الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار والخلاص من الوصاية والتبعية، والشراكة في صنع مستقبل الجنوب، هي الكفيل بخروج أبناء الجنوب إلى بر الأمان وحل القضية الجنوبية بالحوار والتفاوض وفرض الوقائع على الأرض بالصمود والمقاومة والتحرير.
وعلينا الاعتراف، قبل كل شيء، أن الجنوب محتل، أن الإمارات تريد تأمين والحفاظ على أمنها الاقتصادي في صراع تقاطع المصالح العالمية للسيطرة على مناطق النفوذ وطرق الملاحة الدولية؛ بالسيطرة على باب المنذب وبحر العرب والجزر اليمنية لتحسين شروطها في مفاوضات تتعلق بحرية انتقال البضائع العالمية ما بين قارات العالم. فهناك اليوم طرق جديدة بموجبها يفقد ميناء جبل علي أهميته الاقتصادية بمجرد مزاولة الموانيء الجديدة في باكستان، المرتبطة بالصين، نشاطها التجاري.

فالإمارات تعتقد بأنها قادرة على المنافسة بإيجاد البديل والسيطرة واحتلال ميناء عدن وباب المنذب والتحكم بحركة التجارة الدولية، وتعويض خسارة ميناء جبل علي بالسيطرة على باب المندب وعرقلة نشاط المنطقة الحرة وميناء عدن ومطار عدن، والمساومة مع الأطراف المعنية للإبقاء على نشاط ميناء جبل علي، وعرقلة أي مساع لأي نشاطات تجارية عالمية في اليمن، وبالذات في محافظات الجنوب، متجاهلة بأن هناك اتفاقيات دولية تنظم انتقال حركة التجارة العالمية، وهناك اتفاقية «الجات» الموقعة من قبل العديد من دول العالم، ومنها اليمن. ولن يسمح العديد من دول العالم بعرقلة حركة انتقال البضائع العالمية في البحر الأحمر وباب المنذب وبحر العرب.
وإن الإمارات جاءت إلى محافطات الجنوب بهدف حماية مصالحها الاقتصادية وليس من أجل مساعدة أبناء الجنوب في استعادة دولتهم، وإنما جاءت لإسكات أبناء الجنوب المطالبين بالاستقلال والتحرير واستعادة الدولة الجنوبية وضرب المقاومة الجنوبية وقوى الحراك الجنوبي، والزج بأبناء الجنوب في معارك الموت في جبهات القتال في محافظات الشمال، وفتح العديد من السجون السرية واستقطاع الأراضي وإقامة القواعد العسكرية في العديد من الجزر والمناطق اليمنية، واحتلال سقطرى وتغيير الكود اليمني بالإماراتي، وممارسات الكذب والنفاق على أبناء الجنوب، وصنع الفقر والبطالة والحرمان والعقاب الجماعي، وكل تلك الأفعال والأعمال هي بمثابة جرائم حرب وفق القانون الدولي الإنساني ومواثيق الأمم المتحدة.
اليوم، علينا مواجهة الإمارات ومصارحتها بأن الأساليب التي تمارسها في محافظات الجنوب في الموانيء والجرز اليمنية أساليب عفى عليها الزمن، وهي أساليب دول احتلال وجرائم حرب، وأن الجنوب محتل من قبلها وأن عليها الرحيل من الجنوب الآن، قبل انفجار البركان عليها، والرحيل بالقوة، فالشعب في الجنوب شعب مقاوم وحر وبطل، والإمارات سترحل والوطن باق