النباء اليقين

رفقا بجمهوركم ..!!

حمير العزكي 
من المؤلم جدا الطريقة المريبة والسياسة العبثية  التي تتعاطى بها بعض الاحزاب السياسية الكبيرة – عمرا وقاعدة – في الساحة  اليمنية من خلال قياداتها العتيقة  مع قواعدها الجماهيرية الوفية ، وذلك بتجاهلها لقناعات ومبادئ أعضائها ، ومشاعرهم وتوجهاتهم ، وآمالهم وتطلعاتهم ، الى درجة التباين في معظم الاحيان بين مواقفها وسلامة فطرتهم وعقولهم !!!
فكم ساقت بعضها الكثير من كوادرها الى مصارعهم في معركة لم تكن للحظة واحدة معركتهم ، بإعتبارها معركة ضد اوطانهم وبخلاف قناعاتهم وبناءا على حسابات ذاتية ونظرة ضيقة محدودة لتلك القيادات المأزومة سياسيا المهزوزة فكريا المهزومة نفسيا والمنحازة بل والمنقادة كليا للوصاية والتبعية الخارجية .
أتسائل كيف بالإمكان أن يوفق شباب بعض الاحزاب بين ما يقال لهم عن دفاعهم عن اوطانهم وهم يقاتلون في صف وتحت راية تحالف يشاهدونه كل يوم يقتل النساء والاطفال ويدمر المنازل والبنى التحتية في ذات الوطن الذي يزعم الدفاع عنه !!!؟؟؟ وكيف لهم التوفيق بين اتهام احزابهم التي ينتمون اليها ومن ثم اتهامهم بالارهاب والتطرف من ذات التحالف الذي يقاتلون في صفه وعبر كافة وسائل اعلامه وجهارا دون مواربة او تورية !!!؟؟؟  وكيف لهم تبرير استهدافهم بذات الطائرات التي يقاتلون في صف واحد معها ولأكثر من مرة ؟؟!!! وكيف لهم بعد كل ذلك ان يقرأوا مواقف قياداتهم التي تسبح بالحمد والثناء وتتغنى بالشكر والعرفان وتؤكد الولاء وتجدد العهد وتهرع لاهثة تاركة خلفها كل شيئ لتلبية أي دعوة من ذلك التحالف المجرم المعتدي ؟؟؟!!!!
ربما استطاعت التعبئة الفكرية الحزبية الخاطئة المكثفة في تغييب وعي شبابها والاستحواذ على عقولهم وتعطيل قدرتها على التفكير مع المدى الطويل في كل مراحل التنظيم ، لكن الغريب كيف يمكن التعاطي مع السرعة الجنونية في منعطفات التغييرات الجذرية احيانا ليس في السياسات فقط بل وفي ما يعتقدونها من الثوابت ؟؟!!! وكم من الجهد يبذلون في تبريرها والتنظير لها وكم تبذل ايضا كوادرهم لتقبلها والاقتناع بها !!؟؟
أما الأكثر إيلاما  فهو ماتسعى اليه مؤخرا احزاب اخرى عبر بعض قياداتها من  أهداف مشبوهة تفضحها مواقف مخزية وعارية وبعيدة كل البعد عن مواقف جماهيرها وقناعاتهم وتوجهاتهم ضاربة عرض الحائط بكل تضحياتهم المادية والمعنوية على مدى ألف يوم من القصف والصمود والقتل والشموخ والدمار والثبات والحصار والصبر ، غير مهتمة بما يريدونه وماناضلوا من اجله أمام ما تريده تلك القيادات وتتمنى الحصول عليه ؟؟؟!!! فإلى أي مدى تشكل تلك القواعد الجماهيرية والكوادر التنظيمية رقما وقيمة في حسابات تلك الاحزاب ؟؟ وهل آن الاوان للعودة الى الوضع الطبيعي والمنطقي في أن الاحزاب وحتى قيادتها ليست سوى معبر عن إرادة جمهورها وتوجهاته ومبادئه وقيمه الوطنية ؟؟