النباء اليقين

قليل من الصراحة مع النفس

الحرب لها احيانا ايجابيات تكون من نتائجها هو اعتراف كل اطراف الحرب بقوة كل طرف مما يؤدي الى وصول الاطراف الى مرحلة احترام كل طرف للاخر والاعتراف بحقوق كل طرف وعدم ازدراءه اي طرف ، بدلا عن الصورة الاولى التي كانت راسخة في الاذهان و التي كانت منطبعه بإعتبار ان كل طرف يعتبر نفسه هو الاقوى وهو الذي يملك الحقيقه وهو من يجب ان يخضع له كل الاطراف.

اذا كلما طالت الحرب كلما ترسخت عند طرف من اطراف الحرب معرفة خصومه على حقيقتها وان هذه الحرب لن تقف الا في وصول هذه الاطراف الى التوازن سواء كانوا هذه الاطراف داخلية او خارجية.

ويمكننا ان نضرب عددا من الامثلة ونسقطها على الحرب الدائرة في اليمن منذ اكثر من سنتين

المثال الاول : في بداية الحرب القيادة السعودية كانت لا تعمل اي قيمة او تقيم اي وزن لاي قوة في اليمن ولا يوجد اي بوادر احترام لاي يمني او قوة في اليمن ، وكانت نطرتها دونية لليمن ، وانه عندما اتخذت قرار الحرب والتدخل العسكري في اليمن كانت وبكل عجرفة واستكبار تتصور انها سوف تحسم الحرب بظرف اسابيع او شهر او شهرين. على اكبر تقدير ، نظرا لترسخ صورة سابقه في اذهان القيادة والامراء السعودين واذهان (الشعب السعودي) بان السعودين والجيش السعودي وما يمتلكون من ثروة واسلحة وجيش لايمكن لاي قوة يمنية ان تقف في وجهها،

ولكن اثبتت هذه الحرب عكس ماكانوا يتصورون وهاهي السنة الثالثة تدخل من هذه الحرب وهم لم يستطيعوا حسم هذه الحرب بل ان جيشهم البري اثبت ضعفا لايوصف ولم يستطيع ان يجاري الجيش اليمني الذي يشكل له اليوم للجيش السعودي كابوس له ودائما يتخذ قرار الفرار في اي مواجهة مع الجيش اليمني ، وهذا انعكس نفسيا ومعنويا في غاية من الهبوط في نفوس الشعب السعودي والقيادة السعودية وفي النهاية لايمكن تتوقف هذه الحرب الا بالتفاوض بين الطرفين وإقتناع السعودين بقوة اليمنين ومكانتهم وعلى قاعدة الند للند .

المثال الثاني هو بين الاطراف الداخلية اليمنية ، عندما اندلعت الحرب كانت بعض الاطراف وخاصة في شمال الشمال تتصور انها ستحسم الحرب في مناطق الجنوب وعدن بسهولة بسبب النظرة الدونية للاخواننا في الجنوب ، بل انهم عندما دخلوا عدن بضرف يوم واحد من صنعاء الى عدن كانت وسائل الاعلام في صنعاء تحتفل وتعلق بشتى التعليقات التي لا داعي لذكرها ، وسرعان ما تحولت هذه الصورة وانقلبت المعادلة وتم الانسحاب من عدن. والجنوب ؟؟؟؟،

وبالمثل النظرة الى محافظة تعز كانت الاطراف الشمالية تتحدث عن حسم سريع للحرب في المحافظة ، بل انهم ذهبوا بعضهم بقولهم انهم يحتاجون فقط للحسم في تعز لطقم عسكري في الحوبان وطقم ثاني في بيرباشة ليحسموا الحرب ضد المبنطلين هناك؟؟؟ ،
لكن النتيجة كانت عكسية والى الان الحرب لازالت مشتعلة في محافظة تعز ولم يستطيع اي طرف حسم الحرب كاملا لصالحة

وفي راي الشخصي لن تتوقف الحرب بين الاطراف الداخلية في اليمن سواء في عدن والجنوب وفي محافظة تعز ومحافظة البيضاء ومحافظة مارب والجوف الا بوصول كل الاطراف الداخلية بإعتراف الجميع بكل طرف في الحقوق والرجولة والقوة واننا جميعنا يمنين ننتمي لهده الارض وشعب واحد ونسيجنا واحد ولا يحق لاي طرف ينتمي لاي منطقة ان يقوم بهضم حقوق اي طرف من منطقة يمنية اخرى، او يعتقد انه هو من يجب ان يحكم والبقية عبارة عن موظفين عنده مثل اي باكستاني او فليبيني ،
وتكون نظرتنا جميعنا لبعضنا البعض بكل احترام وتقدير ومحبة ،

في هذه الحالة سوف تتوقف الحرب الداخلية ، وسوف يصلون الى تسوية. وتفاهم بينهم تقوم ايضا على الند لند.
وبدون ذلك لا اعتقد ان اليمن ستشهد اي استقرار او توقف للحروب بل انها ستشهد تفكك وتفتت من المهره وحتى صعدة.