النباء اليقين

“دعوني أحاورها” 

بقلم : أسامة الفران

ما زالوا وما زلنا،

وستظل تُزيلهم إلى متى؟ لا أدري؛ فكل قطرة دم تسيل على شوارعها العامة تلتصق بالقطرة المختلطة بطين الكرامة تحت ركام منازلها؛ لتُشكِّل هيئةً آدمية جديدة، والتي لطالما شابهت شخصيات أفلام الرعب، بيد أنها في صفِّ الخير تُرعب أهل الشر!
يا صعدة! قفي معي لبُرهة!

إن كنّا قد تشرفنا بانضمامنا لمحور المقاومة بجانب حزب الله ضد أمريكا وإسرائيل؛ فأي شرف سينتحل كيانك؟ بانضمامك لماذا؟

ألمحور الصمود؟ أم لمحورِ الحرية المُبرم طيلة ست حروب سابقة والآن يتجدد لا غير؟ أم لمحورِ “حسبنا الله ونعم الوكيل” والوقوف في عجز؟ أم ماهو المحور الذي سيتشرف بالتحافك مثلاً؟ 

حسناً..

هل لك في الشجاعة التي نتباهى بها كيمنيين شيء؟ أم أنها شجاعة من نوع آخر لم نرتقي إليه بعد؟ هل لتضحياتك الجسيمة وعوداً تُشابه وعود ما نسميها بتضحياتنا؟

عذراً.. 

دعيكِ عن كلِّ هذا! هل هناك صوتٌ مخلصٌ من بنيكِ يجيب على تساؤلاتي بفهلوة أو حتى بتواضع، ولا يخشى أن يدخل في الكبر والرياء أو حرمان الأجر؟
أنتِ عزُّ الأباة، منك برز منبع النور، ومن كهوفك وجروفك سطع محرر العبيد؛ فالجميع يُدرك أنك العدو الأول للعدوان السعودي الأمريكي منذ البداية، وصمودنا وتضحياتتا وصبرنا وكفاحنا هن تعزيز إليك فقط!
يُباد سُكانك، ويسبحون في بحورٍ من الدماء التي كثيراً ما التهبت واحترقت حين ترى الأمة متعمقةً بفوضى عارمة؛ تُقهَرُ في ذلٍ وسكوت، وبينما نحن في غفلةٍ نَعْمَهْ! ولا نُبدي أدنى اهتمامٍ بجرائم العدوان عليكِ! وآخرها جريمة سوق علاف بسحار؛ يروح ضحيتها ستون مابين شهيدٍ وجريح! 

لكن؛ لنا نيفٌ من الاحتمالات؛ حين نلتهي بإسكات شركائنا الذين ما تركوا لنا انتصاراً إلا وشوهوه بأكاذيب محترفة؛ حتى بِتنا نظن أنّ الصواريخ البالستية تدك غُرف نومهم وتزحزح طاولات المكياج الخاص بهم! عذراً أقصد الخاص بنسائهم!

نغفل عنك بمواجهة ترهات أولئك الذين ما مرّ تراجع في الجبهات إلا وألصقوه بفقرات أعمدتنا الفقرية، وما رحل شهيد إلا وألقوا ألم فقدانه علينا، وكأنهم ينتحلون الهامة اليمنية على مواقع التواصل الاجتماعي فقط!
ياصعدة! المسامحة!

أنتِ بالله أقوى، ونحن بالله نقوى، وبك نتقوّى، تالله أن جراح ذاك الشائب المُنهار؛ هي جراح أبي، ودماء تلك العجوز الشهيدة؛ هي دماء أمي،

أشلاء تلك الشابة؛ هي أشلاء شقيقتي، ويد الشاب المبتورة؛ هي يد شقيقي، بينما الجثة الملتحفة لحاف المولود هي جثة أخي الأصغر؛ فمهلاً مهلا؛ شيُهزم الجمع ويُوَلون الدُبُر..!
#مجزرة_سوق_غلاف_بسحار