أخطاء العاطفة العمياء !!!
حمير العزكي
اليوم و بالمصادفة شاهدت مقطعا من المسلسل التركي قيامة ارطغرل ، المقطع الذي يصور نهاية الخائن ( بهادير ) المهووس بطموح استعادة السيادة على قبيلته لنفسه ولولده (سنجار ) المغرور المدلل و الاحمق ، مهما كان ثمن ذلك الطموح وتكلفته وحجم التنازلات المقدمة في سبيله ، وفق مخطط تآمري وتخريبي مرسوم بعناية وبرعاية أعداء قبيلته المتحالفين ، الذين وفروا له الدعم المالي والعملياتي العسكري .
احتوى المقطع ايضا على احداث يوم الانقلاب الذي قاده على قيادة القبيلة وقيامه بأسر ممثليها ومحاولة اقناع العامة بصواب مساره وأحقيته في السيادة والتشويه والإسفاف والاستخفاف بتضحيات وبطولات المحاربين ، مستغلا انشغال المحاربين بمعركة القلعة مع الفرنجة للقيام بذلك ، وبالتواطئ مع ( اريس ) قائد القلعة في التخاذل والتخلف والتقاعس عن المهام ( التقنية المساعدة ) الموكلة اليه في المعركة ، ومكملا لمشروع الخيانة بالتنسيق الكامل مع الفرنجة في اعداد كمين محكم للتخلص من قيادة المحاربين التي تحركت بسرعة ومسؤولية وتجاوزت كل الكمائن وأفشلت مخططه ومؤامرته .
ومع اقتراب مشهد الحسم كان جميع الموجودين ينتظرون بشوق وشغف نهاية الخائن والخونة ، لم يصدق احد منا مبرراته وخطاباته المنمقة التي كان يلقيها على اعوانه !! ، لم يشعر احد منا ايضا بالشفقة والتعاطف مع (بهادير) الخائن ، كلنا نتطلع أن ينال الجزاء العادل لخيانته ، وعند وصول (أرطغرل ) قائد المحاربين ودخوله خيمة الخائن (بهادير) لاحظت الحماسة تغلب الترقب والاستبشار يهزم الانتظار ، وكم أدهشتني وقاحة ذلك الخائن عندما قام القائد بمواجهته بحقيقة خيانته امام الملأ ، والخائن مستمر بالانكار والنفي والمزايدة بالالفاظ والمقايضة على المبادئ بمصالحه الشخصية ، بكل صلف استمر في تبرير خيانته ومحاولة القاء اللائمة على غيره وتبرئة ساحته الملوثة والمدانة بالدليل الدامغ .