النباء اليقين

سيرة و مسيرة .. و على خطاك ماضون..

صادق البهكلي

…….
حركة عمرها لا يزيد عن 15 عام منذ انطلاقتها من الصفر .. لم تكن تمتلك اي مصدر اقتصادي ولا حتى بسطة صغيرة يمول تحركاتها الثقافية و العسكرية – بعد أن فرض عليها هذا الخيار لاحقا – سوى ما يجود به افرادها الذين انتموا إليها وذابوا في مشروعها ماديا ومعنويا وهم اغلبهم من بسطاء الناس الذين لا يمتلكون سوى قوتهم اليومي و لكن الإرادة و العزيمة و الإيمان الراسخ و العمل بما هو متوفر و في حدود الامكانيات و عدم الانتظار لما هو غير موجود جعل من شريط الكاسيت إذاعة في كل بيت ومن ملازم القائد المؤسس بطباعتها العادية مدارس متنقلة في كل حي و في كل وادي ومن علبتين بوية باللون الاخضر و الأحمر جعلت من صخور الجبال و الوديان سبورة درس يومي تشربوا من خلالها ثقافة قرآنية رسخت فيهم جذوة التحرر وكسرت حاجز الخوف وانطلقوا في كل جامع يرفعون أول صرخة وحينما دوى صداها في الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء معلنة انهاء حقبة طويلة من الخنوع و السكوت المذل وان زمن هيهات منا الذلة عاد من جديد لتصل كقواصف الرعد في آذان الانظمه العميلة لتبدأ أولى فصول مؤامرة الأرض المحروقة و مع بداية مسلسل العدوان الإجرامي انتهت المواجهات الأولى باستشهاد قائد الحركة ومؤسسها ولكن على غير المعتاد و على العكس من كثير من حركات التحرر التي طالما تخبوا جذوتها باستشهاد مؤسسها الا ان قائد حركة أنصار الله كان قد رسخ في نفوس اتباعه ان الحركة ليست مختزلة في فرد ولا عشرين ولا مائة ولا الف أنها حركة أجيال بل عشرات الأجيال لأن مهمتها لا يمكن اختزالها فهي مرتبطة رأسا بالله سبحانه ومبادئ انطلاقتها هي تلك المبادئ التي انطلق منها الإمام الحسين يوم عاشوراء :
(( ما خرجت أشرا ولابطرا ولاظالما ولامفسدا وأنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر )) و هي تلك المبادئ التي خلدت ثورة الحسين حتى أصبحت مدرسة لكل الأحرار في كل زمان ومكان.. و من هنا فاستشهاد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي أشعل جذوة أخرى في صدور الأحرار ” ان عهدا علينا اننا سنكون أوفياء لك أيها القائد .. و على خطاك ماضون”.
و بقيادة الشاب العشريني ” أبو جبريل ” الذي صار حديث كواليس المخابرات العالمية و شغلهم الشاغل فلا استطاعت جيوش العرب في سته حروب طاحنة وبكل آلياتها وبالدعم المخابراتي و العسكري من اقوى جيوش العالم إخضاعه ولا مليارات الدولارات التي انفقت استطاعت تفكيك جماعته بل زادتهم قوة واتساعا وتاييدا لم يعد محصورا في حدود اليمن و المنطقة بل على المستوى العالمي ..
قائد لم يستعين بمستشار سياسي واحد ولا طلب المعونة من اي جهاز مخابراتي او دولة او خبير عسكري مرموق في مقابل آلاف من الخبراء و عشرات الأجهزة المخابراتية الكبرى و مئات من المتخصصين العسكريين كلها تم ويتم تحريكها لمواجهة عقلية هذا الشاب المعجزة .. هذا من غير آلاف المرتزقة المخبرين من الداخل حتى صارت عناصر القاعدة الإرهابية التي يدعي العالم أنه يقاتلها مسموح لها بمواجهة هذا الشاب وتتلقى الدعم المادي و العسكري النوعي ولكن النتيجة هي أكبر من ان نصفها بالمعجزة و الواقع و حتى العدو يشهد بأن هذا الشخص ولد فقط ليغير وجه العالم الفاسد و المنافق، و مصلح رباني قادم.. وان اليوم الذي ستكون فيه زر الحرب و السلام بيده يطرق أبوابه ان لم يكن فعلا قد طرقها..
هنا لا أتحدث من باب المدح فهو لا يعرفني ولا يتابع ما أكتبه ولكنه الواقع الذي يقول لنا هكذا كي ناخذ الدرس جيدا وان نعرف الأسباب على الاقل لنعرف كيف نتصرف اين نحدد مكاننا الصحيح في ظل زمن صار الباطل وادواته يتمظهرون بمظهر الحق فإن لم نبحث بعين الحكمة ونستبصر بالحق فسنكون يوما نصرخ في المكان الخطأ ( ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا)..
أن واقع حركة أنصار الله بقادتها ورجالها ليست بعيده عن التأييد الإلهي فمن يدقق في مجريات الأحداث يستحيل أن يجزم أن ما حققته الحركه من إنجازات كبيرة و لا زالت في باكورتها وبامكانياتها المتواضعة التي يعرفها الجميع .. ان بصمات العون و التأييد الالهي والالتزام بتوجيهات الله هي وراء هذا النجاح الكبير لان الله هو مالك السماوات والأرض وهو القائل ( ولينصرن الله من ينصره ).
أخيرا يجب أن نستفيد من الأحداث لنحدد موقعنا اين نكون فنحن في زمن لا خيار آخر سوى اما ان نكون مع الحق واهله او مع الباطل و أهله ..