النباء اليقين

“بركان 2” يُحرج منظومة باتريوت والسعودية

يثبت اليمنيون يوما بعد يوم أن الحرب عليهم ليست بالنزهة إلى شواطئ كاليفورنيا، ومن أعلن الحرب عليهم يجب أن يتحمل نتائج عدوانه.

ورغم أن الأسلحة الأمريكية التي استخدمتها السعودية وتحالفها العربي في قتل إخوانهم اليمنيين، تمكنت أن تقتل آلاف الأطفال والنساء الأبرياء ودمرت مئات المنازل وشردت آلاف العائلات، ومع ذلك لم يتمكن تحالف الملك سلمان وابنه من السيطرة على اليمن أو فرض شروطهم على شعب تحمل ما لا يمكن لأي شعب في العالم تحمله، صمد وصبر ودافع وقاتل وهو اليوم يهدد النظام السعودي بشكل جدي عبر صواريخه البالستيه التي لم تستطع مليارات السعودية وبطاريتها الامريكية إيقافها.

واليوم السعودية لم تجد سبيلا لمواجهة صواريخ أنصار الله إلا عبر إغلاق كل المنافذ اليمنية، الجوية والبحرية والبرية، الأمر الذي حال دون إرسال المنظمة الدولية طائرتين تنقلان المساعدات إلى البلد المنكوب، حيث يشارف نحو 7 ملايين شخص المجاعة.

وقرر التحالف إغلاق منافذ اليمن بعد اعتراض القوات السعودية فوق مطار الرياض صاروخاً باليستياً، أطلقه جماعة أنصار الله في اليمن باتجاه العاصمة؛ ما أدى إلى سقوط شظايا منه في حرم المطار.

“بركان 2” يطلق حممه على السعودية

الجميع كان يعتقد أن اليمن لن يصمد أكثر من عدة أشهر، نظرا لضعف الإمكانات العسكرية والإقتصادية فضلا عن الصراعات الداخلية التي أدخلتها السعودية إلى البيت اليمني عبر شراء البعض وتقديم وعود كاذبة للبعض الآخر، ليبقى من أراد أن يدافع عن أرضه وعرضه على أرض اليمن وليهاجر من باع نفسه وفقد مصداقيته وشعبيته إلى حضن من اشتراه.

ما فعله اليمنيون مساء السبت الماضي كان مفاجأ وصداما للقيادة العسكرية والسياسية في السعودية، فقد هز صاروخ بركان 2 أركان الأسرة السعودية في عقر عاصمتهم الرياض لتصل تردداته إلى اليابان حيث يجول الأب الروحي للسعودية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن المؤكد أن ما بعد الصاروخ ليس كقبله فنحن مقبلون على مرحلة قادمة جديدة ستكون حذرة جدا من ناحية التعاطي السعودي مع اليمن.

الصاروخ بركان 2 وهو صاروخ أرض أرض تم تطويره عن صاروخ بركان 1، ويصل مداه إلى مايزيد عن 800 كليومتر، وقد استطاع هذا الصاروخ البالستي أن يجعل المعركة مع السعودية بدأت تأخذ أبعادا أخرى، وتعطي إشارات بأن اليمنيين بدأوا ينقلون الصراع إلى مكان جديد أكثر خطورة من العام الفائت، ولا نعلم إن كان بإمكان السعودية تحمل القادم من الأيام.

“بركان 2” يفجر تساؤلات عديدة عن مدى فعالية منظومة باتريوت

أطلقت السعودية خمسة صواريخ لمنع وصول الصاروخ إلى هدفه، وبالنهاية استطاعت إسقاط الصاروخ اليمني، ولكن يجب أن نوضح بأن تكلفة الصاروخ الواحد الذي تطلقه منظومة باتريوت “3 مليون دولار”، أي أن كل صاروخ يمني يكلف السعودية “15 مليون دولار”، مقابل 1 مليون دلار قيمة الصاروخ اليمني ونحن نتكلم عن صاروخ واحد فكيف إذا أطلق اليمنيون أكثر من صاروخ دفعة واحدة أو امتلكوا صواريخ أكثر تطورا هذا “إن كانوا لا يملكونها”، هل يستطيع الملك القادم تحمل هذه النفقات وبلاده تشهد وضعا اقتصاديا صعبا، فضلا عن كونها تعج بالفوضى على مستوى تثبيت الحكم داخل الاسرة الحاكمة وغيرها من الامور الشائكة التي كان آخرها اعتقال 18 أميرا و4 وزراء تحت عنوان “مكافحة الفساد”.

تأثير “بركان 2” وتداعياته على الداخل

يمكننا أن نلخص تداعيات وصول الصاروخ اليمني إلى عمق الأراضي السعودية عبر هذه النقاط الثلاثة:

النقطة الاولى: إطلاق 5 صواريخ من منظومة حديثة مثل باتريوت 3 تدل على أن الصاروخ اليمني كان متجها إلى الهدف بشكل صحيح، والمنظومة عبر أجهزتها أعطت إشارات بان الصاروخ اقترب كثيرا من الهدف ولا بد من اعتراضه.

النقطة الثانية: هل إطلاق خمسة صواريخ باتريوت دفعة واحدة لاسقاط صاروخ بالستي واحد، يأتي في إطار عدم ثقة السعودية بالمنظومة الأمريكية وأن إطلاقها صاروخا واحدا لن يفي بالغرض.

نحن نتكلم عن صاروخ واحد ولكن في حال واجهت السعودية عدوا أقوى ويملك منظومات صواريخ أكثر تطورا، ماذا ستكون النتيجة؟!؛ كيف ستتعامل السعودية مع عشرات الصواريخ يوميا؟

النقطة الثالثة: كان مستغربا بالنسبة للكثيرين ومنهم السعودية، كيف يمكن لشعب محاصر برا وبحرا وجوا على مدار أكثر من عامين أن يوجه مثل هذه الضربات الموجعة وهو لا يملك أي منظومة دفاع جوي أو أسلحة طيران، ومع ذلك يهدد وينفذ ويضرب ويوجع العدوان، لا بل يكشف عن منظومات صواريخ جديدة بين الحين والآخر.

في الختام؛ الشعب اليمني شعب مقاوم وشجاع لايرضى بالإملاءات الخارجية عليه وهو يدفع ضريبة هذا الأمر، ولكن ومع احترامنا لكل الشعوب المقاومة إلا أن الشعب اليمني ترفع له القبعة على هذه القدرة الجبارة على التحمل والصبر في مواجهة العدوان؛ شعب بهذ الجبروت لايمكن الخوف عليه وعلى من يعتدي عليه أن يخاف من عواقب فعلته، وما حدث مساء السبت الماضي أول الغيث والآتي قد يكون أعظم.

الوقت