النباء اليقين

فرصة تاريخية لبناء جيش تاريخي..

الهدهد / مقالات

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين

“أعطني مسرحا أعطيك شعبا” عبارة شائعة اختلف الناس في من يكون قائلها، غير أن الأهم هو أنها قدمت معادلة مفادها، حين تكون المدخلات ثقافية تكون المخرجات وعيا مجتمعيا.

وحيث أن “مسرح العمليات” هو المتاح أو المفروض على الشعب اليمني حاليا منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الإسرائيلي وحلفائه فيمكن إدخال تغيير بسيط على العبارة لتصبح على النحو الآتي:

“أعطني جيشا وطنيا أعطيك وطنا مستقلا عزيزا كريما”، حيث المدخلات عقيدة قتالية وطنية جامعة، والمخرجات وطن مستقل لا وصاية أجنبية عليه ولا عدوانا خارجيا..

وللجميع أن يلحظ بسهولة أن ثمة اهتماما استثنائيا تبديه القيادة السياسية بالقوات المسلحة ووحداتها المختلفة منذ بداية العدوان قبل ثلاث سنوات وحتى الآن، يتجسد في إقامة دورات عسكرية متنوعة، وتخريج دفع عسكرية من مختلف الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية، وبناء للوحدة الصاروخية وتنمية قدراتها، ومعها الوحدتين البحرية والجوية، وتطوير الصناعات العسكرية، وإعادة ترتيب أوضاع القوات المسلحة وتنظيم ضباطها وأفرادها، والسعي الحثيث لاستيعاب الكفاءات العسكرية وإعادة تجميع منتسبي القوات المسلحة إلى وحداتهم القتالية على مراحل، وتنظيم وترتيب المناطق العسكرية، وتعيين الشخصيات ذات الكفاءة على رأسها وعلى رأس أهم الدوائر والهيئات العسكرية، ولقاءات مكثفة للرئيس صالح الصماد بالقيادات العسكرية، …الخ.

الإعجاز في كل ذلك أن هذا البناء للقوات المسلحة يتم خلال خوضها لمعركة الدفاع عن الوطن، بما يعني أن التحدي أكبر وأن المهمة أكثر صعوبة، لكن المؤشرات تدل على تحقيق هذه الجهود نتائج باهرة على أرض الواقع وفي ميادين القتال، تشكر عليه جميع القيادات العسكرية..

وإننا على ثقة أن القوات المسلحة ستحظى بما هو فوق الاهتمام الاستثنائي في أقرب وقت لأن القيادة السياسية التي رفعت شعار “تحويل التحديات إلى فرص” تدرك جيدا أن الوطن أمام فرصة تاريخية نادرة لبناء جيش يمني عظيم بإمكانه أن يحقق معادلة “أعطني جيشا وطنيا أعطيك وطنا مستقلا عزيزا كريما”، فهذا الجيش المتكامل باللجان الشعبية البطلة جدير بأن يحظى بمزيد من الاهتمام وأن يعطى الأولوية في أي جهود حكومية، كما يجب أن تتظافر جهود المؤسسات الحكومية للعمل على إعادة أبناء القوات المسلحة إلى وحداتهم، ليسهموا في بنائها على أسس وطنية سليمة..