النباء اليقين

ماذا يقول التاريخ عن 24 أغسطس ! بقلم \ عبد الحميد الغرباني

الهدهد | مقالات

في العام 1982 انعقد في اليمن مؤتمرشعبي عام جمع مختلف القوى المتصارعة في شمال اليمن وقد اتفقت حينها على التشارك في السلطة بعد صراع دامي طويل ! لقد كان الدستور النافذ حينها يحرم الحزبية بجميع أشكالها وتنص المادة 37 منه على أن( الحزبية بجميع أشكالها محضورة) كما أن الموقف السياسي الموازي للموقف الدستوري كان يحرم الحزبية حيث يذكر أن رئيس المجلس الجمهوري عبدالرحمن الأرياني كان يردد أن :

-الحزبية خيانة والحزبية عمالة.

-الحزبية رجس من عمل الشيطان.

-الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة.

-نرفض الحزبية سواء جاءت بمسوح الرهبان او بقرون الشيطان .

كما أن علي عبد الله صالح في تصريح لجريدة الصحوة عام 1986م قال (ان بلادنا ترفض الحزبية تحت أي مسمى أو قناع لأنها تقوم على أساس عمالات خارجية )

وهكذا يظهر أن الاحتفال بالذكرى 35 هي احتفاء بمؤتمر جمع عددا من القوى المتصارعة وليس بذكرى تأسيس حزب سياسي بعينه ، وفي هذا كتب عبد الوهاب الروحاني في مقال لصحيفة الميثاق أن المؤتمر مثل ” إطارا لكل القوى المتصارعة دينية، قومية، اشتراكية، وطنية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ” ان صالح يحتفي بمناسبة تأسيسه كحزب ويربط ذلك بتاريخ ومرحلة تسبق التجربة الحزبية وتسبق سماح الدستور بالحزبية !

بمعنى اخر صالح يحتفي بتأسيسه الحزب في 82م وهو في 86م يقول ان بلادنا ترفض الحزبية تحت أي مسمى أو قناع لأنها تقوم على أساس عمالات خارجية ) طيب لماذا العودة بتأسيس الحزب ليوم اجتمعت فيه قوى متصارعة واقتسمت السلطة ؟

المؤتمر الشعبي العام لطش المناسبة واسمها من حينه ولم يخرج في المرحلة الماضية لإحياء هذه الفعالية مطلقا كما يحضر راهنا في الوقت الذي لم يحشد طاقاته لمواجهة العدوان على مختلف المستويات.