفسية تحضر أمريكا عبر أدواتها في الداخل السوري لاستخدام أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية التي يقوم الجيش العربي السوري بتطهيرها من دنس الجماعات الإرهابية والإجرامية ، حيث تستبق الإدارة الأمريكية هذه الخطوة بتوجيه الإتهامات المسبقة صوب النظام السوري والذي تتهمه بأنه ينوي استخدام السلاح الكيماوي في حق المواطنين من أبناء الغوطة الشرقية الذين يقبعون رهينة للجماعات والمليشيات الإرهابية التي تستخدمهم كدروع بشرية وتمنع خروجهم منها، هذه الاتهامات الأمريكية تأتي عقب صدور تقارير مغلوطة من قبل هيئات تابعة للأمم المتحدة تتهم الجيش السوري باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين في الغوطة الشرقية ، وهي تقارير مدفوعة الأجر تمهد للتدخل المباشر للجانب الأمريكي في سوريا بذريعة تدمير السلاح الكيماوي السوري ، وهي ذات الذريعة التي احتل بها الأمريكيون العراق، رغم أن السلاح الكيماوي العراقي كان أكذوبة كبرى استخدمها الأمريكان كذريعة لاحتلال العراق فكانت السبب في تدميره واحتلاله ومقتل أكثر من مليون ونصف عراقي .

هذه الإرهاصات الأمريكية تهدف إلى تكرار ما حصل من مؤامرة قذرة في حي خان شيخون السوري عندما أقدمت الجماعات الإرهابية الداعشية على استخدام أسلحة كيماوية في حق مجاميع من سكان الخان غالبيتهم من الأطفال وذلك بهدف تأليب المجتمع الدولي على النظام السوري واتهامه باستخدام السلاح الكيماوي على أمل أن يفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام تدخل عسكري بغطاء دولي ، حيث تخطط لتكرار التجربة في الغوطة الشرقية مستغلة العمليات العسكرية المكثفة التي يشنها الجيش السوري هناك ضد الجماعات الإرهابية لحرف الأنظار عن ذلك بدعاوى السلاح الكيماوي والذي قد يستخدم فور حصول الجماعات الإرهابية على الضوء الأخضر من قبل الإدارة الأمريكية لتنفيذ هذه المهمة والتي يرى مراقبون بأنها ستسخدم عندما تدرك الجماعات والمليشيات الإرهابية بأن الجيش السوري قد أحكم الطوق بهم وشدد الخناق عليهم وأن الهزيمة باتت لاحقة بهم ، حينها تظهر مسرحية الكيماوي ليفتح المجال لأمريكا لإنقاذ أدواتها ونجدتهم وتقديم العون والمساعدة لهم .

بالمختصر المفيد، المؤامرة على سوريا أكبر مما نتخيل وبعد كل هذه السنوات لا تجد أمريكا غير الكيماوي لتركيع وإخضاع النظام السوري وإجباره على الخنوع والتسليم بولاية ترامب وتحويل سوريا من جبهة المقاومة والممانعة إلى جبهة العمالة والخيانة والارتهان، لترضى عنها أمريكا وإسرائيل وآل سعود وتحالف الشر الذي يسير بخطى متسارعة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف بإسرائيل كدولة عاصمتها القدس ، وما لا تدركه أمريكا ومن تحالف معها بأن مشيئة الله هي الغالبة ،ومهما حاك الأعداء من مؤامرات فإن مصيرها الإخفاق والفشل والهزيمة والانكسار بإذن الله وتوفيقه .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .