أوامر ملكية خوفًا من الغضب الشعبي: إعانات مالية وتخدير السعوديين لمدة عام

“يسرقون رغيفك .. ثم يعطونك منه كِسرة .. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم .. يالوقاحتهم”، جملة مقتبسة للمناضل الفلسطيني غسان كنفاني تختصر تعليقات آلاف السعوديين على ما صدر أمس عن الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن إعادة العلاوة السنوية، وصرف بدل غلاء معيشة للمواطنين فضلًا عن إعانات مالية أخرى، بعد أيام قليلة على بدء العمل بالضريبة على القيمة المضافة ورفع أسعار البنزين والوقود في المملكة بنسبة تجاوزت الـ80%.

القرارات الملكية تأتي حكمًا لاحتواء الغضب الشعبي العارم في السعودية جرّاء رفع أسعار الوقود بشكل كبير، وقد عبّر عنها عشرات آلاف السعوديين من خلال إطلاقهم هاشتاغ الراتب_ما_يكفي_الحاجة الذي وصل الى الترند العالمي.

وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، وجّه الملك السعودي بإعادة العلاوة السنوية لموظفي الدولة اعتبارا من مطلع 2018، بعد أن كانت قد أوقفت العلاوة السنوية العام الماضي بسبب تراجع أسعار النفط.

كما قرر الملك السعودي صرف بدل غلاء معيشة شهري قدرة 1000 ريال للمواطنين من الموظفين المدنيين والعسكريين لمدة سنة.

وبخصوص أصحاب المعاش التقاعدي، سيتم صرف بدل غلاء معيشة شهري لهم قدره 500 ريال وذلك لمدة سنة.

وشملت الأوامر أيضًا صرف مكافأة قدرها 5000 ريال للعسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية للأعمال العسكرية في الحد الجنوبي للمملكة (الحدود مع اليمن)، أي في العدوان على اليمن.

كما تقرر زيادة مكافأة الطلاب والطالبات من المواطنين بنسبة 10% لمدة سنة.

ووفق الأوامر الملكية ذاتها أيضا تتحمل الدولة ضريبة القيمة المضافة عن المواطنين المستفيدين من الخدمات الصحية الخاصة، والتعليم الأهلي الخاص، كما تتحمل الدولة ضريبة القيمة المضافة عما لا يزيد عن مبلغ 850 ألف ريال من سعر شراء المسكن الأول للمواطن.

الكاتب السعودي فؤاد ابراهيم قال غرّد في هذا السياق تعليقًا على الأوامر الملكية “بلشوا اجمعوا واطرحوا لان ما شفطه سلمان وورعه من جيوب المواطنين في هيئة رسوم وضرائب وتوابعها لا تغطي ربعها هالرشوة الاي يراد منها تنفيس الاحتقان خشبة الانفجار الشعبي”.

حساب “كشكول” الذي يتابع آلاف السعوديين على تويتر غرّد من ناحيته قائلًا #أوامر_ملكية بالمختصر هي مثل قصة المثل الشعبي: أطعمه من لحم ثوره. أخذ ثورك منك وأذبحه وإذا زعلت راضيتك بشوي من لحم رقبة الثور الذي هو بالأساس ثورك. البلد بلدكم وأنتم أقدم من العصابة الفاسدة فيه وأحق بخيراته. إن لم تغضبوا غيرةً على دينكم فإغضبوا حمية لدنياكم. أليس في كبودكم مر؟؟؟”.

حساب “نحو الحرية” الناشط على تويتر لمناهضة سياسات النظام السعودي رأى أنه “لو لم يرفع الشعب صوته لما اضطر ابن سلمان لإصدار قرارات تمتص حالة الغضب الشعبي.. وبالنسبة لمبلغ 1000 ريال.. ادخروها لفاتورة (الكهرباء) فقط”.

بدوره، كتب عبد الله الغامدي على حسابه “آل سعود ينهب ثروة الشعب ثم يعطي القطاع العام دون القطاع الخاص مع أنهم يدفعون الضرائب مثلهم مثل القطاع العام. المال مال كل الشعب ولا فرق بين قطاع وقطاع ومن واجب موظفي القطاع العام المطالبة بحقوق إخوانهم بالقطاع الخاص ورفض سياسة التمييز والتهميش بإعطاء شريحة دون أخرى”.

الكاتب في صحيفة “الوطن” القطرية أحمد السليطي والمقرّب من الديوان الأميري في قطر كتب على حسابه على “تويتر” مشاركًا في التغريد على هاشتاغ أوامرملكية فقال “عندما تتحدث عن رؤية لك تريد تحقيقها عام ٢٠٣٠ فمن الواجب أن لا تلجأ لمسكنات بـ #اوامر_ملكيه بعد خمسة أيّام من فرضك لضرائب تراها ضروره للإصلاح الاقتصادي ولتخفيض عجز الموازنه الا إذا كنت لا تعلم أن #الراتب_ما_يكفي_الحاجة أو أن الرؤية لديك غير واضحة أو .. غير حقيقية”.

في هذا الوقت، دافع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح عن خطوات النظام قائلًا إن “زيادة أسعار الطاقة “شر لا بد منه” بسبب تزايد معدل الاستهلاك الذي أنهك اقتصاد المملكة”، حسب ادّعائه.