النباء اليقين

لا تتحدثوا عنهم

بقلم / حمير العزكي

لا تتحدثوا عن فسادهم لأنكم تعلمون كما يعلم العالم بأسره انه يجري في دمائهم وهم أيضا يعلمون ذلك يقينا . ولأنكم قبلتم بالشراكة معهم رغم علمكم ولكن حسن ظنكم فيهم وأملتم خيرا في تغيرهم . ولأنكم لن تضيفوا جديدا الى سجلاتهم او تكشفوا مستورا للناس عنهم لأنهم لا يخجلون ولا يتضايقون من الحديث عن فسادهم ولأنهم أفسدوا للدرجة التي أفسدت فطرة الناس و خلقت تقبلا طبيعيا للفساد وافرزت مناعة لدى الشعب الاهتمام بفسادهم وقابلية للاستحمار وعداءا للتغيير .

ولأن الشعب كان ينتظر منكم ردع بقايا الفاسدين كما فعلتم بمن قبلهم وليس مجرد كشف فسادهم . ولا تتحدثوا عن وطنيتهم فحروب ست ظالمة خاضوها ارضاءا للخارج تثبتها . وطائرات بلا طيار أغارت و قتلت دون حتى استنكار تؤيدها . وتحويل مؤسسات الدولة الى قسمة مواريث بين الأقارب ، ووسائل ترضية لمن غضب وسخط منهم ، وكذلك تحويل الجيش الى فرق استعراضية عائلية ، والمعسكرات الى مزارع ملكا للقيادات المقربة تشهد عليها .

ولأنهم ومن تبعهم ومازال يتبعهم يعلمون بكل ذلك جيدا ولأن من كانوا ينبرون مدافعين مضللين منهم ، بحماس مثلهم ، قد غادروا صفوفهم ، وتركوا لهم الفرصة للقيام بذات الدور الذي سيتركونه لمن بعدهم مثل من سبقهم الى احضان العدوان ان حالفهم الحظ ولأنهم حتى اليوم مازالوا يحافظون على العلاقة والروابط مع الفارين من صفهم والمؤيدين للعدوان على وطنهم ولم يتخذوا ضدهم أي ردة فعل تعبر عن الغضب على خيانتهم واستهجان إرتزاقهم .

لا تتحدثوا عن مساوئهم فليسوا أولئك الاطهار الذين قديستنكف الناس سيئاتهم ولا تتحدثوا عن مواقفهم فليسوا أولئك الأحرار الذين يحسبون حساب المواقف ولا تتحدثوا عن فضائحهم فليسوا أولئك الذين تحمر وجوههم حياءا وخجلا عند نشرها ولا تتحدثوا عن ماضيهم فليسوا من يتألم ويحزن عندتذكيره بنكباته وأخطائه ولا تتحدثوا عن ظلمهم وطغيانهم فلا هم يتحرجون من كشفها ولا الناس تنتبه لها وقد ألفتها منهم كظلالهم التي لا تفارقهم فكذبهم معلوم وصدقهم معدوم وغدرهم معهود ومكرهم مشهود ووفاؤهم هباء وودهم لايدوم وحقدهم على منافسيهم قدرهم المحتوم

ولكن تحدثوا عن مصيرهم المشئوم ونصيبهم من الذل والخزي والهوان المقسوم ان حنثوا بالعهود وعبثوا بالمواثيق وحاولوا إعادة الكرتين الخاسرتين مستندين الى خبرات حقبتهم الفاشلة ، فالأسود ليست كالثعابين ، و الأحرار ليسوا كالعبيد والشرفاء لم يقتسموا مع اللصوص وان تغاضوا عنهم فلن يطول ذلك ، والمؤمنين ليسوا كالمنافقين ، والأعزاء الكرماء ليسوا كالمرتزقة والعملاء .

تحدثوا …

عن وعد الله : إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْفَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

وعن صدق وعد الله : وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ وعن مكر الله : وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .

وعن عاقبة الماكرين : وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ

وعن عاقبة خيانة عهود الله وخداع أوليائه : وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ

وتحدثوا وقبلها حدثوا انفسكم عن ثقة أولياء الله بربهم وكونوا اوليائه حقا : أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

وأتقوا الله واصبروا ولن يضركم كيدهم شيئا : {وَإن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}