النباء اليقين

السعودية و صناعة الإنتصارات الوهمية بالمال و الإعلام .. من استئجار “الجيوش والمرتزقة” الى شراء “الأسرى اليمنيين” من داعش

..
عابد المهذري
………………………………….
لا تكترث مملكة آل سعود لأي تبعات ناتجة عن حماقاتها السياسية و العسكرية في عدوانها على اليمن .. لأن المملكة السعودية لا تتعامل أصلا مع الواقع الحقيقي للقضية و تتعاطى معها طبقا لما تتوهمه هي و تتخيله من صورة مغايرة للحقيقة مما يؤدي لنتائج كارثية في نهاية الأمر .. كالنتيجة العويصة التي تتداعى اليوم في منطقة الجزيرة العربية و دول الخليج و الشرق الاوسط بفعل حرب السعودية و حلفائها على الجمهورية اليمنية .. و هي الحرب العدمية التي تسعى من خلالها أسرة آل سعود تحقيق انتصار عسكري يلبي للملك و حاشيته الحاجة النفسية المفقودة للشعور بالقوة و الإحساس بنشوة البطولة و النصر حتى و ان كان انتصارا وهميا يجري تسويقه بالأموال عبر وسائل الإعلام و ينفق آل سعود من أجل مئات المليارات من الدولارات في صفقات اسلحة و شراء ولاءات و قرارات و مواقف دول عربية و اجنبية لدرجة استئجار جيوش رسمية و مرتزقة من مختلف الجنسيات للقتال معها في اليمن و حمايتها على أراضيها و هو بحسابات الساسة و خبراء التحليل يعتبر انتكاسة و هزيمة مهما حقق من تقدم او مكسب في جبهات المعركة كونها مجرد انتصارات زائفة أشبه بالوهم تتعامل مع النصر كسلعة يمكن شراءها او انجازها بالنيابة عبر وكلاء يعملون بالإيجار و هو ما يحصل تماما في عدن و الجنوب و مارب من اعلان تحقيق انتصارات عسكرية سرعان ما تتبخر و تصبح كرتونية .
ليس هذا فقط .. فالسعودية لا تملك غير دفتر الشيكات و حقائب الاموال لتنفيذ ما تسعى إليه نظرا لإفتقادها للرجال الابطال القادرون على انجاز الهدف و المشروع الذي تطمح اليه .. فنجد آل سعود يتهربون من حقائق الهزائم التي يتعرض لها قواتهم المسلحة على أيدي القوات اليمنية بالتغطية عليها بترويج الشائعات والأكاذيب و الايغال في التكتيم و اخفاء المعلومات و التضييق على حرية الاعلام .. و كلما تسرب للرأي العام السعودي و الخليجي خبر محرج يكشف ما يدور مثل اماطة اللثام عن أسرى و قتلى من جنود الجيش السعودي سقطوا بأيدي المقاتلين اليمنيين و ظلت السلطات السعودية تنكر ذلك حتى تم بث لقطات فوتغرافية و فيديو في الفضائيات و وسائل الاعلام دفع آل سعود للبحث عن طريقة تظليلية جديدة للرد على الأمر و بذات الأدوات و الاساليب المعتمدة على المال .. قام الجانب السعودي بشراء عشرات الأسرى اليمنيين من تنظيم داعش في جنوب اليمن كانوا قد وقعوا في الأسر قبل عدة أشهر اثناء مواجهات الجيش اليمني و اللجان الشعبية مع قوات تحالف العدوان و مرتزقته الموالين للرئيس الهارب هادي و فصائل ما يسمى المقاومءة الجنوبية و منها القاعدو و دواعش الإخوان الذين أبرموا الصفقة مؤخرا مع السعودية لانقاذها من الورطة و الإحراج .. بحيث يتم تصوير هؤلاء الأسرى اليمنيين بأن القبض عليهم كان على يد الجيش السعودي في مواجهات الحدود بمناطق نجران و عسير و نجران في إطار استخدام ذات الورقة مع الجانب اليمني الذي يتحفظ على اعداد كبيرة من اسرى جيش السعودية التي اضطرت للاستعانة بخدمات داعش للحصول على أسرى يمنيين يمكن الاتكاء عليهم في عمليات المقايضة و الضغط و الحروب الاعلامية و النفسية .
كان بإمكان السلطات السعودية اللجوء لحيلة مجانية أسهل بدلا من شراء أسرى بدفع عشرات الملايين لداعش .. و لو انهم أستعانوا بأعداد من السجناء اليمنيين المكدسين في سجون المملكة و الاتفاق معهم على لعب دور معين امام كاميرات التلفزيون لكان الأمر مجديا نظرا لصعوبة نزع اعترافات مذلة من الاسرى القادمين من عدن خاصة أولئك المحسوبين على جماعة انصار الله و ان حدث ذلك فلا شك بأن اعمال تعذيب أجبرتهم على الادلاء بتصريحات و احاديث بالإكراه و هنا سيكون موقف الجانب السعودي مدانا لانتهاك حقوق الاسرى مقابل ما يحظى به الاسرى السعوديين من احترام و حسن رعاية من الجانب اليمني .
غير ذلك .. ربما ان انتقال الاسرى اليمنيين من قبضة داعش الى يد الجيش السعودي يصب لصالح الاسرى الذين يمكن القول انهم نجوا -بضربة حظ – من الذبح بسكاكين داعش الإجرامية الى طرف آخر يمثل كيان رسمي هو الحكومة السعودية و بذلك يكون الموقف قد انعكس لمصلحة الأطراف اليمنية من حيث ارادت السعودية استثماره لترجيح كفتها في الميدان العسكري على الأرض تحويل ملف الاسرى من عامل ضعف الى ورقة نصر و محاولة استخدامها لتعزيز مسار المفاوضات السياسية و اتجاهات الأداء الإعلامي .
غير ان المعادلة القائمة في جبهات القتال هي من تفرض معطياتها على خارطة الحرب التي لن تنتصر فيها السعودية عسكريا حتى لو احتلت اليمن بأكملها لسبب بسيط يتعلق بإفتقادها للقضية التي تخوض من أجلها الحرب العدوانية .. في حين يمتلك اليمنيون روح القضية بالعنفوان المطلوب لتحقيق النصر المتكامل .. و اذا ما كانت السعودية تبحث عن انتصار وهمي عبر ملف الأسرى المبيوعين .. فإن اليمنيون يصنعون انتصارهم الحقيقي في ساحة النزال بدمائهم و أرواحهم المبذولة في سبيل الله دفاعا عن وطن و عرض و ارض و شرف وكرامة و ليس من اجل المال كما هو حال عملاء السعودية و لا بالأموال يشترون النصر كما تفعل هي و هنا تكمن المفارقة و بديهيات و وجوه المقارنة لمن يبحث عن ما خفي من تفاصيل الصفقة