النباء اليقين

قطر الصغرى والفضيحة الكبرى

بقلم / عبدالفتاح علي البنوس

ساعات معدودة على فرض السعودية وأحذيتها من بعران الخليج ومرتزقة العربان إجراءات مقاطعة لدويلة قطر وفرض عقوبات وحصار عليها وقطع العلاقات معها واتخاذ إجراءات تعسفية على حركة التجارة والملاحة البرية والبحرية والجوية، قامت القيامة في قطر ، فهبط سعر صرف الريال القطري ، وشهدت المحلات والأسواق القطرية إقبالا منقطع النظير على شراء المواد الغذائية والاستهلاكية وهو الأمر الذي أدى إلى نفاد كافة المعروضات وأظهرت مقاطع فيديو عرضها ناشطون قطريون على تويتر بعض المحلات التجارية في الدوحة وهي خالية من المواد الغذائية نتيجة الهلع الذي أصابهم عقب مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن والمغرب وغيرها من الدول لبلادهم تحت شماعة دعمها للإرهاب وإسهامها في تهديد أمن واستقرار دول المنطقة ، وكأن السعودية في اليمن جاءت من أجل سواد أعين اليمنيين ومن باب حرصها على أمنهم واستقرارهم ورفاهيتهم وكأنها الوصية عليهم ؟!.

في غضون ثلاثة أيام افتضحت قطر وانكشف المستور، وظهرت هذه الدويلة التي كانت تبحث عن العظمة والرفعة والسمو، على اعتبار أنها دولة عظمى معتمدة في ذلك على مخزونها الهائل من الغاز الطبيعي واحتضانها لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية واحتضانها لمكتب خاص بالتبادل التجاري والاقتصادي الإسرائيلي ، واعتمادها على شبكة الجزيرة في الترويج للنظام والدفاع عنه وتسليط الضوء على التطور والنهضة الشكلية التي وصلت إليها ، حيث تبخرت كل تلكم الوسائل والأدوات في الهواء وبدت قطر دولة إتكالية عاجزة عن توفير أبسط مقومات الحياة المعيشية ، بما في ذلك مياه الشرب، ولا أعلم أين تذهب المليارات والثروات القطرية ؟! وأين الاحتياطي والمخزون الذي من المفترض أن تمتلكه أي دولة في العالم لمواجهة أي طوارئ قد تتعرض لها ؟!! هل من المعقول أن يصل بهم الحال من الاعتماد والإتكال على أمريكا إلى هذه المستوى الذي يجلب عليهم الفضيحة والعار ، والذي يظهرهم على حقيقتهم ويظهر اضمحلالهم وصغرهم وإفلاسهم ؟!!

في اليمن مّر علينا أكثر من عامين على العدوان والحصار والذي كانت قطر من المشاركين فيه ، وعلى الرغم من الظروف المادية الصعبة والأوضاع المعيشية المتدهورة التي يعاني منها أبناء الشعب اليمني وبرغم انعكاسات العدوان والحصار التي تستهدف معيشة اليمنيين إلا أن الأوضاع ظلت تحت السيطرة ولم تحصل هناك أي أزمات تموينية ولا غيرها ولولا لجوء العدوان ومرتزقته لقطع المرتبات لكانت الأوضاع طبيعية وأكثر استقرارا ، وهنا تظهر عظمة الشعوب ورقيها وتتجلى حكمة وحنكة قياداتها ومدى حرصها على مصالح شعوبها ، وتسخير كافة إمكانياتها وثرواتها لخدمتهم ، وأمام الفضيحة القطرية الكبرى التي أوقعتها فيها جارتها الكبرى وشريكتها في قتل اليمنيين وتدمير وطنهم وتمزيقه فإننا في اليمن نرى بأن ما تتعرض له قطر هي مؤامرة أمريكية تنفذها السعودية ومن دار في فلكها من أجل إجبارها على دفع الجزية للخليفة ترامب على غرار السعودية والإمارات ، فالسعودية تحاول ابتزاز قطر تحت ذريعة تحالفها مع إيران وذلك تماشيا مع السياسة الأمريكية المناهضة لإيران والتي يتبناها دونالد ترامب والتي ترى السعودية بأن قطر تعمل بخلافها وصار لزاما عليها دفع ثمن الخروج عن طاعتها ، فألصقت بها التهم وحشدت أحذيتها ومرتزقتها من الأنظمة العربية لتأديب قطر وإجبارها على رفع الراية البيضاء .

بالمختصر المفيد، قطر اليوم تحصد وتجني ثمار ما زرعته في المنطقة وما قامت به من دعم وتحريض للفتن والأزمات والصراعات في المنطقة وهنا تتجلى العدالة الإلهية ، والتي لن تكون غائبة عن آل سعود وآل نهيان وبقية العملاء والخونة العرب ، وحتى وإن نجحت جهود الوساطة الكويتية العمانية فإن العلاقات بين قطر وحلف السعودية لن تعود إلى سابقها وسيظل ما حصل طاغيا على طبيعة هذه العلاقات في الأيام القادمة ، وإن فشلت الوساطات وتأزمت الأوضاع فإننا على موعد مع ربيع عبري خليجي تتهاوى وتتساقط فيه أنظمة وقيادات ودول كانت تظن بأنها بمأمن من ذلك متجاهلة بأن الأيام دول وعلى الباغي تدور الدوائر .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .