النباء اليقين

شاهد.. تعامل مهين مع اليمنيين في السعودية

الهدهد/ محلي

 

تداول ناشطون عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” مقطع فيديو لشاب يمني غاضب مما يتعرض له العمال اليمنيون في السجون السعودية، مؤكدا بأنهم لو كانوا مجرمي حرب وممن عاثوا بالأرض فسادا ما عوملوا هكذا معاملة.

وأرفق الشاب اليمني في الفيديو ، مقطع صادم ومؤلم، يظهر كيف تعامل السلطات السعودية العمال اليمنيين قبل ان تقوم بترحيلهم إلى بلادهم بسبب عدم حيازتهم لتصاريح إقامة في المملكة، على الرغم من أن العديد منهم ترك اليمن بفعل الحرب التي تشنها المملكة ضد بلادهم.

 

ووفقا للفيديو، فقد ظهر العشرات من المحتجزين اليمنيين في احد مراكز الاحتجاز بالسعودية وقد تم وضع “الكلابشات” في أيديهم وأرجلهم ووضعهم في مكان صغير لا يقوى على استيعابهم.

 

وأظهر الفيديو ان السلطات لجأت لحجز عدد منهم في الحمام، في ظروف مهينة وصعبة.

 

وكانت وزارة العمل السعودية أقرّت، في مارس/آذار 2016، توطين قطاع الاتصالات، وهي خطوة تضرّر من جرائها نحو 37 ألف يمني، وفقاً لأرقام رسمية، فضلاً عن أولئك الذين فقدوا أعمالهم من جراء توطين مهن أخرى؛ مثل العقارات، وتجارة الإكسسوارات، والمكياج، ولا تزال عملية توطين الوظائف مستمرة بالتدريج.

 

المعاناة لم تتوقف هنا، فعديد من المغتربين أعادوا عائلاتهم إلى اليمن مضطرين، رغم خطورة الوضع هناك؛ بسبب عجزهم عن دفع رسوم الإقامة، إذ فرضت السعودية، منذ يوليو/تموز الماضي، على المقيمين من جميع الجنسيات دفع 100 ريال سعودي شهرياً عن كل مرافق، ويتضاعف المبلغ إلى 200 ريال سعودي، ابتداءً من يوليو 2018.

 

ووجه المغردون انتقادات واسعة إلى السلطات اليمنية بسبب ما يعدونه تقاعساً عن القيام بالواجب تجاه مواطنيها، كما وجهوا انتقادات للمملكة التي تقود الحرب في اليمن ضد مليشيا الحوثي، لأنها لم تستثنِ اليمنيين من إجراءاتها كواجب إنساني تجاه جيرانها الذين يشكلون العمق الاستراتيجي للسعودية، فضلاً عن خدماتهم التي استفادت منها المملكة على مدى العقود الماضية.

 

وتمثّل السعودية سوقاً رئيساً للعمالة اليمنية، لكن كثيرين منهم يدفعون حياتهم ثمناً لمحاولات الدخول للمملكة عبر التهريب؛ بسبب صعوبة تأمين قيمة تأشيرة العمل، التي قد تصل إلى 20 ألف ريال سعودي (6 آلاف دولار).

 

ورغم أن التأشيرة السعودية، بحسب يمنيين، تحولت من فرصة لتحسين الدخل وتأمين الحياة المعيشية إلى كابوس، ما زال التدفق نحو المملكة مستمراً.

 

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الجالية اليمنية في المملكة السعودية تقترب من ثلاثة ملايين شخص، وهو رقم كبير مقارنة بعدد الأجانب في المملكة، الذين أوضح تعداد السكان في العام 2017 أنهم وصلوا إلى 12 مليوناً و185 ألفاً و284، من أصل 32 مليوناً و612 ألفاً و641 نسمة، هو عدد سكان المملكة.

 

ولا تحتمل اليمن في وضعها الحالي أي عودة جماعية للمغتربين، بسبب انهيار الاقتصاد، وانتشار الأوبئة، واستمرار نار الحرب بين القوات الشرعية والتحالف من جهة، ومليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من جهة أخرى، التي تسعى لتجنيد العائدين واستثمار غضبهم من السعودية.

 

كما أن لدى اليمن تجربة مريرة في العام 1990، عندما عاد 400 ألف من المغتربين اليمنيين في السعودية، و150 ألفاً في الكويت؛ على أثر أزمة غزو العراق للكويت، الذي أيّده الموقف الرسمي اليمني.