النباء اليقين

وزير الخارجية يبعث رسالة هامة إلى الدول العربية

 دعا وزير الخارجية المهندس هشام شرف الدول العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إلى تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه ما يجري في اليمن وإرسال بعثة تقصي حقائق للإطلاع عن كثب على حقيقة ما يحدث على أرض الواقع.

وأشار الوزير شرف في رسالة بعث بها إلى وزير خارجية جيبوتي رئيس الدورة الـ 148 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وإلى وزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى ما تعانيه الجمهورية اليمنية منذ ما يقارب الآلف يوم من العدوان العسكري والحصار الشامل برا وبحرا وجوا.

ولفت إلى أن ما يزيد من الألم أن الجمهورية اليمنية من الدول السبع التي أسست جامعة الدول العربية ” بيت العرب” في عام 1945 وبالرغم من ذلك فمنذ 26 مارس 2015م وجامعة الدول العربية تتغاضى وتتجاهل معاناة ما يزيد عن 27 مليون مواطن يمني جراء العدوان والحصار.

وأوضح وزير الخارجية أن اليمن وفقاً لتقارير الأمم المتحدة تشهد أسوأ كارثة إنسانية بالعالم في العصر الحديث وقد تصل إلى حد المجاعة لأكثر من ثلثي الشعب، مع تدمير ممنهج لكافة البنى التحتية ومقدرات الشعب اليمني الخدمية والاقتصادية وهناك ما يقارب العشرين ألف قتيل جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن بالإضافة إلى خمسين الف جريح، استهدفتهم طائرات تحالف العدوان في انتهاك لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية والقانون الإنساني الدولي والقيم والأعراف الإنسانية.

ولفت الوزير شرف إلى أنه ليس بالبعيد ما قامت به دول العدوان خلال الأسابيع القليلة الماضية من استهداف واضح لمناطق سكنية مدنية وتدميرها على رؤوس ساكنيها بما في ذلك تعمد دول العدوان شن الغارات في أوقات الذروة على أحياء مدنية وشوارع تحوي العديد من المدارس والمارة وترويع الأطفال في سياسة تدمير واضحة لنفسية الأجيال.

وقال ” بالرغم من كل ما يعانيه الشعب اليمني من قتل وتدمير وتشريد وتجويع ومنظمتنا جامعة الدول العربية بعيدة كل البعد عن ما يحدث وكأنه يحدث في أقصى بقاع الأرض، فقد كان من المؤمل إضطلاع الدول العربية الشقيقة والأمانة العامة وأمينها العام بدور ريادي وعقلاني محايد لوقف نزيف الدم اليمني العربي بدلاً من إصدار بيانات صحفية واتخاذ مواقف منحازة وبعيدة كل البعد عن واقع الأحداث”.

وأكد وزير الخارجية في الرسالة على ضرورة بحث موضوع العدوان السعودي- الامريكي الذي تنفق لأجله مليارات الدولارات هدفها قتل شعب مسالم، بدلاً من توجيه تلك الإمكانات إلى تمويل جهود تنمية ورخاء الدول العربية ذات الحاجة بإشراف جامعة الدول العربية.

وحذر في الوقت ذاته بأن دول العدوان ستتحمل لامحالة عواقب ما تقوم به وتشجع عليه في اليمن فالمحافظات اليمنية الواقعة تحت الاحتلال السعودي- الإماراتي تشهد انفلاتا أمنيا واغتيالات ونهب وسيطرة للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتبعات كل ذلك لن تقف في إطار وحدود الأراضي اليمنية بل ستتعداها إلى أراض تلك الدول المعتدية بشكل إرهاب وعمليات تطرف وشبكات جرائم منظمة.

وأضاف ” يمكن تفهم حالة القلق لدى السعودية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا شأن يخص المملكة وحلفاءها، إلا أن محاولات الرياض المتكررة لجر جامعة الدول العربية وأعضاء فيها للدخول في مواجهة مباشرة مع طهران سياسيا وإعلاميا والذي قد يتطور عسكريا يأتي في نفس السياق الذي ورطت فيه الرياض عدد من الدول حليفاتها للعدوان العسكري على اليمن تحت ذريعة إعادة الشرعية بينما هي محاولة عقيمة لخلق مواجهة مع طهران باليمن في إطار الحرب بالوكالة والواقع أن الرياض هي من أكثر الدول دراية وفهم لحقيقة الوضع في اليمن وحال تلك الشرعيّة التي تتحدث عنها وهي شرعية رئيس مستقيل منتهية ولايته، إضافة إلى أن ولي العهد السعودي كشف مؤخرا حقيقة العدوان على اليمن في مقابلة مع وكالة رويترز أوضح فيها حقيقة ونوايا دول العدوان للسيطرة على باب المندب وبحر العرب وبرر ذلك بأسطوانة قديمة تشرح كل مخاوف الرياض وأبوظبي من إيران”.

وأوضح الوزير شرف بأن دولة العدوان السعودية لم تكتف بإمطار جميع الأراضي اليمنية بمئات الآلاف من الصواريخ والقنابل العنقودية والفوسفورية على مدى ما يقارب الآلف يوم، كما أنها لم تستوعب حتى اللحظة صبر وحكمة القيادة اليمنية في صنعاء، ولكن وعندما مارست الجمهورية اليمنية حقها المشروع في جميع المواثيق والمعاهدات والكتب السماوية في الدفاع عن النفس وتم استهداف القاعدة الجوية العسكرية الملحقة بمطار الملك خالد في الرياض وهو هدف عسكري، هبت القيادة السعودية مكررة إدعاءتها بأن الصاروخ البالستي اليمني الذي حقق هدفه بنجاح هو صاروخ إيراني.

وقال ” وبدلا من استيعاب الرسالة التي حملها الصاروخ اليمني عمدت السعودية إلى إجراءات عقابية جماعية تمثلت بالإغلاق التام لكافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ومضاعفة معاناة الشعب اليمني ومنع المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية من القيام بأعمالها، بل وصعدت ذلك بضربات جوية استهدفت التدمير الكلي لمنظومة جهاز الإرشاد الملاحي VOR-DEM في مطار صنعاء بغية عدم تمكين الطائرات الأممية وشحنات المساعدات الإغاثية والإنسانية من الهبوط بأمان وسلامة في المطار”.

وجدد وزير الخارجية التأكيد على موقف المجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ في مد يد السلام العادل والمُشرف للشعب اليمني، والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات لإجراء حوار يمني – سعودي مباشر يمهد لوقف العدوان ورفع الحصار الشامل وتناول كافة المسائل التي تهم البلدين وتحافظ على سيادتهما وبما يؤسس لعلاقات أخوية بين البلدين والشعبين الجارين تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد.

وأختتم وزير الخارجية رسالته بدعوة جامعة الدول العربية ممثلة بأمينها العام والدول الأعضاء بأن يكونوا رسل الخير والسلام وعدم الانجرار وراء أجندة المملكة العربية السعودية في خلافها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحاولة نقلها للأراضي اليمنية وممارسة الضغط على الرياض لتغليب العقل والحكمة ووقف عدوانها العسكري ورفع الحصار الشامل عن الجمهورية اليمنية والتوجه نحو السلام ولما فيه مصلحة ومستقبل البلدين والشعبين الشقيقين.

سبأ