النباء اليقين

تيريزا ماي لست بمفردك فالمسعورون كثر!

الهدهدنت/مقالات

بقلم / عبدالحميد الغرباني

ليس هناك كارثة أكبر من استجداء الأمم المتحدة أموالا لتمويل خطتها الإنسانية من أنظمة دموية خلقت المعاناة الإنسانية في اليمن عرضا وطولا! وكارثية ذلك تكمن في أن هذه الخطوة تبدو محطة لتنظيف مخالب قوى الشر من الدم اليمني التي تلطخت به طوال أكثر من عامين من العدوان على اليمن!

ما يتحتم على الأمم المتحدة وعلى مسؤوليها هو خوض معركة تحييد ميناء الحديدة عن الاستهداف بدرجة أولى ثم العمل على رفع الحصار عن اليمن جوا وبحرا!

فالحصار المفروض على اليمن يشكل توحشا ليس له نظير  ذلك ما تريد قوله الأمم المتحدة فقط تخشى الابتزاز! فتتحدث  بما يعبر عن ذلك حين تعتبر الوضع في اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، وحين تنشر إحصائيات تؤكد أن 17 مليون شخصا في اليمن يعانون من نقص المواد الغذائية، وأن نحو 7 ملايين على حافة المجاعة! وأن طفل دون سن الخامسة يموت كل عشر دقائق في اليمن بسبب أمراض يمكن الوقاية منها!.. والخ والخ والإحصائيات دامية ومؤلمة!

هل تريدون أن نتحدث عن نفر الخونة الذين حضروا ما يسمى مؤتمر المانحين ليوفروا غطاء لاستهداف ميناء الحديدة! ليكن ذلك..

موفد قناة  BBC إلى جنيف يتحدث عن سجال بين عدد من مسؤولي الأمم المتحدة الذين يرون ضرورة تحييد ميناء الحديدة عن أي استهداف أو عملية عسكرية باعتباره شريان حياة لليمنيين وبين المدعو عبد الملك المخلافي وبقية فريق عملاء الرياض معه! هل رأيتم أقبح من هؤلاء!

لو قلبتم كل أوراق التاريخ التي تحدثت عن خونة أوطانهم لن تجدو أحط من هؤلاء الكائنات المحسوبة على اليمن وعلى البشرية كأفراد من البشر!

لقد بح صوت المسؤول الدولي جيمي ماكغولدريك وأيضاً زميله جورج خوري وهما يحذران من استهداف ميناء الحديدة تحت أي مبرر يجر من هنا أو هناك، ويؤكدان على دوره الحيوي وعن ضرورة تدفق المواد الغذائية والسلع المختلفة والأدوية عبر الميناء بل وكل الموانئ!

ليس هذا فحسب بل ويؤكد جورج خوري وهو مدير مكتب الأمم المتحدة في اليمن أن وقف تهديد المجاعة الذي بدأ باجتياح اليمن يستلزم فتح كل المنافذ أمام احتياجات اليمنيين وتحييد بنيتهم التحتية عن الاستهداف!

لقد علا هذا الصوت الانساني _الذي لا نملك إلا التعبير عن احترامه _حتى قبل أن تنطلق مسيرة الخبز الراجلة من صنعاء إلى الحديدة مشيا على الأقدام لرفض استهداف رئة أكثر من عشرين مليون يمني!

في المقابل من قال إن ناطق العدوان عسيري ووزير الحرب الأمريكي المعروف بالكلب المسعور أو تيريزا ماي، وحدهم فقط من يحشد لقتل اليمنيين بالرصاص والجوع فهناك كلاب مسعورة يقودها المدعو عبد الملك المخلافي! لكن هذا الصنف من الكلاب مهما بدى مسعورا إلا انه في النهاية ينتظر الفتات! على ان هذا الفتات يتحول في النهاية شتيمة سوداء أسوء بكثير من تلك التي تلقاها رجل المال والأعمال الإخواني حميد الأحمر في فندق سعودي!

ختاما من المعلوم للأمم المتحدة ولقوى العدوان وحتى للخونة أن ‏ميناء الحديدة يمتثل  للمنظومة الدولية (ISPS) وكل السفن التي تقدم إلى الميناء تخضع للتفتيش من قبل العدوان وبشكل مستفز لدرجة النفور من قبل بعض الشركات الملاحية من الإبحار إلى الميناء ثم هذه السفن لا تدخل إلا بعد تراخيص تمنح من(UNVIM)! ومن هنا فإن استهداف ميناء الحديدة لن يفضي إلى تجويع اليمن وتنتهي الأمور هنا بل ستبدأ من هنا فالمعتاد أن الأسود لا تموت جوعا كما قد تسمع هذا من أبسط مواطن يمني …