النباء اليقين

غزة في صنعاء !

الهدهدنت/مقالات

بقلم/ عبدالله علي صبري

يشبه حال صنعاء المحاصرة إلى حد كبير الوضع القائم في قطاع غزة بفلسطين بل لعل معاناة الشعب اليمني تفوق معاناة أخوتنا في فلسطين المحتلة ، والمؤسف أن صنعاء محاصرة من قبل تحالف العدوان المحسوب على العرب والمسلمين بقيادة آل سعود الذين ينتهجون سياسة آل صهيون ، بل ويفوقونهم خسة وإجراماً!

فعلى الرغم من الصلف الصهيوني وجرائم إسرائيل المتوالية بحق الشعب الفلسطيني إلا أن الأمر لم يصل إلى درجة الحماقة السعودية، التي بلغت ذروتها مع مطالبة الأمم المتحدة بالإشراف على مطار صنعاء الدولي كشرط لاستئناف الرحلات ( الإنسانية ) من وإلى المطار!!

لا يزال معبر رفح بالنسبة لأهلنا في غزة متنفساً يخفف من وطأة الحصار، فيما يمعن تحالف العدوان السعودي في إحكام الحصار برا وبحرا وجوا على الشعب اليمني ، حتى أن عدد ضحايا الحصار والكارثة الصحية في اليمن، يفوق عدد القتلى والشهداء في هذه الحرب العدوانية.

وإذا كان الساسة في الضفة الغربية على اختلاف مع الساسة في قطاع غزة ، إلا أن درجة الانقسام الفلسطيني، لم تصل حد التواطؤ ضد أبناء غزة واستغلال الحصار المفروض عليهم، وذلك عكس ساسة ما يسمى بالشرعية في فنادق الرياض وعدن، الذين دفعوا بالحرب وبالحصار وبالأزمة الاقتصادية ، ثم نراهم يسعون إلى استغلالها، وابتزاز الأطراف الوطنية في الداخل ، عبر تمرير مقترحات سعودية بغطاء أممي تدعو إلى إشراف المنظمة الدولية على مطار صنعاء وميناء الحديدة ، في حالة أشبه ما تكون بالانتداب على “شمال اليمن” تحديداً .

ولا عجب ، فمن يقبل بالاحتلال الأجنبي لجنوب البلاد لن يكون على الضد من وضع الشمال تحت الانتداب ، إنما العجيب أن تصدح أصوات من داخل صنعاء تقبل بالإشراف الأممي على مختلف موانئ ومطارات اليمن تحت مبرر إيقاف العدوان ورفع الحصار .

لكن كما في غزة شعب عربي صامد يأبى الضيم والانكسار ، ففي صنعاء وعموم اليمن شعب عزيز يرفض الذل والهوان، ويرفض كل أشكال الوصاية والاحتلال، وله مع الغزاة والمعتدين تاريخ من الانتصارات التي جعلت من أرض اليمن مقبرة لكل طامع في أرضها وشعبها.. ولن يضير اليمن شيئاً إن كان المعتدون عليه لا يقرأون التاريخ ولا يستفيدون من عبره ودروسه!