النباء اليقين

كاتب لبناني: كاميرا جنود “أنصار الله” أنهت بطولات السعودية الوهمية

قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في مقال للكاتب عامر محسن، أنّ «الإعلام الحربي» قد تكفّل بنقل الصورة في البرّ، ونشر التسجيلات التي لا يمكن تكذيبها وتظهر، خلال أيام، تدمير ما يوازي كتيبة مدرعات، والجنود اليمنيين وهم يتجولون بحرية في الأراضي والقرى السعودية. لولا هذه الصور، لأخفى آل سعود كلّ ما يجري خلف حائط الإنكار وبروباغاندا الإعلام، كما جرى عام 2009. ولكن اليمنيين، اليوم، يجعلون من الدعاية السعودية مادة للسخرية. يعلن «أنصار الله» عن مقتل عقيد سعوديّ كبير، يرأس حرس الحدود في الجنوب، فينشر السعوديون بياناً يُظهر العقيد وكأنه قُتل في معركة بطولية على الجبهة، وقد سقط وهو يطلق النار ويطلب الإمداد. كشف اليمنيون، عندها، عن تسجيلٍ للموكب الضخم للعقيد، وقد دمّره كمين، ورجالهم يسيرون بحريّة بين العربات. بعدها بأيّامٍ قُتل جنرالٌ سعوديّ، وادّعت الرياض انّه جُرح «بنيران من الجانب اليمني» (كأنما بالصدفة)، وتوفي لاحقاً في المستشفى؛ فنشر اليمنيون في اليوم ذاته صوراً لشارات العميد العسكرية ورُتبه، وقد انتُزعت عن بزّته. وحين حاول السعوديون، أخيراً، تنفيذ هجومٍ مضادٍ حقيقي لاسترداد الخوبة والقرى المحيطة بها، كانت النتيجة شريطاً لـ «الاعلام الحربي» يعرض وحدة كاملة من العمليات الخاصة السعودية (يشير الى هويتهم سلاحهم الفردي المميز، AK-103) وقد أبادها «أنصار الله».
هذا الإحراج هو ما دفع الخليجيين الى إخراج أفلامٍ دعائية لقواتهم في اليمن، بعضها أنجزته «سكاي نيوز» بحرفية بصريّة وبراعة، ولكنها تظلّ دعاية مركّبة، لا تنقل صور انتصارات أو بطولات قتال ــــ والتسجيلات التي تصلنا بحالتها «الخام» من الميدان، من الجنود السعوديين أنفسهم،تظهرهم اما وهم يستعرضون، أو يرقصون ويطلقون النار في الهواء، أو وهم يتفننون بإهدار الذخيرة.
هذه الصّور تنقل بعض الحقيقة، وتشرح لماذا ستنكفىء السعودية وتطلب وقف الحرب. ولكن لا شيء يفسّر منطق من دعم هذا الغزو المشين. والمضحك أن الإعلام العربي، حين يبرّر، يعرض العدوان وكأنه حربٌ على ايران (كأن هذا تبرير)، ولا توجد الى اليوم دلائل على دعمٍ جديّ وكبير ــــ بالمال أو بالسلاح ــــ من ايران لـ «أنصار الله»، وقد اختلف الطرفان حول أكثر من مفصلٍ أساسيّ في الفترة الماضية (بينها دخول عدن)، خالف «أنصار الله» فيها ــــ وفق تقارير غربية ومحلية ــــ رأي حلفائهم في طهران.
بعيداً عن الشعارات، ما يحصل هو أن السعودية ستخرج من اليمن، والإمارات قبلها، بعد أن دمّرت مدنه وجوّعت شعبه، وصارت القاعدة تحكم زنجبار بعد أن سيطرت على المكلّا، وتقترب من الهيمنة على عدن (حيث تغتال الضباط الاماراتيين بشكلٍ شبه يومي). هم يعتقدون أن هناك، بعد كل هذا، عودةٌ الى «المربع الأول»؛ وقد غاب عنهم انه، مثلما كانت حرب 2009 تأبيناً لما هو قائم ومقدّمة لواقعٍ جديد أكثر تعقيداً وصعوبة، فإن هذه الحرب قد فتحت على من أشعلها أبواب زمنٍ جديدٍ، قاسٍ، لن يكون رحوماً بهم.