النباء اليقين

وللخيانة وجوه أخزى

‏ حمير العزكي  
 ما يجري على الساحة اليوم ليس بالأمر المستغرب ولم يكن يوما بالشيئ المستبعد ، فثورة اليمنيين الأحرار والشرفاء التي بدأت ضد الظلم والفساد والوصاية ومراكز النفوذ ، الثورة التي اجتثت نصف منظومة الفساد والاستبداد التي كانت قد حصنت نصفها الاخر بالمبادرة الخليجية التي اجهضت الثورة الشبابية ، ليبدأ هذا النصف المحصن في لعب الدور المناط في احتواء واجهاض ثورة 21 سبتمبر وحرف مسارها راقصا كعادته على اوتار المتناقضات فحينا يعترف بالثورة وحينا ينكرها وحينا يصف رجالها بالمليشيات وحينا بالابطال ومتغنيا بالوقوف ضد العدوان ومتخاذلا في مواجهته بأي صورة ملموسة ، محتميا بقاعدة الحزب العريضة الغالب على أبنائها الاباء والشرف والرجولة ، ومستغلا لذلك في تحقيق مكاسبه الشخصية والعائلية .  لم تكتمل الثورة ولم يكتمل مسلسل الخيانة والعمالة بكل حلقاته بما فيها الحلقة الأسوء والأفظع التي تحكي النزعة الانتقامية الحاقدة على كل أبناء هذا الوطن من خلال حرمان العاصمة وعواصم المحافظات والمدن الكبرى من الأمن والاستقرار واقلاق السكينة العامة ، وهذه الحلقة التي عجز عن تمثيلها عملاء ومرتزقة الخارج هاهم خونة ومرتزقة الداخل يقومون بذلك الدور ، مستميتين في نشر الفوضى داخل العاصمة صنعاء من خلال المليشيات التي تم استغلال شعار مواجهة العدوان لتدريبها في معسكر الشهيد الملصي الذي تعمدوا بالتسمية للإساءة للشهيد الحر الذي رفض البقاء تحت عباءتهم الانبطاحية المخزية .  يشعر أبناء اليمن عموما وأبناء صنعاء العاصمة والمحافظة خاصة بالرضى من حالة الأمن والاستقرار التي وفرتها الاجهزة الأمنية وعلى مدى سنوات العدوان ويثمنون ذلك عاليا وهم أوعى بكثير من الانجرار لدعوات زعيم واعلام المليشيات التخريبية المشبوهة ، لأن الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة لا تحتمل الفوضى والانفلات الأمني فيتضاعف عبء الحصول على تكلفة السلع الاساسية بعبء عدم توفرها واختفائها نتيجة خوف وقلق التجار ، وبذلك فمصلحة المواط…