النباء اليقين

خطاب التصعيد والتطمين

بقلم/ حمير العزكي

 

برباعية ( المحن ، الحروب ، الفتن ، المآسي )
استهل السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله خطابه الحافل بالمفآجات والتطمينات والتصعيد الغير مسبوق ضد العدوان
الرباعية التي اختزل بين أضلاعها وضع وحال الأمة اليوم واختزلت فيه شخصية القائد بملامحها الإنسانية ونزعتها الأممية ونظرتها العالمية، رباعية لم تقف عند توصيف الحال بل انتقل بها السيد القائد إلى بيان السبب الرئيسي لها المتمثل في المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، والقائم على أدوات أوجدها الطموح الذي يفتقد إلى المشروع من دول وكيانات وجماعات على حد السواء، والمتكئ على إرث خلاف طويل تحمله جنبات هذه الأرض، كانت ومازالت آبار النفط تروي جذوره وتحتفي بزرعه وإنتاجه، فكانت سوريا والعراق الضحية الاولى للتكفير برأسه الوهابي ووجهه الإرهابي، وحين كانت اليمن الهدف التالي ومع عجز النبتة التكفيرية عن التمددفي اليمن تدخلت الدول الراعية والممولة لها بصورة مباشرة من خلال تحالف العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والمصحوب بحصار اقتصادي مطبق و آثم.

السعودية ومن معها في تحالف العدوان وبالذات الإمارات لاتتجاوز كونها مجرد أداة فاعلة في تحقيق أهداف المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة بدون حتى مجرد التفكير في آثار استخدامها السلبية في ذلك.
فكانت خسارتها بل خساراتها المتعددة والمؤكدة والمتزايدة في تصاعد مستمر بدءً بخسائرها المادية من تكاليف العدوان الهمجي الى المبالغ الهائلة الضخمة التي تقدمها لأمريكا وحتى الرشى التي تدفعها للدول الأخرى والمنظمات الدولية وانتهاء بماتدفعه للدول والشركات التي ترسل مرتزقتها للقتال معها في اليمن.
أما الخسائر المعنوية فتتمثل في هزيمتها النهائية في كل حروبها غير المباشرة في العراق وسوريا ولبنان وهزيمتها المحققة التي بدأت تظهر ملامحها بقوة في حربها المباشرة في اليمن.
بالإضافة إلى فقدانها النفوذ الإيجابي المقبول ودورها كلاعب أساسي له تأثيره في المنطقة ودخولها من خلال محاولاتها تركيع وإخضاع الآخرين بالقوة والسطوة في مشاكل كبيرة جدا يصعب عليها جدا الخروج منها في حال كان الخروج ممكنا في ذاته.
ظهرت تلك المشاكل داخليا في الخلافات الأسرية وشعبيا في حراك ال15 من سبتمبر وحالة الاحتقان التي تتصاعد يوميا وتتعاظم نتيجة القمع والبطش ومحاولات الإلغاء للمكونات المختلفة سياسيا ومذهبيا وحملات التحريض والتكفير ضدها في العديد من المناطق.

فرضت كل تلك الخسائر والهزائم التي يتكبدها النظام السعودي والمشاكل التي تحيط به من كل الاتجاهات اللجوء إلى استراتيجية الهروب إلى الأمام من خلال المحاولة الجادة والمستميته في تحقيق أي إنجاز ممكن في عدوانه على اليمن ، معلنا عن تصعيد عسكري ليس الأول ولا يختلف عما قبله من التصعيدات الا في كونه جزءً من هذه الاستراتيجية الفاشلة حتما.

وفي مواجهة تصعيد العدوان السعودي الأمريكي أكد السيد القائد على الاستراتيجية التي أعلن عنها سابقا والمتمثلة في مواجهة التصعيد بالتصعيد، وجدد التذكير بمايجب علينا اليوم جميعا كيمنيين بأنه ذات الواجب الذي كان علينا من قبل بمساراته الأربعة من رفد الجبهات بالقوة البشرية والاستمرار في تطوير القدرات العسكرية وتشجيعها وتكريمها والحفاظ على وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية ودعم وتعزيز صمود الشعب اليمني ، منطلقا من المسار الثاني والانجازات التي تمت فيه وتكللت بالنجاح ليعلن عن بعض صور التصعيد العسكري القادم بالتلويح بالعصى البالستية كإنذار أخير للإمارات وإعلانها منطقة مستهدفة وغير آمنة لاستثمارات الدول والشركات الاجنبية وكذلك الاعلان عن امكانية استهداف الموائ السعودية على البحر الاحمر وبعض الموانئ الافريقية والتأكيد على مواصلة الجهود حتى الوصول إلى الموانئ الفلسطينة المحتلة وتوعد كل القطع البحرية لقوى العدوان بمافيها ناقلات النفط المارة بالمياه الاقليمية اليمنية مهما ابتعدت عن السواحل كرد على التصعيد المعلن تجاه الحديدة.

لم يفت السيد القائد في خطابه الإشادة بالتفاهمات السياسية وتوضيح وبيان أهميتها ودورها من خلال ما أفرزته من استقرار سياسي نسبي جنب المكونات الوطنية الدخول في صراعات جانبية و ساعدها على التفرغ لمواجهة العدوان والتصدي له، والمضي في خطوات استكمال وترسيخ هذا الاستقرار أمر حتمي وضروري .
ولم يغب عن باله ايضا حجم المعاناة المعيشية التي نتجت عن ثالوث الوصاية والتقسيم والانهيار الاقتصادي الذي كان سببا رئيسيا في قيام ثورة ال21 من سبتمبر ، وتضاعفت آثار تلك المعاناة وتفاقمت في ظل العدوان والحصار والحرب الاقتصادية التي تم دعمها بقرارات كارثية اهمها قرار نقل البنك، ممايفرض على كل شعوب المنطقة والعالم الحرة التحرك بجدية في معالجة الأوضاع الانسانية للشعب اليمني وتلبية الدعوة التي وجهها لهم السيد القائد.
وختاما كانت الثورتان العظيمتان السبتمبريتان مسك خطاب السيد القائد وجديرتان
بأن يلفت اليهما نظر وانتباه اليمنيين الأحرار للاحتفاء والاحتفال بهما نافذا بنور مصداقية من ذكراهما إلى حقيقة وثبات الموقف من الجمهورية والالتزام بالنظام الجمهوري كنظام للحكم، موقف والتزام اكدته الأيام وقدمته الرؤى في مؤتمر الحوار وأكدته يمين الشهيدالقائد حسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه الذي أقسم بالله أن يحافظ على النظام الجمهوري .