النباء اليقين

نص كلمة الرئيس الصماد خلال لقائه مشائخ وحكماء ومثقفي وعلماء محافظة تعز

ألقى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى كلمة خلال لقائه اليوم في القصر الجمهوري بصنعاء، عدد من مشائخ وحكماء وأعيان ووجهاء ومثقفي وعلماء محافظة تعز.

فيما يلي نص الكلمة:

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين

أولاً نرحب بكم جميعاً، وأهلاً وسهلاً بإخوتنا، وأبنائنا، ومشايخنا، ووجهائنا، وعلمائنا، وعقال محافظة تعز في أغلب مديرياتها في هذا اللقاء.

نشكركم على تحمل عناء السفر والوصول إلى العاصمة صنعاء لحضور هذا اللقاء، الذي نأمل أن يكون اللقاء الأول في هذه المرحلة، ونواةً للقاءات أخرى تكون أكثر توسعاً وأن تظم جميع الشرائح وجميع المعنيين باعتبار تعز تتعرض لمؤامرة كبيرة ونحن مقبلون على عيد ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي كان لتعز أيضاً دورٌ بارزٌ فيه كبوابةٍ لتحرير الجنوب.

ونأمل إن شاء الله أن تكون هي البوابة المقبلة لتحرير الجنوب بعد أن يتم تحرير ما تم استقطاعه من قبل قوى الاحتلال في هذه المحافظة الأبية.

كما تعرفون أيها الإخوة هناك نقلة كبيرة في الواقع بمحافظة تعز، فبعد أن كان العدوان يلتهم كل شهر، كل شهرين، وكل مرحلة مديرية أو أكثر، ويقضم أراضي من محافظة تعز فقد تم تثبيت الوضع بفضل الله سبحانه وتعالى، وتم استقرار خطوط الدفاع، وبإذن الله تعالى وبهذا اللقاء وبلقاءات أخرى نستطيع أن ننسق عملاً كبيراً واستراتيجياً بين أبناء المحافظة وقيادة المنطقة والسلطة المحلية للقيام بأعمالٍ عديدة للانتقال من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم، وتحرير كل المحافظة وكل اليمن، وهذا اللقاء وما سيتلوه سيكون بدايةً لانتعاش العمل الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي يمثل رافداً كبيراً لأي عمل عسكري أو أمني.

إن تركيز العدوان على محافظة تعز التي ظلمت ظلماً كبيراً من قبل بعض ساستها كان كبيراً ورهاناً مهماً بالنسبة لهم، لكن أبناءها يختلفون عن بعض ساستها الذين ذهبوا إلى الرياض حتى في تلك المناطق التي تحت وطأة الاحتلال لا زال هناك الكثير والكثير بل نستطيع أن نقول الأغلب من أبنائها أحراراً، وإنما ساء بهم الحال وفرض عليهم أن يسلموا أو يرضوا بالأمر الواقع بسبب بطش وظلم وتسلط أولئك الذين لا يملكون قيماً، ولا يملكون مشروعاً وقد شاهدنا نماذج سيئة جداً ..جداً.. حصلت في بعض مناطق تعز التي وطأتها أقدام الاحتلال.

لو كانوا يملكون مشروعاً ولو كانوا يملكون حلماً لتحقيق حلم أبناء هذا الشعب لاتخذوا طرقاً أكثر دبلوماسية، فالمفترض على من يملك مشروعاً حتى ولو كان مشروعاً وهمياً يتشدق به أمام الآخرين أنه يقدم نماذج حتى ولو دخل إلى منطقة أو إلى حارة -يسميها كما يقولون انقلابين أو من هذا الطرف أو من ذلك الطرف- أن يمثل أنموذجاً في التسامح، في الأخلاق، في التعامل الطيب حتى يشجع الآخرين للانتماء لمشروعه، لكن لمجرد أن يدخلوا حارةً أو زقاقاً أو شارعاً يرتكبون فيه أبشع الجرائم في سفك الدماء والذبح والسحل وكل تلك الجرائم التي لا نستطيع أن نحصيها والتي ربما جمعوا فيها كل فنون القتل التي حصلت على أيدي القاعدة وداعش في كل بقاع الدنيا.

هذا يدل على أنهم لا يملكون مشروعاً، ولا يملكون قيماً، ولا يملكون أخلاقاً كل ما يملكونه هو تدميراً وهدماً، تدميراً لهذا الشعب ولهذه المحافظة الأبية التي كانت وستضل حاضرةً في المشهد اليمني في كل المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والاقتصادية.

أما أولئك الذين في الرياض ومن يأتمرون بأمرهم في داخل مدينة تعز هم ليسوا من أبناء تعز لأن الله يقول: “ومن يتولهم منكم فإنه منهم” يعني تشابهت قلوبهم، هم نفس المنهجية الصهيونية، هم على نفس منهجية داعش.

أولئك الذين ارتموا في أحضان الخارج وهم قلة قليلة، وأؤكد لكم بإذن الله تعالى وبتكاتف جهودكم وبالإضافة إلى بقية الإخوة من أبناء محافظة تعز إلى جانب الجيش واللجان الشعبية سترون الكثير بل الغالب من أبناء المناطق التي وطأتها أقدام الاحتلال سيرحبون بوصول الجيش واللجان، وستحصل نقلة بإذن الله تعالى في استعادة وتحرير ما وطأتها أقدام الاحتلال؛ لأن العدوان اعتمد أسلوب الخداع، وأسلوب التغرير الذي حصل من قبل أولئك وما كانوا يحلمون به إلى أن جعلوا بعض مناطق تعز ساحةً ومسرحاً للفوضى وللاختلالات الأمنية، وتلك الجرائم والبطش التي فرضت على الكثير الاستسلام للأمر الواقع، وسترونهم حاضرين بقوة عندما تتهيأ الظروف .

تعز ستكون وبإذن الله تعالى، ومهما كان حجم الاستهداف، ومهما كان حجم المؤامرة، ومهما كان حجم المعاناة التي يعانيها أبناء المحافظة خاصةً، وأبناء الشعب اليمني عامة فستضل بإذن الله بوابة التحرير للمحافظات الجنوبية التي وطأتها أقدام الاحتلال والذين مثلوا أيضاً فيها نماذجاً أسوأ ربما مما يحصل في تعز أو مثلها، وهذا يدل على أن العدوان لا يملك مشروعاً إنما يملك فوضى وقاعدةً وداعش ويريد أن تبقى اليمن ساحةً لرمي قاذوراتهم من القاعدة وداعش والمتشددين والجماعات الإرهابية ليأمن العدوان ودوله ساحتهم ولكنه سيرتد في يوم من الأيام وبالاً عليه.

كما أكدت لكم أننا نكن كل الاحترام والإجلال لأبناء هذه المحافظة الأبية وسنبذل كل ما بوسعنا إن شاء الله مع أبنائها جنباً إلى جنب في تقديم المتاح الممكن من الخدمات.

ونحن في هذه المرحلة، وفي هذا الظرف الحساس الذي نعيش فيه العدوان والحصار ينبغي أن نقول من هنا ومن بين أبناء محافظة تعز الأبية أننا يجب أن نكون بمستوى المسئولية، وبمستوى التحدي في كل مؤسسات وهيئات وأجهزة الدولة.

نحن في مرحلة حساسة وخطيرة ولا ينبغي لرجال الدولة وللقائمين عليها إلا أن يكونوا بالمستوى الذي يحلم به شعبهم الذي صبر وعانى وكابد الكثير.

نحن في مرحلة بإذن الله تعالى سنبذل ما بوسعنا لإصلاح الوضع الإداري والمالي، والإصلاحات الاقتصادية، فهذا الشعب لا يليق به إلا أن يحكمه ويمثله إلا خيّر، من يعمل لأجله بنزاهة وضمير حي.

لقد قلنا في مثل هذا المكان وفي ذكرى عام على تأسيس المجلس السياسي أننا بإذن الله تعالى سنمضي بمستطاعنا من الإصلاحات. وعلينا أن لا نستمع لأولئك المناكفين في الإعلام، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، فلدينا أجهزة قضائية، ولدينا أجهزة رقابية، ولدينا مكافحة فساد، ولدينا مجلس سياسي أعلى، ورئاسة وزراء ينبغي أن ينزلوا وأن يحاسبوا الجميع، وأن يكون هناك حساب وعقاب للجميع من عند صالح الصماد، إلى عند أصغر موظف في الدولة، حتى هؤلاء القائمين على المؤسسات الذين بأيديهم الإمكانيات ليس مسموحاً أن يجلسوا عبر شاشات التلفاز وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكل واحد يزايد على الآخر ويريد أن يقال أنه هو الوطني وأنه المهتم بقضايانا.

إني أوجه الأجهزة الرقابية ومكافحة الفساد أن ينزلوا ويمارسوا أعمالهم ويسألوا هذا، وهذا و لماذا؟ من أين لك هذا؟ ومن أين حصلت على هذا؟ وأين ذهبت بهذا؟ ولماذا فعلت هذا؟ وأن يرفعوا أعمالهم إلى الرأي العام دون تحرج إطلاقاً من الشفافية ومن المكاشفة وفق الأطر القانونية والدستورية بعيداً عن المزايدات في الإعلام سواءً من هذا الوزير المحسوب على الأنصار أو من هذا الوزير المحسوب على المؤتمر أو على حلفائهم.

يجب أن تتفعل الأجهزة القضائية، والأجهزة الرقابية، ومكافحة الفساد حتى يعلم الشعب إن كان هناك تقصير أو إن كانت هذه هي الإمكانيات المتاحة التي استطعنا توفيرها في ظل العدوان، وفي ظل الحصار، أما أن يكون هناك مزايدة في وسائل الإعلام، وفي القنوات الفضائية، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، والشعب يتضور جوعاً والموظفون لهم أكثر من عام بدون رواتب، فسيفهمون أن هناك اختلاساً، وأن هناك سرقاً، وأن هناك نهباً، وأن هناك فسادًا ، ومن حق الشعب أن يصيح، ومن حقه أن يثأر إذا كان هذا حاصلاً.

لكن عندما تتحرك الأجهزة المعنية لتقوم بدورها وتتحقق من كل القضايا التي تطرح ومن كل القضايا التي فيها خلاف فينبغي أن لا يكون هناك تحسس، وأي وزير، أو أي رئيس، أو أي عضو في المجلس السياسي أو في الحكومة يتحسس من الشفافية ومن النزاهة، ومن المساءلة فليذهب غير مأسوف عليه. يجب أن تنزل الأجهزة الرقابية وهي فرصة ربما لم تحصل مثلها من قبل أن يكون هناك توجه من القيادة السياسية والمجلس الأعلى والحكومة لتفعيل الأجهزة الرقابية وإسنادها.

على كل الأجهزة الرقابية أن تنزل وتتحرك وتقوم بدورها ومن يعترض طريقها، نعد يقيناً أن لا يمر على اعتراضه أربعة وعشرين ساعة إلا وقد رحل غير آبهين به كائناً من كان، فإذا قصرتم فالتقصير سيكون منكم وستحاسبون أنتم كأجهزة مسئولة، ونحن سنقف معكم بكل ثقلنا وبكل ما نملك.

يجب أن لا نسمح إطلاقاً بأن تهدر إمكانيات هذا الشعب، ويجب أن يستفاد من كل الإمكانيات المتاحة حتى يصل للناس الحدُّ المتاح والممكن في هذه الظروف.

أيها الإخوة الأعزاء نحن لا نستطيع أن نقول كل شيء في هذا اللقاء. أنا أقترح بإذن الله تعالى أن يتم الترتيب للقاء قادم موسع أكبر يشترك فيه جميع الإخوة القائمين على العمل من أبناء محافظة تعز وبالذات الإخوة في المجلس السياسي الأعلى، والإخوة في الحكومة، وأن يتم إن شاء الله الإعداد بالتنسيق مع قيادة المحافظة للتهيئة والتنسيق لأعمال استراتيجية في المستقبل يمكن بإذن الله تعالى أن تفضي إلى التعجيل برفع المعاناة عن أبناء هذه المحافظة الأبية .

كما نأمل أن يكون هناك تحرك قوي وواسع للحشد والتعبئة لاحتفالات الرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر حسب البرامج المعدة والتي تقرها لجنة الاحتفالات.

كلنا أمل، كلنا ثقة أنكم أنتم أصحاب المواقف، وبإذن الله تعالى سيأتي اليوم الذي تعود تعز إلى أناقتها ومدنيتها وثقافتها وتكون فعلاً مدينة السياسة، ومدينة الثقافة، والاقتصاد وتتحرر من هذه الأوبئة ومن هذه القاذورات التي أتتنا بها دول الخليج، والتي أرادت أن تجعلها ساحةً للصراع والفوضى.

لكم كل الشكر والتقدير وللإخوة القائمين على هذا اللقاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.